تحدي لباس الحايك.. إحياء للتراث أم ترسيخ لنظرة سلفية؟

انتشر مؤخرا بشكل واسع تحدي اللباس التقليدي المغربي في العديد من المدن المغربية بعد أن أطلقه عدد من النشطاء، على مواقع التواصل الإجتماعي، حيث خرج عدد من الشباب من مختلف المدن المغربية إلى شوارع مدنهم، وهم يرتدون الملابس المغربية التقليدية، من جلاليب وسراويل فضفاضة (قندريسية) والحايك واللثام المغربي، في بادرة جاءت في سياق تحدي بدأ من أجل صور على مواقع التواصل الاجتماعي، وانتهى بانتشاره في مدن مغربية عديدة.

وحسب آخر ما تم تداوله في هذا الصدد، فإن العشرات من الشباب والشابات في مدينة القصر الكبير خرجوا بهذا الزي في مسيرة جالت مختلف الأسوق الشعبية والساحات والشوارع العمومية للمدينة، استجابة للتحدي الذي تم إطلاقه على المستوى الوطني.

وفي نفس السياق تساءل العديد من المهتمين والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي عن السر وراء انتشار هذا التحدي بسرعة كبيرة، متسائلين عن الغاية منه خصوصا وأن بعض الأزياء التي أقحمت في هذا التحدي، لا تمثل اللباس المغربي التقليدي، وتم إدخال فيها أزياء سلفية أو أفغانية لا علاقة لها بالتراث المغربي.

كما اعتبر بعض النشطاء أيضا، “أن تشجيع بعض الجمعيات الدينية لمثل هذه المبادرات ليست بريئة، خصوصا، وأن العديد من الشخصيات السلفية رحبت بهذه الفكرة، ودعت إلى تعميمها على جميع المغاربة، كما دخلت على خطها العديد من الجمعيات الدينية والخيرية في مدن مغربية مختلفة.”

وتساءل بعض المتفاعلين مع الحدث عن الحقيقة وراء هذا التحدي، وما إذا كان فعلا يتعلق الأمر بإحياء تراث مغربي أصيل، أم هي مجرد غطاء للدعوة لقمع وكبح حريات النساء والشباب في اختيار ملابسهم وأزيائهم  في إطار الفكر المتطرف، وتحت ذريعة إحياء التراث ؟