قال عبد الله حمودي الباحث الأنثربولوجي، إن “الحساسية الشبابية الموجودة في التنسيقيات هي لوحدها أداة للانفلات من سطوة النقابات، ومن السلطويات المؤسساتية والحزبية، مؤكدا على أنه “يجب أن نبحث هل يمكن للطريقة التي تشتغل بها التنسيقيات أن تنتقل للمؤسسات الجديدة؟”.
ويرى حمودي، في مداخته في ندوة الافتتاحية لماستر “الإدارة وحقوق الانسان والديمقراطية” بجامعة ابن زهر بأكادير، أمس الأربعاء، حول “التحولات السلطوية والبناء الديمقراطي”، التنسيقية مفهوم جديد لا يحبذ التعامل مع الأحزاب ، داعيا إلى “البحث عن كيفية اتخاذ القرار في هذه التنسيقيات يوميا وبأي أدوات وأين يتموقع الذكور والإناث في المناقشة؟، خاصة وأن البناء الديمقراطي يتولد من شيء ما، وينطلق من حاجات ملموسة، ومنها ما توصل إليه العديد من الشباب حاليا مثل التنسيقيات التي لم تكن من قبل.
وإعتبر الباحث الأنثربولوجي أنه يجب معرفة النواة التي تكون الديمقراطية في كل خلية ومن بينها التنسيقيات، كما يجب أن معرفة كيفية الاشتغال في هذه التنسيقيات التي من الممكن أن تكون نواة نبني بها الديمقراطية، معتقدا “أننا الآن في زمان توليد الديمقراطية من أشياء ملموسة على أرض الواقع”، موضحا “يجب أن ننطلق من هنا أولا وبعد ذلك نبحث ماذا فعل الناس في الصين وفرنسا أو جنوب إفريقيا أو في الجزائر بقربنا، خاصة وأنه لا يمكن استنساخ تجارب الآخرين في البناء الديمقراطي بل أن ننطلق من أشياء موجودة عمليا في الفضاء الداخلي.
وأضاف حمودي، في سياق حديثه عن علاقة التنسيقيات بحق الكلمة، أنه “عندما كنت طالبا في الستينات كانت الأحزاب التي تسير “الاتحاد الوطني لطلبة المغرب” تقمعني ولا تعطيني حق الكلمة”، مؤكدا أن “الكلمة قوة وحكم، وبناء الديمقراطية هو بناء الحق في الكلمة والتسلط يبدأ من تكميم الأفواه”، مردفا أنه حتى في التراث الإسلامي البلاغة مرتبط بالقوة وممارسة الحكم، والحق في الكلمة هو من آليات توليد الديمقراطية.