2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
أفريقيا في قلب جامعة محمد الأول (صور)

“كم هو جميل هذا اليوم، الذي أعود فيه إلى البيت، بعد طول غياب ! كم هو جميل هذا اليوم، الذي أحمل فيه قلبي ومشاعري إلى المكان الذي أحبه ! فإفريقيا قارتي، وهي أيضا بيتي”، كان هذا مقتطف من خطاب الملك محمد السادس خلال القمة الـ 28 للاتحاد الإفريقي والتي انعقدت في أديس أبابا شهر يناير 2017، وسيبقى هذا التاريخ محفورا في الذاكرة المغربية بشكل خاص والافريقية على وجه العموم باعتبار يوما مشهودا لعودة المغرب إلى أسرته الإفريقية المؤسساتية. ومنذ ذلك وقبله بسنوات عمل الملك على ترسيخ هذه الدبلوماسية الملكية التي تتسم بالعمل من أجل إقلاع إفريقيا جديدة متمثلة في إعطاء انطلاقة مجموعة من الأوراش وإيلاء عنايته السامية لعدد من المبادرات.
وفي هذا الإطار، عملت جامعة محمد الأول بوجدة التي يرأسها الدكتور محمد بنقدور طيلة ولايته، على مواكبة الشأن الأفريقي والإسهام في هذا الجانب من خلال تنظيم تظاهرات وندوات علمية وأنشطة طلابية تتعلق بالقارة الإفريقية وذلك انسجاما مع الدينامية الملكية الهادفة إلى تعزيز التعاون بين بلدان الجنوب، والذي تجسده الزيارات الملكية المتعددة لبلدان إفريقية لوضع إطار استراتيجي دائم للتنمية المشتركة وتعزيز التعاون العلمي والتقني مع دول إفريقيا جنوب الصحراء.
ولعل أبرز تلكم التظاهرات تنظيم ندوة دولية في مارس 2019 حول “الهجرة الدولية في السياق الافريقي: الواقع والتحديات” والتي حضيت برعاية ملكية سامية وعرفت حضور باحثين وخبراء من إفريقيا وأوروبا ومختلف جهات المملكة المغربية من أجل الإسهام في النقاش العمومي حول ظاهرة الهجرة. ودأبت جامعة محمد الاول على تنظيم عدة تظاهرات علمية الهدف منها معالجة القضايا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، كالإرهاب بين الجدور الاجتماعية والمكافحة الدولية ابريل 2016، ثم الدبلوماسية الدينية وتحديات الامن والاستقرار الاقليميين مارس 2017، كذلك الدبلوماسية الثقافية ورهان الوحدة الافريقية ابريل 2018 والتي حظيت برعاية ملكية سامية. كما حققت هذه التظاهرات العلمية خلق عدة مشاريع طموحة، كمؤسسة اتحاد جامعة غرب افريقيا مقرها جامعة محمد الاول، تم دار افريقيا بشراكة مع مجلس جهة الشرق، تم احداث مركز جامعي للدراسات والبحوث الافريقية مقره جامعة محمد الاول.
ثم ولأول مرة في المغرب قامت جامعة محمد الأول بشراكة مع الوزارة المكلفة بالجالية المقيمة بالخارج وشؤون الهجرة، بتنظيم جامعة صيفية حملت عنوان جامعة الشباب الافريقي بالمغرب، تحت شعار “شباب إفريقيا رافعة للشراكة جنوب- جنوب وتعزيز لقيم العيش المشترك” شارك فيها حوالي 100 طالب وطالبة يمثلون مختلف الجامعات المغربية ويمثلون كذلك حوالي 26 دولة أفريقية، حيث استفاد المشاركون من ندوات وورشات أطرها عدد من الأساتذة الباحثين والخبراء والأكاديميين، عبر التطرق لمواضيع تهم العيش المشترك والمشترك الانساني من زوايا وجوانب مختلفة. واختتمت أشغال هذه الجامعة بتدشين ساحة جديدة بكلية العلوم حملت اسم ساحة الوحدة الإفريقية كعنوان لتجسيد روح التعاون والتشارك الافرقيين.
ولكون الجامعة مشتلا للنخب التي ستقود التنمية بإفريقيا تسهر الجامعة على دعم مختلف الأنشطة شبه المدرسية خاصة تلك المنظمة من قِبل الطلبة الافارقة جنوب الصحراء كان آخرهما؛ تنظيم دوري لكرة القدم، شارك فيه حوالي 13 فريق يمثلون 13 دولة افريقية، احتضنته القاعة المغطاة التابعة للمركب الرياضي الجامعي، تحت شعار “الرياضة في خدمة القيم”، وتنظيم الأسبوع الثقافي الافريقي بحضور 15 دولة أفريقية عرف تنظيما محكما وتميز بتنوع عروضه الثقافية ومسابقاته الفريدة من نوعها هذا اللقاء كان بمثابة فرصة لتلاقح الثقافات الافريقية وابراز الدور الفعال الذي تلعبه الجامعة في احتضان لمثل هذه التظاهرات الثقافية، وذلك استلهاما من التوجهات الملكية السامية التي جعلت من افريقيا مصب الاهتمام على جميع الاصعدة.