لماذا وإلى أين ؟

منسق “حزب الحب العالمي”: من يسخرون منا لا يفهمون قيمة الحب (حوار)

المحفوظ طالبي/متدرب

خرجت مؤخرا فكرة تأسيس حزب مغربي يحمل اسم “حزب الحب العالمي” إلى الواقع، بعدما كانت مجرد فكرة يتم تداولها في مجموعات “فيسبوكية”.

الفكرة التي أسس عليها الحزب الجديد أثارت الكثير من النقاشات، بين من استحسنها وبين من سخِر منها وانتقدها، من جهة،  وبين من اعتبرها غير مناسبة للمشهد السياسي في المغرب من جهة أخرى.

وحول هذا النقاش وما أثاره الحزب الجديد من جدل على مواقع التواصل الاجتماعي، استقبلت “آشكاين” ضمن فقرتها الأسبوعية “ضيف السبت” عبد الكريم سفير المنسق الوطني للجنة التحضيرية للحزب للحديث حول ما اثاره من تساؤلات.

 لماذا اخترتم هذا الاسم للحزب؟

لأننا ببساطة نعتبر أن هذا هو ما ينقص المغاربة، وينقص العالم ككل، ونعتبر أن مشاكلنا نحن المغاربة في مختلف القطاعات؛ كالتعليم، والصحة، والتشغيل، وبصفة عامة فيما يتعلق بتدبير الشأن العام، هي كلها نتيجةً لفقدان الحب تُجاه المواطنين والوطن، وفي المقابل طُغيان الأنانية أو المصالح الشخصية وبالتالي الكراهية والحسد… فلو كان حب الخير للمواطنين والوطن، في تدبير الشأن العام، لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه الآن.

ونفس الشيء على المستوى الكوني أو العالمي، فغِياب الحب هو السبب في الحروب والإرهاب والتّطرف، وفي تدمير البيئة، وفي عدد من المشاكل التي تعاني منها البشرية، فالحب أساس كل خير، ولهذا، نحن حاولنا أن نذهب إلى جوهر المشكل، المُتمثل في غياب الحب في العلاقات الإنسانية بشكل عام، وهو ما يدفع إلى الكثير من المشاكل.

طيب، لكن فكرتكم هذه أثارت موجةً من السّخرية، من طرف متتبعي الشأن العام؛ إذ يقولون أن من أهداف الأحزاب السياسية هي الوصول إلى السلطة وممارستها، وهذا يقتضي، وبحسبهم، التوفر على مشروع أو برنامج سياسي، لا اللعب بالكلمات الفضفاضة، من قبيل “الحب السياسي”… ما هو ردكم؟

في ما يتعلق بهذا النقاش، هناك اتجاهان؛ اتجاه جاد، واتجاه غير جاد، بالنسبة للأول، فنقاشهم رصين، لكن يجب ألا يغفلوا قيمة الحب كقيمة سياسية، وأن يطلعوا على المرجعيات الفلسفية الكثيرة في هذا المجال؛ فالفلسفة حافلة بالحب السياسي، منذ أفلاطون إلى يومنا هذا، أي ما يزيد على 25 قرن. فهناك كتابات كثيرة وكثيرة جدا في الحب السياسي .
اما بالنسبة للجانب الآخر، هناك جهل بقيمة الحب، ثم أن الغالبية منهم تعتبر أن الحب متعلق بالمجال العاطفي فقط، ولا علاقة له بالشأن العام ومجال السياسة، وهذا كما قلت هو جهل بالقيمة السياسية للحب، ونحن نقول لهؤلاء، إننا نميّز بين أمرين، ما بين الحب العاطفي، الذي هو مجال شخصي ولا دخل للحزب فيه، وما بين الحب كقيمة سياسية، تتعلق بالمجال العمومي وبتدبير الشأن العام، لكن فيما يتعلق برؤيتنا للممارسة السلطة، فالحزب الآن يُبلور برنامجه السياسي، وسنُعلن عليه، لاحقاً، عندما نكون بصدد الخطوات التأسيسية، وسيتفاجأ الكثيرون بالبرنامج وبالأفكار الجديدة التي سنأتي بها.

بخصوص مؤسسة الحكومة في المغرب، هل تعتقدون أن الأحزاب التي تصل إليها، تستطيع أن تُطبق تصوراتها في ظل الوضع الدستوري والسياسي القائم ؟

المشكل يكمُن في أن الأحزاب التي تصل تتخلى عن برامجها، فليس هناك ما يمنعها من تطبيق برامجها وتصوراتها، فهي تتخلى عنها لفائدة مكاسب ضيقة، وتُفرِّط في ناخبيها وفي عموم المواطنين.

فلم نرى أي حزب تقدّم بأي برنامج، وتم الاعتراض على برنامجه؛ بمعنى أن الأحزاب هي التي لا تقوم بالمبادرة وتنتظر الجهات العليا وتتستر ورائها، وعندما تفشل ترمي بفشلها على غيرها، وهذا يدخل أيضا في إطار النّفاق السياسي .

فعلى الأحزاب أن تُطبق برامجها وعندما يتم الاعتراض عليها، فيجب أن تخبر الشعب بذلك، فمن حقه أن يعرف، وأن تُقدم “مواقف”؛ إما أن تُقدم استقالتها من تدبير الشأن العام أو تخرج ببيانات وتقول للمواطنين ماذا يجري، لا أن تستمر في جني مكاسب فئوية وضيقة لصالح الحزب، وفي نفس الوقت تتدرع بالجهات التي تعرقله. وأعتقد أن هناك فقط نوع من الاتكالية ونوع من الخطاب التبريري الذي يُلقي على الآخرين المسؤولية.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

5 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
عبد الله بوعبيدي
المعلق(ة)
25 أغسطس 2019 16:26

الحب عاطفة انسانية نبيلة تغنى بها الشعراء وفكر فيها الفلاسفة واتخذها “عظماء” التاريخ وسيلة للدفع بتاريخ الامم الى التقدم والقضاء على الحاجة والتسلط ،انها معيش يومي لكل كاين عاقل أما أن تتخذ هذه العاطفة النبيلة شعارا لاغراض سياسية حزبية سياسية كما اتخذت الأحزاب الإسلامية مفهوم الدين والضرب على الوتر الحساس لمعظم الفءات الاجتماعية للوصول إلى مراكز القرار فهذاما يرفضه العقل السليم .بل إن الأحزاب الاشتراكية والشيوعية والليبرالية كلها كانت تتغنى بالاعتناء بالطبقات الشعبية والتفكير في مصلحتها والنضال من أجلها لأنها تحبها وتنخرط في همومها فهذا ما كذبته التجارب التاريخية ،فاذن نحن لسنا بحاجة إلى أحزاب كيفما كانت شعاراتها بل نحن بحاجة الى مثقفين من طينة ابن رشد والجابري و محمد جيسوس والمنجرةوالقاءمة طويلة فكفانا من التلاعب بهموم الإنسان والضرب على الأوتار الحساسة..

rachidoc1
المعلق(ة)
25 أغسطس 2019 03:01

و علاش ما بديتوش بـ “حزب الحب الشياظمي”

أو “حزب الحب الدكّالي”

أو كَاع نقولو “حزب الحب ديال كحل الراس ف الموغريب”.

انتوما دغيا نقّزتو للعالم… هاذي ضصارة خايبة.

ذيك لهبال ديال الهيبّيزم تسالى شحال هاذي مع انتهاء حرب فييتنام.
*
سيرو ديرو شي فرع ف شبه القارة الهندية، يقدر ينجح تمّاك.

Samy Rachid
المعلق(ة)
24 أغسطس 2019 23:27

,En Belgique par exemple il existe, GROEN
Un parti politique,qui se réclame

De l ‘écologie politique,
Sa présidente , MARYEM AL MACI

(Le parti s appelle :GROEN, ( alkhodr

(Au Maroc le new parti ( AL HOB,

C.A.d HOBBO AL AKHAR.
C est humain.

Sans hypocrisie,sans gentillesse jaunâtre.
Soyez VRAI.

Bonne continuation.

Aziza Samaa
المعلق(ة)
24 أغسطس 2019 21:18

هذه الفكرة_تأسيس حزب الحب العالمي_ سابقة في الساحة الفكرية و السياية المحلية و العالمية و هذا ما يحتاجه الكون لا المغاربة فقط و أعتقد أن أغلب الاعتراضات هي مجرد شطحات صبيانية محشوة نتيطة عن قصر فهم و اطلاع فلسفيين …..آن الأوان ليتكلم الفلاسفة ……فابتعدوا يا صبية ….

الحقيقة
المعلق(ة)
24 أغسطس 2019 20:41

تاسيس حزب مهتم بالحب هو استهتار بالعمل السياسي، فهل هذا الحزب إذا ترشح في الإنتخابات عن حق المواطن في الحب وهو غارق في العطالة والأزبال، في اعتقادي كان حري بهم تاسيس جمعية تهتم بالحب مثلا

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

5
0
أضف تعليقكx
()
x