2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

لا حديث بالشارع البركاني مؤخرا إلا عن “حلم” الملحقة الجامعية، الذي سيصبح في خبر كان بجرة من قلم الرئيس الجديد لجامعة محمد الأول بوجدة، ياسين زغلول.
فبعد أعوام من الترافع من طرف المؤسسات والهيئات المدنية والجماعية والإقليمية بإقليم بركان أمام مسؤولي قطاع التعليم العالي، جهويا ومركزيا، وبعد الموافقة على إحداث نواة جامعية متعددة التخصصات بالإقليم، واقتناء المجلس الإقليمي للبقعة الأرضية التي سيشيد عليها المشروع، جاء الرئيس الجديد، ياسين زغلول، ليقرر تحويل هذه النواة، التي هي قيد الإنجاز، من نواة جامعية مفتوحة إلى معهد “بيو تكنولوجي”، للتخصصات الفلاحية، رغم توفر الإقليم على قطب للتخصصات الفلاحية.
النواة الجامعية التي تم تغير تخصصاتها، كانت موضوع مراسلة من المجلس الإقليمي لبركان إلى رئيس جامعة محمد الأول بوجدة، طالب منه عدم تحويل مشروع بناء ملحقة جامعية عمومية ذات الاستقطاب المفتوح على عرض أخر.
المجلس الإقليمي تساءل من خلال مراسلته المذكورة عن مآل الجامعة العمومية ذات الاستقطاب المفتوح، وعبر عن أسفه لاتخاذ هذا القرار بشكل إنفرادي وتغييب المجسل الإقليمي ببركان في غبداء رأيه في الموضوع بصفته شريكا أساسيا في إحداث هذه النواة الجامعية.
وطالب ذات المجلس على رئاسة جامعة محمد الأول بالحفاظ على الأهداف المنشودة لهذا المشروع وفق تطلعات ساكنة إقليم بركان تفاديا لما قد يؤول غليه الوضع الإجتماعي من إحتقان.
الخطوة التي أقدم عليها زغلول، استنفرت أيضا هيئات سياسية ومدنية، والتي أطلقت بهذا الخصوص عريضة لجمع التوقيعات من أجل الإبقاء على الجامعة متعددة التخصصات ببركان وعدم تحويلها إلى كلية زراعية، حيت أعلن الموقعين عن “تشبتهم بحقهم في كلية متعددة التخصصات وعدم الاقتصار على تخصص وحيد ومغلق”، داعين إلى “مراجعة قرار مجلس الجامعة الذي لم يأخذ بعين الاعتبار حاجيات الإقليم والذي افتقد للمقاربة التشاركية”، في نظرهم.
كما دعا أصحاب هذه العريضة التي اطلعت عليها “آشكاين”، “كل الفعاليات السياسية والنقابية والجمعوية إلى التفاعل القوي مع هذا المطلب”، محملين “المسؤولية للسلطات والمنتخبين بالإقليم للعب دورهم في الدفاع عن مصالح الإقليم وساكنته”.
الموضوع لم يقف حد العريضة، بل وصل قبة البرلمان من خلال سؤال كتابي وجهت النائبة البرلمانية إبتسام مراس عن الفريق الإشتراكي بمجلس النواب سؤالا كتابيا إلى إدريس اعويشة الوزير المنتدب لدى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي بشأن تغيير الغرض الذي أسست عليها النواة الجامعية ببركان من “ملحقة جامعية عمومية ذات الإستقطاب المفتوح” إلى “كلية الزراعة-البيوتكنولوجية”.
وتلاه سؤالين كتابيين أخرين لكل من فريق حزب “الأصالة والمعاصرة” والمجموعة النيابية لحزب “التقدم والاشتراكية”، يسألان من خلالهما وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، سعيد أمزازي، عن “أسباب تغيير الغاية التي أنشأت من أجلها النواة الجامعية”، كما تمت مراسلة الوزير المنتدب المكلف بالتعليم العالي، من طرف برلمانيا البام بالجهة الشرقية، من أجل طلب لقاء بخصوص هذا الموضوع.
فيدرالية إقليم بركان لجمعيات أمهات وأباء وأولياء التلاميذ استنكرت بدورها التراجع عن بناء الملحقة الجامعية ذات الاستقطاب المفتوح، معلنة تشبتها بهذه النواة التي ستجيب، بحسبها على الخصاص الذي يعاني منه الإقليم، وسيتيح لشرائح مجتمعية منهكة متابعة أبنائها لدراستهم الجامعية، مؤكدة أنها لا تمانع في إضافة كلية الزراعة البيو تكنولوجية في القطب الفلاحي بمداغ أو في أي مكان من الإقليم.
ظغط اللوبي العقاري هو سبب تحييد النواة الجامعية التي كانت سترى النور في مدينة بركان
الإقليم يعرف فتح اوراش كبرى على صعيد تأهيل الإقليم ان على مستوى فتح مسالك جديدة تعبيد وتوسيع الطرق تحسب للمسؤولين على ذلك. ولكن الاستفراد في تقرير بعض مصالح الإقليم دون التشاور مع المعنيين بالأمر فذاك غير مسموح به. فعلا هذا المشروع التعليمي الخاص بكل ما هو فلاحي زراعي مهم الإقليم ذو طبيعة فلاحية ولكن كان الأجدر تحويل مؤسستين موجودين او على الاقل تاهيلهما للقيام بهذا الدور وهما مؤسسة الرايب بمداغ والثانوية الفلاحية اللتات تتواجدان على قطع ارضية شاسعة ولكن باقسام وتكوينات لا تفي بالغرض.
لا شك أنّ التفكير في إحداث نواة جامعية ببركان جاء بناء على مععطيات ودراسة جدوى وما سينتج عنها مِنْ آثار سوسيو اقتصادية مهمة ومِنْ ثَمَّ جاءتْ موافقة الوزارة عليها ،لكن أنْ تغَيِّرَ الرئاسة الجديدة للجامعة طبيعة المشروع فهو الأمر الذي يمكن نعته بالعبث وقمة الاستهتار وتبديد المال العام وخلفياته قد تكون مبنية على تصفية حسابات ضيقة مع الرئيس السابق للجامعة الذي ينحدر من مدينة بركان !