2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

قال المحامي والحقوقي محمد الغلوسي إن على وزير الصحة خالد أيت الطالب أن يغادر مكتبه المكيف بالرباط وأن يتخلى عن خطاب “العام زين ” و”الوضع متحكم فيه” وأن ينتقل هو ورئيس الحكومة إلى المستشفيات العمومية ليرى بعينيه حقيقة مؤلمة غير تلك التي يصرفها من الرباط.
وشدد على أن مرضى كوفيد يواجهون معاناة حقيقية مع التحاليل ونتائجها وضعف التواصل والتأطير والتوجيه، وتحولت قاعات الانتظار إلى كابوس حقيقي يزيد من ألم المرضى، ويعقد من هذا الوضع أكثر غياب المعلومة الدقيقة والشفافية مع سيادة الرشوة والفساد في معالجة ملفات المرضى الذين لا حول لهم ولا قوة وتجدهم تائهين في ردهات المستشفيات المغلوبة على أمرها.
الغلوسي في تدونة له أكد أن الأدهى من ذلك أن هناك مرضى كتب عليهم التنقل من مستشفى لآخر في رحلة متعبة وطويلة بحثا عن إجراء التحليلة أو أملا في إيجاد سرير بالمستشفى يقيهم من الوقوف في طوابير طويلة من الانتظار والتخفيف من ألم المرض مع مايخلفه ذلك من هلع وخوف وسط محيطه.
وخاطب الوزير ورئيس الحكومة قائلا إن النتائج الرسمية المعلن عنها اليوم والمتعلقة بحالة الوباء ببلادنا (أزيد من 1700 إصابة) يقتضي من الحكومة برمتها التشمير على السواعد ومواجهة الواقع العنيد الذي لايمكن إخفاؤه بالتصريحات الرسمية المنتقاة بعناية تامة أمام الكاميرات، فواقع المستشفيات العمومية يسائلكم ويحملكم مسوؤلية جسيمة أمام المغاربة.
أما فيما يتعلق بالمصحات الخاصة، يقول الغلوسي إنها منشغلة بأشياء أخرى غير التضامن الوطني والمصلحة العليا للوطن في هذه الظروف الحرجة ذلك أن هذا اللوبي منشغل أكثر بأرباحه ويرفض إستقبال مرضى كورونا.
وتساءل “هل تستطيع الحكومة إلزامه بالإنصياع لصوت الوطن؟ أم أنها تبقى ضعيفة أمامه؟
وتابع: “إن واقع المستشفيات العمومية ومنظومة الصحة يتطلب جرأة سياسية لمعالجة الإختلالات الهيكلية ومصارحة المغاربة بحقيقة الأمر ووضع إستراتيجية مستعجلة لإنقاذ مايمكن إنقاذه قبل فوات الآوان خاصة مع تطور وباء كورونا وإنتشاره الملفت للنظر .
وخلص إلى أن الحكومة العاجزة عن إيجاد حلول ناجعة لهذه المعضلة والتجاوب مع إنشغالات الناس ومشاكلهم فإستقالتها خير من إستمرارها والذي يكلف خزينة الدولة أموالا ضخمة من المال العام تصرف على مسوؤلين فاشلين في مهامهم.
حكومة ينطبق عليها قول نزار قباني في قصيدته هوامش على دفتر النكسة:
” السر في حياتنا، صراخها أضخم من أصواتنا
و سيوفنا أطول من قاماتنا ”
كثرة التطبال و مغالطة المواطنين على أننا الأول في كل شيئ و عبقريتنا فاقت الكل و و الواقع عكس ذلك. فاين الاختراعات و الأبحاث التي عكف الإعلام على تبشير المواطنين بها؟ و لماذا تكبد المغاربة 4 أشهر من الحجر الصحي اذا لم تتمكن الحكومة من استغلاله للرفع من قدرات المستشفيات و تاهيل و تجنيد المصحات الخاصة لمواجهة الموجة الثانية للفيروس و التي توقعها الكثير من الاخصائيين؟