فضيحة..البقر أغلى من روح البشر في المغرب

تلقى العديد من المواطنين، باستهجان واستغراب، الإجراءات التي تقوم به الحكومة لمواجهة الأوبئة المنتشرة في المغرب حاليا، والمتمثلة في الحمى القلاعية التي تضرب الماشية، وإنفلونزا الخنازير، التي أودت بحياة أزيد من 11 مواطنا لحد الآن.

فمن أجل مواجهة الحمى القلاعية، قامت الحكومة، ممثلة في وزارة الفلاحة والقطاعات المعنية، بحملة غير مسبوقة، وطوقت المناطق التي عرفت ظهور حالات لهذا الوباء، وأغلقت أسواقا، بل وأقرت تعويضات لكل رأس ماشية كان ضحية للحمى القلاعية، تراوحت بين 2،5 2،7 مليون سنتيم لكل رأس.

بالمقابل، تعاطت الحكومة ممثلة في وزارة الصحة بغموض وتهاون مع فيروس أنلفونزا الخنازير، بل ونفى الوزير المكلف بالقطاع، أناس الدكالي، في البداية، وجود هذا الفيروس، وتحدى كل المواطنين أن يثبتوا له أن هناك وفيات بسبب هذا المرض، قبل أن يعود ويؤكد عكس ما صرح به.

وزارة الصحة ومعها بقية القطاعات لم تستنفر مصالحها إلا بعد ارتفاع الوفيات إلى خمس حالات، ولم تقم بما يلزم لأنقاد أرواح المواطنين، بل والمثير في الأمر أنها فرضت رسوما تتراوح بين 1900 درهم في القطاع العام و3000 في القطاع الخاص، من أجل إجراء تحاليل للحالات المشكوك في حملها لفيروس إتش1 إن 1، لتشخيص ما إن كانت تحمله فعلا أولا، و300 درهم للعلبة الواحدة من مضاد هذا الفيروس (طامو فلين).

فهل أصبح البقر في المغرب أغلى من روح البشر؟