الدبلوماسية الرياضية للقجع تثبت جدارتها وتحقق اعترافا دوليا بالصحراء المغربية

يعتبر حدث استضافة العيون لمنافسات كأس إفريقيا لـ”الفوتصال” مرجعا تاريخيا يجعلنا نعتز ونفتخر بما قامت به الدبلوماسية الرياضية لخدمة القضية الوطنية، بقيادة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، باعتبارها المنظمة لهذا الحدث العالمي.

فهي تظاهرة سياسية رياضية ناجحة ومبهرة يُحسب تنظيمها لفوزي لقجع رئيس الجامعة، لأنها تزامنت مع سيرورة سياسية قادها وزير الخارجية المغربي، عُنوانها فرض الأمر الواقع، وذلك بفتح قنصليات دول عديدة في عاصمتي الصحراء المغربية، العيون والداخلة.

وبالتالي كان طبيعيا أن تصيب منافسات كرة القاعة أعداء القضية الوطنية بالسعار منذ الإعلان عن إقامتها في العيون. حيث قاطعتها الجزائر وجنوب إفريقيا، لأنهما لم يستسيغا كيف استطاع فوزي لقجع جمع مسؤولي الفيفا والكاف ورؤساء اتحادات إفريقيا في هذه المدينة، وجعلها تتغنى بمغربيتها أمام العالم.

هذا المحفل الدولي الذي تابعه العالم عبر قنوات تلفزية دولية، يجعلنا نقف لنصفق بحرارة لفوزي لقجع، لأن هذا الرجل كان صائبا إلى حد كبير حين اختار هذه المدينة بالذات.. اختيار جاء في ظل سياقات سياسية حساسة أظهرت أهمية دور الدبلوماسية الرياضية، بشكل يتماشى مع السياسة التنموية التي يقودها الملك محمد السادس في كل ربوع المملكة وفي الأقاليم الجنوبية خاصة.

وقد رأينا كيف زاد الاتحاد الدولي لكرة القدم من وقع الصفعة التي تلقاها الاتحادان المذكوران وجبهة “البوليساريو” عندما نشر على موقعه الرسمي عبارة “مدينة العيون المغربية” وهو يعلن عن انطلاق هذه البطولة الإفريقية المؤهلة إلى كأس العالم في ليتوانيا العام المقبل. وهذا في حد ذاته تأشير دولي آخر على عدالة قضيتنا الوطنية.

ورغم أن منتخب جزر موريس انسحب مغلوبا على أمره تحت تهديد جنوب إفريقيا، استمرت البطولة بتواجد أعداء قضيتنا الأولى، هما أنغولا والموزمبيق، لأن الرياضة انتصرت على الحسابات السياسوية الضيقة.

وبالتالي شئنا أم أبينا، لقد جعل رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم هذه المنافسة تاريخية، نظرا لوقعها وارتداداتها السياسية التي أصابت أكثر من جهة. وسنكون جاحدين في حق فوزي لقجع إذا لم نقف هنا لنتأمل مضمون هذه الرسائل التي حملتها منافسات كرة القدم داخل القاعة. فقد أكد لنا دور الدبلوماسية الرياضية وما يمكن أن تلعبه لتفرض الأمر الواقع، الشرعي والمشروع، وتسجل الأهداف على الخصوم.

كما أنه أهّل العيون لتحتضن التظاهرات العالمية بعد انتزاعها لأحقية تنظيمها من مدن دولية أخرى، وهذا ما وعد به لقجع، بعدما كان قد جعلها الحاضن الرسمي لاحتفالات الشعب المغربي ونجوم الكرة العالمية بذكرى المسيرة الخضراء كل سنة.

فتحية عالية لك يا فوزي لأنك أحسنت الاختيار والفعل.. لأنك أرّخت لهذه المنافسة وأنت المنتشي مؤخرا بافتتاح جلالة  الملك لمعلمة مركب محمد السادس بالمعمورة، وانتزعت مرة أخرى اعتراف منظمات رياضية دولية بعدالة قضيتنا الوطنية.