لماذا وإلى أين ؟

سخط عارم بسبب “بوز” التفاهة.. وخبير يوضح

في كل مرة تُطل فيها على المغاربة شخصية من شخصيات “البووز” التي تفرض نفسها على المشهد الإعلامي المغربي، ويصبح الجميع يتحدث عنها، يعود النقاش حول ما يدور في فضاءاتنا العمومية والافتراضية من جدالات وسجالات، وهي نقاشات قديمة وجديدة، لكن حدتها ارتفعت بشكل مثير مؤخرا، خصوصا عندما تصبح هذه المواضيع والشخصيات تلغي النقاشات الحقيقية لقضايا مصيرية لدى المغاربة.

استياء عارم من انتشار التفاهة:

وحسبنا في هذا الصدد ما يثار في هذه الأيام حول شخصيات البوز التي أصبحت حديث القاصي والداني،  لدرجة أن الأمر بلغ إلى حد إطلاق إنذارا حقيقيا في الأوساط الإعلامية والحقوقية والفكرية، للنظر في هذه الفضائح الإعلامية التي أصبح ينصدم لها المتابع .

“إكشوان إكنوان ” سينا ” نيبا” وغيرهم كثيرون شخصيات ومشاهير يوصفون بأنهم “من ورق”، أخرهم  صاحب عبارة “إكشوان إكنوان” ، والذي فجر هذا النقاش مرة أخرى . خصوصا وأن هذا الأخير جاء في ظرفية قلب فيها موازين النقاش العمومي حول مرض إنفلونزا الخنازير، حيث استنكر العديد من النشطاء ما تسببت فيه هذه الشخصية من تحريف لنقاش يهم مرض يهدد المغاربة إلى نقاش آخر سطحي وتافه .

كما أن النقطة التي أفاضت الكأس في هذا الموضوع هو اعتبار بعض الصحفيين والإعلاميين أن إعطاء الأهمية لهذه الفئة ولهذه الشخصيات على حساب القضايا الكبرى للمغرب، هو ضرب من ضروب التخلف، خصوصا  وان الأمر يظهر بشكل جلي على مستوى نسب المشاهدات ومقياس ما يهتم به المغاربة، أو ما يطلح عليه بـ”الطوندونس”.

بنزاكور : التفاهة مشكل بنيوي

وبخصوص التفسير السوسيولوجي لهذه ” الفضيحة الثقافية ” كما يصفها بعض المتابعين، “آشكاين” نقلت سؤال التفاهة والاهتمام بماهو سطحي للمحلل السوسيولوجي والنفسي محسن بنزاكور الذي عزا هذه الإشكالية إلى مستويين ،الأول بنيوي، والثاني شكلي حيث يقول: “إن العامل البنيوي يعود بالأساس إلى المواضيع المحرمة اجتماعيا والطابوهات، والتي هي بالأساس يجب مواجهتها والنقاش فيها، سواء كان على المستوى الاجتماعي أو على المستوى السياسي، وبالتالي ألف المغاربة أن لا يناقشوا إلا التفاهات من الناحية البنوية .

ويضيف المتحدث:” أن هذه التفاهة تلغي الخوض في المواضيع الجدية منها السياسية والأسرية وما يجمع الأفراد في إطارا علاقاتهم، وبالتالي لم يبقى لهم الخوض إلا في التفاهات، فيصبح المشكل بنوي، لدرجة أن هذا الأمر ينعكس حتى على النقاشات الوطنية، ويتم الخوض فيها إلا بالأمور السطحية .

أما من الناحية الشكلية يردف بنزاكور وهي ظرفية فقط :” أصبحت ثقافة المغاربة تستقى من وسائط التواصل الإجتماعي، وهذه الأخيرة طبيعتها يكون آني ولا يخضع لتحلية النقاش والتركيب والمسافة الزمنية لكي تختبر الأفكار، ويكون ورائها كل من هب ودب، بمعنى أن مصداقية المعلومة مشكوك في أمرها،”

ويسترسل بنزاتكور قائلا :” أن من يكون في الواجهة هو من يخلق الحدث، وهنا تكمل الخطورة، لأن الناس يتأثرون بهذه الشخصيات، بحيث أنه لا يمكن بناء أفكار وأوطان، واتخاذ قرارات حاسمة، بناء على نزوات ورغبات عابرة، والأخطر من ذلك يصبح المواطن المغربي غير قادر على تكوين رأي خاص به وقناعات شخصية خاصة به، لأنه يصبح دائما خاضع لهذا النوع من الفكر الخالي من أي إضافة ، وبالتالي يتحول الوطن إلى مجموعة من الأشخاص مكونين بـ”صفر” فكر.”

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
مغربية
المعلق(ة)
15 فبراير 2019 19:10

الكاتب محق في تحليله . في كل اسبوع يفرض علينا ةوجـــــــــــــــــــه اتفه من سابقه, و الأخطر ان الصحافة الجدية أصبحت تروم لمثل هده الظواهر الاجــــــتماعية و تعمل على اشهارها اما بالاخبار او بالنقذ. و الأفضل في رأينا هو تجاهلها تماما.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x