لماذا وإلى أين ؟

رب جائحة نافعة.. كورونا ترفع نسبة ولوج الشباب لخلق مقاولات خاصة

إن الأزمة الصحية التي تعيشها البلاد، دفعت أزيد من 10 في المائة من المقاولات لتسريح عمالها خلال فترة الحجر الصحي، و 49,8 بالمائة من المقاولات المنظمة قامت بتخفيض عدد العاملين لديها مؤقتا، ووفقا لدراسة قسم الدراسات والتنبؤات المالية بوزارة الاقتصاد والمالية، الصادرة في شهر يوليوز 2020، بعنوان “استخدام علوم البيانات لتحسين تشغيل الشباب في المغرب”، إن نسبة البطالة في صفوف الشباب حاملي الشواهد هي 27,4 في المائة، مما يعكس الفارق بين التكوين الجامعي وحاجيات سوق الشغل، ويطرح المزيد من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ويجعل التفكير في خلق مشاريع خاصة يسيطر على فكر غالبية هؤلاء الشباب.

وبما أن الفترة التي نعيشها عرفت تدابير للحد من التجمعات البشرية، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة “الفيسبوك” ملاذا للتفكير الجمعي، في  مشاريع شابة، بخلق مجموعة عرفت تفاعل الآلاف في ظل فترة وجيزة، وعرفت نقاشا حول مقاولات شبابية ناشئة، وأفكارا لتطوير القدرات المهنية الشخصية، من أجل تجاوز أزمة وباء كورونا، الاقتصادية خاصة، ومن الشباب من كرس إمكانياته للعمل عبر الانترنت في التجارة الإلكترونية أو خلق قناة على اليوتيب.

لا يتوفر وصف.

ياسين، شاب من مدينة بني ملال، حاصل على شهادة الماستر في تسيير المقاولات، أعرب في حديثه مع “آشكاين” عن حزنه وهو يرى “الكثير من الطاقات الشابة تُستنزفُ جهودها في روتين عمل يومي لا يضمن لهم سوى راتب ضئيل شهريا، في حين بإمكانهم العمل على خلق مقاولات لهم، والعمل عليها لتصبح ذو مردود مالي محترم”، ويشير “من الخطأ أن تضع مواردك كافة في سلة واحدة، ومن الخطأ أيضا أن تضيع حيوية الشباب في مكاتب مغلقة تحبس أنفاسهم، أو داخل جدران منازلهم، يجب عليهم التحرك والاجتهاد في خلق الفرص، لا في انتظارها”.

من جهته قال المحلل الاقتصادي أحمد أزيرار، إن “إشكالية خلق المقاولات في المغرب كانت معقدة نظرا للمساطر والمعيقات فيما يخص التكوين، وقابلية الشباب لخلق المقاولات، لأنه فعليا تعد المقاولة مشروع حياة مكلف، ويجب أن يكون في الشخص الخالق لها مقومات ذهنية وأكاديمية، ويكون له إمكانات تقنية وتسييرية، بالإضافة إلى القدرة المالية، التي لم تعد إشكالا، في ظل الاستراتيجيات الوطنية لدعم المقاولين الشباب، مشيرا “لن نستطيع الآن الحكم بمدى نجاح هذه الاستراتيجية، في ظل التعقيدات التي فرضتها الجائحة، لكن أصر على أن الأهم هو توفر الشباب على أفكار لمشاريع ناجحة”.

“رب جائحة فيها خير” يضيف المحلل الاقتصادي، أن الجائحة أتت في ظل إعطاء المغرب انطلاقة استراتيجية وطنية لدعم المقاولين الشباب، بعد أن “أبان كل من القطاعين العام والخاص عن عدم قدرتهم الكافية في خلق العديد من فرص الشغل، الكافية لتغطية احتياجات عدد الشباب الذين يعانون من البطالة، ولذا فإن الحل الوحيد الذي أصبح لدينا هو دعم الشباب لخلق مشاريع خاصة، ولدينا عدد من مؤشرات النجاح النسبية، غير أنه يجب إعطاء الوقت الكافي لبيان أرقام ولوج الشباب لخلق المقاولات الخاصة في ظل تفشي الجائحة”.

وجدير بالذكر، إنه وفقا للمندوبية السامية للتخطيط، في بحثها الثاني حول تأثير كوفيد 19 على نشاط المقاولات، إن المقاولات الكبرى التي قامت بتقليص عدد العمال هي 53 بالمائة، وتصل هذه النسبة إلى 62 بالمائة بين المقاولات المتوسطة والصغرى، أما المقاولات الصغرى فتصل إلى 58 في المائة، وحسب النشاط الاقتصادي فإن نسبة المقاولات التي خفضت عدد العمال بلغت 73 بالمائة في قطاع البناء و67 بالمائة في الصناعة و56 بالمائة من بين المقاولات الخدماتية.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x