لماذا وإلى أين ؟

وجدة : باب سيدي عبد الوهاب معلمة تحتاج الى تنظيم (روبورتاج)

آشكاين من وجدة/جواد التلمساني

معلمة سميت سابقا بباب الرؤس (كانت تعلق على أسوارها الرؤوس)، شيدت سنة 1296م، هي باب سيدي عبد الوهاب، قبلة الوجديين للتبضع والتجوال. تحول اسمها إلى باب سيدي عبد الوهاب،  نسبة إلى أحد أعلام المتصوفة، وتعتبر أهم معالم المدينة وأكثرها إقبالا.

باب سيدي عبد الوهاب، الشهيرة ببيع الفواكه الجافة والجزارة وبيع الأسماك؛ أصبحت في الآونة الأخيرة تثير امتعاض الكثيير من الوجديين، نظرا لحالة الفوضى واهتراء بعض معالمها، حتى نودي بإغلاقها في زمن الوباء، مخافة أن تتحول إلى بؤرة لكورونا.

الباعة المتجولون أو “الفراشة” المتكاثرون، سوق السمك الذي يحتاج إلى ترميم، بائعوا “البودان” ومحلات الجزارة، كلها من مشتملات الساحة، ويستحيل على الوجديين تخيلها بدونهم، وإن كانوا يمتعضون من تضييقهم لفضاءها وأحيانا تشويه رونقها.

هل تزعجون الساكنة؟

الباعة المتجولون أو “الفراشة”، أصبحوا يتواجدون بكثرة في باب سيدي عبد الوهاب، وهم مزعجون في الكثير من الأحيان للساكنة، رغم توفيرهم لسلع في المتناول، ونحن ننزج هذا الروبورتاج صادفنا حملة مطاردة شرسة من طرف السلطات تجاههم.

يقول لزعر (اسم مستعار) لـ “ آشكاين” : “ ظروفنا الاجتماعية هي التي دفعتنا إلى“الفراشة”، نعلم بأننا نعكر صفو المدينة، ونزعج الساكنة في بعض الأحيان، لكننا لم نجد بديلا سوى “التفراش” هو قوتنا اليومي”.

ويضيف لزعر : “ عانينا كثيرا في زمن كورونا، لانعدام مصدر عيشنا، وتطاردنا السلطات في الكثيير من الأحيان، لكننا اعتدنا على الأمر، وليس لنا خيار سوى “التفراش”، نتمنى أن تسمع السلطات صوتنا وتوفر لنا بدائل لكسب عيشنا، ونرتاح ونريحهم ونريح الساكنة”.

بائعوا “البودان”

هي أكلة معروفة في مدينة وجدة، “البودان” يصنعه بائعوه من أحشاء الخروف مخلوطة مع الأرز والبهارات؛ مع أنهم من المتهمين بتضييق فضاء الساحة، إلا أن أكلتهم محبوبة وتلاقي إقبالا من الساكنة.

يصرح جمال، أحد بائعي البودان بالساحة، لـ “آشكاين” : “ أبيع البودان هنا في الساحة، منذ 1987، وهناك حاليا خمس عربات لبيع “البودان”، نحن مشتتون هنا في الساحة، قمنا بالعديد من المحاولات لتنظيم أنفسنا، وأسسنا جمعية للاستفادة من المبادرة الوطنية التنمية البشرية، ولكننا لم نستفد إلى الآن”.

وعن تعلق الساكنة بالأكلة، ومدى مساسها بصحتهم، يضيف جمال : “ الأكلة موجودة عبر التاريخ في الساحة، وتاريخيا كان هناك أزيد من 60 عربة لبيع البودان، وهي كأكلة “البكبوكة” (أكلة وجدية معدة من أحشاء الخروف)، ولا تشكل أي خطر على صحة المواطنين، وسابقا كان هناك أطباء يفحصون منتجاتنا ولم يجدوا بها خطورة”.

سوق السمك..”معلمة لن نتنازل عنها”

سوق السمك، من أهم منشآت الساحة وأعرقاها، يقال بأنه شيد في خمسينات القرن الماضي، وتجده مكتضا بالناس خاصة أيام السبت.

يؤكد موسى، أحد بائعي السمك، في حديثه مع “آشكاين” : “ المارشي (سوق السمك)، معلمة تاريخية وتربطنا به علاقة وجدانية، مثلنا مثل باقي ساكنة وجدة، ولا يمكن تخيل باب سيدي عبد الوهاب بدونه، هو يحتاج فقط إلى الترميم والتنظيم”.

وعن الخطوات التي قامت بها السلطات المعنية، لترميم السوق يقول موسى “ لقد باشرنا كتجار سمك، مجموعة من الخطوات والمراسلات للسيد الوالي ورئيس الجماعة الحضرية، وكانت هناك بعض المبادرات والوعود لترميم السوق، من طرف الجماعة الحضرية، وبدأت قبل الجائحة، إلا أن كورونا حالت دون ذلك، ونتمنى استئنافها”.

ويضيف موسى “ كانت هناك أخبار بنقل السوق من باب سيدي عبد الوهاب، ولكن هذا غير ممكن، ونحن أيضا لا يمكننا الانتقال، ولا الساكنة ستقبل ذلك، كل ما يحتاجه السوق هو الترميم والتنظيم”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x