لماذا وإلى أين ؟

عصيد: هذه هي الطريقة المثلى للقضاء عليّ

إلى إخواني المغاربة الذين بذلوا جهدا كبيرا لكي يصنعوا لي صورة أخرى غير صورتي الحقيقية:
لا تحاولوا أبدا الكذب على شخص يُجري 18 حوارا إعلاميا في خمسة أيام، ويكتب 120 مقالا في السنة، ويشارك فيما بين 70 إلى 80 ندوة ومحاضرة في بضعة أشهر، ويُقدّم برامج إذاعية وتلفزية طوال العام، دون ذكر المؤلفات، ودون الحديث عن التواصل اليومي مع الشباب والهيئات المدنية والسياسية المختلفة، وكذا الاتصال مع المسؤولين في القطاعات المختلفة.
أتعبتم أنفسكم في غير طائل، وسأرشدكم الآن إلى الطريقة المثلى للقضاء عليّ: أن تعملوا على مناقشة أفكاري ونقدها باعتماد حُجج وبراهين مُضادة وصحيحة، فالأفكار تظلّ حية إن لم يتم دحضها وبيان خطئها، ومن لم يستطع فعل ذلك فليعانق الحكمة القديمة “الصمت حكمة”، لعله يستر جهله.
********
أمام مقهى “باليما” العريق بالرباط، حياني شخص وبادرني بالكلام قائلا: “أنا لا أتفق معك في أفكارك، قلت :”مثلا ؟” قال :” أودي هاديك العربية ديالك ما كا نفهمو فيها والو”، ضحكت وقلت : “إذن، إذا فهمتُ كلامك، أنت تختلف معي لأنك لم تفهم شيئا، وهذا مفهوم جديد للاختلاف”.
يُعبر هذا المواطن عن رغبة في “المشاركة”، لكنه لا يقرأ ولا يسمع ما يقال، إنه غير مهتم بالمعنى، كما لا يتوفر على المعارف الضرورية وعلى مهارات الفهم والتحليل والنقد، لكنه رغم ذلك يريد تحقيق ذاته بـ”المشاركة”، وبما أنه لا يستطيع بناء موقفه الخاص، ينضمّ إلى الأغلبية حيث يشعر بدفء “الجماعة”، معتقدا أنه سيكون في أمان من الخطأ.
********
مرة أخرى يستعمل البعض القضية الفلسطينية للتشهير بمن يخالفهم الرأي في أمور وقضايا أخرى، وهو أسلوب غير شريف لأن من يقومون به يعرفون موقفي من القضية ومن حق الشعب الفلسطيني، والذي هو موقف جميع الحقوقيين، وقد عبرت عنه عشرات المرات للصحافة، لكن إيديولوجيي “القومية العربية” و”الإسلام السياسي” لا يقبلون إلا أن “تتضامن” مع فلسطين من تحت عباءتهم، وبأسلوبهم، وهو أمر غير ممكن، لأنني أعتبر هاتين الإيديولوجيتين وبالا على قضية الشعب الفلسطيني وعلى كل القضايا التي قامروا بها.
*******
يبدو أن الناس متحمسون لقتل مجرم طنجة فقط لأنه أضاف إلى جريمة الاغتصاب جريمة القتل، بينما يدافعون بكل التبريرات الواهية عن أئمة المساجد الذين ما فتئوا يغتصبون الأطفال وفضائحهم في المحاكم تزكم الأنوف طوال السنة، يُفسر هذا لماذا يهربون من مناقشة الظاهرة وأسبابها وأبعادها، ويريدون فقط التعجيل بقتل القاتل.
إن الاغتصاب في حدّ ذاته لا يُحركهم، ولهذا علينا أن نكون قد وصلنا إلى نقطة اللاعودة في هذا الموضوع: فحتى لا يكون هناك قتلة للأطفال، علينا أن نجتثّ اغتصاب الأطفال من مجتمعنا.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

7 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
ملاحظ
المعلق(ة)
25 سبتمبر 2020 16:04

الغريب الذي ليس بغريب هو ان غالبية التعاليق السلبية على مداخلات عصيد يمكن تصنيفها على ثلاث عينات من مجتمعنا ١- اناس لا يجيدون كتابة لغتهم الام(الوحيدة) ٢- اخوان يعتبرون ان كل نقاش يلامس التراث الامازيغي ويناقشه فهو اذن سلبي (رغم اني شخصيا لا اتكلم الامازيغية). ٣- العينة الثالثة تاتي من اناس يعتبرون ان وحيا ما وكل اليهم حق الدفاع عن الاسلام في الوقت نفسه هم يسيؤون اليه من حيث لا يشعرون.
شكرا لاشكاين الاستمرار في نشر كل المقالات التي من شانها ان تساهم في تنوير الراي العام!

احمد
المعلق(ة)
24 سبتمبر 2020 22:34

القضية الفلسطينية ؟؟؟
اقول للقوميين العرب العنوا العرب الذي طبعوا مع اسرائيل بنفس القوة التي تلعنوا بها غير العرب.
وللتوضيح فقط فالكثير ينادي باعدام مغتصب الطفل عدنان ولاينادي باعدام الفقهاء المغتصبين.
فبالنسبة لي جرم الشيوخ وتلفقهاء والرقاة المغتصبين اكبر من جرم غيرهم.

ابو زيد
المعلق(ة)
24 سبتمبر 2020 22:24

الى السيد عصيد
اين انت من عابد الجابري؟
………..من المهدي المنجرة؟
……من العروي؟
هؤلاء وغيرهم كثيرون ، منعوا من التواصل مع الناس و مع ذلك تابع اغلبية الناس افكارهم و لم يجدوا شجيا و لا تنديدا كما حالك!
السبد عصيد انت تناقش القشور، ما لا يستدعي الرد عليه!
السيد عصيد نحن مؤخرا لاحظنا توجها اقصائيا من طرفك لقناعات اغلبية المغاربة!
السيد عصيد مع كل احترامي لكم، من واجب احترام الاختلاف..كل نشاطاتكم تتم مع و تحت بيرق توجه معين!
و هو ما لا يعني انك منتج، على العكس انا شخصيا اراك مهرجا!

متتبع١
المعلق(ة)
24 سبتمبر 2020 20:37

كما العادة يصيب عصيد الهدف. للاسف الشديد انت من القلائل الذين يقولون الحقيقية كما هي لكننا للأسف كذلك شعب مهلوووك فكريا. شكرا لك من عندي يا رجل!

علابوش
المعلق(ة)
24 سبتمبر 2020 20:21

استاذي احمد:
هذه المسألة نوع من الخروج على الإجماع البشري
فمن أتى طفلا اوطفلة فهي جريمة لا مثيل لها
اجرم من الجريمة؛ إذن هنا نحتاج معالجة المرض الاجتماعي هذا.بطرق أخرى غير القتل .
هناك في مجتمعنا من لا يشفي غليله قتل المجرم
بل أكثر من الموت السجن والاخصاء والنبذ الاجتماعي

كريم
المعلق(ة)
24 سبتمبر 2020 18:59

نحن ضد جميع الجرائم كيفما كان نوعها و مرتكبوها واينما كانت .وفي ما يخص ردك على منتقدوك. اذا كنت فعلا تؤمن بحرية الفكر وتدافع عنها فهؤلاء منتقدوك لم يفعلوا شيئا سوى انتقادك لانك تناقش المواضيع من الزاوية التي تراها انت هي الصحيحة في حين الاخرون ينظرون الى المواضيع من زوايا مختلفة وغير بعيدة عن ديننا الحنيف لاننا مسلمين ويجب ان لا نخرج عن اطاره.نحن لا نناقش رياضيات او علوم دقيقة نحن نناقش مواضيع اجتماعية وبالتالي اي شخص ينظر للمسألة من زاوية معينة يتذخل فيها التربية والدين والاخلاق و…..الخ.
قولك انك تكتب عدة مقالات هذا جيد ونشجعك ولكن ليكن في علمك ليس كل من يكتب مفيد ونافع قد تجد كتابا من 500 صفحة ولما تقرأه لن تستفيد شيئا وقد يكون بالعكس مخربا وفاسدا للقيم التي يجب ان تربى عليها.

molahid
المعلق(ة)
24 سبتمبر 2020 18:56

قمة النرجسية و التعالي ؛ نرجو لك الشفاء………………………………………………………………………………..

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

7
0
أضف تعليقكx
()
x