عمورة لوزير الصحة: ملك البلاد عينك وزيراً للصحة لا وزيراً للأطباء

المحفوظ طالبي/متدرب

في تعليق على الشكاية التي أرسلها، أنس الدكالي، وزير الصحة، إلى “الهيئة العليا للاتصال للسمعي البصري” “الهاكا”، قال الصحفي الإذاعي محمد عمورة “اعلم، سيدي الوزير المحترم، أن صاحب الجلالة ملك البلاد عينك وزيراً للصحة لا وزيراً للأطباء..”.

جاء ذلك في رسالة، وجّهها مُنشط برنامج “احضي راسك” إلى الوزير، والتي وجّه فيها أيضا سيلاً من الأسئلة لهذا الأخير؛ إذ قال في أوّلها : فإن كان، بإمكان المرء تفهم دوافع الهيئة الوطنية للطبيبات والأطباء ونقابة أطباء القطاع الخاص لتقديم شكايتهم إلى الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، فما علاقتك أنت بالجدل الدائر حول هل يجوز انتقاد عُدماء الضمير من الأطباء أم لا ؟ ”

وأضاف، في ذات الرسالة، هل كتبت مراسلتك كوزير ينتمي إلى حزب تقدمي أو باسمك الخاص؟ وهل اتخذت المبادرة من تلقاء نفسك أم استشرت رئيسك المباشر السيد سعد الدين العثماني رئيس الحكومة الذي ينتمي إلى حزب اتخذ من محاربة الفساد شعاراً لحملاته الانتخابية وخطاباته السياسية ؟

واعتبر صحفي الإذاعة الوطنية، أن الدكالي إن كان كتب الشكاية المرسلة إلى الهيئة العليا للاتصال السمعي – البصري، بصفته الحزبية، فهو، قد أساء إلى التقدم والاشتراكية كـ”حزب حارب الاستبداد والظلم والفساد”، وإن كان أرسلها بصفته الشخصية، فما كان من حقه توقيع الشكاية بـ”صفته الوزارية”، حسب عمورة دائما.

وبخصوص إن كان الوزير استشر رئيس الحكومة واعطاه الإذن، فقد قال عمورة إنه “خان ثقة المواطنين الذين أوصلوه إلى رئاسة الحكومة”، واستدرك “وما أظنه يفعل ذلك لما عهدت فيه من تبصر واتزان”.

وإن كان الوزير اتخذ مبادرته دون استشارة رئيسه في الحكومة، فقال صاحب برنامج “احضي راسك” : “إني أترك له اتخاذ القرار المناسب في حقك” .

وفي ذات الرسالة، التي اطلعت عليها “آشكاين”، انتقد عمورة، مضمون شكاية الوزير، معتبراً أن الوزير قد ادعى عليه تعميم الحكم السلبي على كل الأطباء.

وأوضح أنه أكد أربع مرات في فترات متفرقة من عمر حلقة البرنامج، بأنه لا يعمم حكمه وأنه يتحدث عن عُدماء الضمير من الأطباء، ويُحيي الشرفاء منهم، مشيراً إلى أن تسجيل البرنامج موجود على منصات التواصل الاجتماعي ومتاح للجميع للتأكد من ذلك.

كما انتقد عمورة ما سماه بـ”اعتراف” الوزير بالاختلالات التي يعاني منها القطاع الصحي، متسائلاً معه عما فعله بشأنها.
وقبل إنهاء رسالته، قال إن التاريخ “سيسجل أنك أول وزير مغربي تقدم بشكاية ضد صحفي مغربي قام بواجبه المهني في فضح الفساد وفي إطار ما يمنحه له الدستور المغربي من حق في حرية التعبير، وأول وزير يطالب بوقف بث حلقة من برنامج إذاعي لا أحد يعرف مضمونها بعد في تدخل سافر في تخصص السلطة الرابعة”.

ويشار إلى أن محمد عمورة كان قد قدم حلقة من برنامجه “احضي راسك”، يوم السبت المنصرم (24غشت2019) بعنوان : احضي راسك من الخيانة الطبية، الشيء الذي دفع الهيئة الوطنية للطبيبات والأطباء إلى توجيه شكاية لرئيسة “الهاكا” حول الحلقة، التي قالت إنها “تخللتها مجموعة من الألفاظ والمصطلحات”، التي اعتبرتها “أحكام قيمة وتهم مجانية”، وسمتها “شكاية ذات طلب استعجالي نظرا لنية مقدم بتقديم حلقة أخرى حول تلطيخ سمعة عامة وطب التجميل خاصة”.

وفيما بعد تقدم أيضا وزير الصحة أنس الدكالي، بشكاية، حول نفس الموضوع، إلى الهيئة العليا للاتصال السمعي – البصري.