لماذا وإلى أين ؟

هل قللت التدابير الاحترازية من انتشار كورونا؟.. خبراء يجيبون

مرت سنة 2020 في ظل الحديث عن أزمة وباء كورونا، وما صاحبها من نشر للتدابير الاحترازية من حث على التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة، وفرض حالة الطوارئ الصحية، وإقرار عقوبات لمخترقي هذه التدابير، الشيء الذي أثار نقاشا مجتمعيا، تباينت فيه الآراء بشأن مدى مساهمة التدابير الاحترازية بعد الحجر الصحي المنزلي، في الحد من انتشار الوباء.

وفي هذا الصدد، الحبيب كروم، رئيس الجمعية المغربية لعلوم التمريض والتقنيات الصحية، قال إننا “نعرف أن من أبرز وسائل الإصابة بفيروس كورونا هي الاختلاط، ومن أجل الحد من انتشارها عمل المغرب على غرار عدد من الدول على اتخاد إجرءات الوقاية من فرض للكمامة وللتباعد الاجتماعي وللحث على النظافة، لكن ما تفرضه الحياة الواقعية للناس، جعلتهم لا يحترمون كل هذه الأمور خاصة في الأسواق ووسائل النقل، لأن هناك عدد من الفئات الفقيرة والهشة كل أولوياتها تكمن في الحصول على القوت اليومي”.

استهانة لخطورة الوباء

واستحضر كروم، في حديثه مع “آشكاين” ما حصل في المغرب في عيد الأضحى المنصرم بارتفاع وصفه بـ”المهول” في عدد الإصابات، قائلا “في المغرب كانت الوضعية جد متحكم فيها، ويُضرب بها المثل، قبل أن ترتفع نسبة الإصابات في عيد الأضحى بشكل مُهول، بسبب الحراك القوي الذي يشهده عدد من الناس، كذلك فإن مثل هذه الأعياد في المغرب تستدعي عددا من التجمعات البشرية، كانت هناك استهانة فعلية بخطورة هذا الوباء”.

وعن زيادة نسب الإصابات بعدوى فيروس كورونا المستجد، يؤكد كروم “في البداية كان لدينا فقط مختبرين، والآن تقريبا لدينا 30 مختبرا، مما يعني تزايد عدد التحاليل للكشف عن الإصابات الجديدة”، مشيرا “هناك أشخاص الآن يتعالجون في منازلهم من الوباء، لأن معلومة العلاج الآن أصبحت معروفة الآن في كل بيت، تقريبا الآن فقط الحالات الحرجة هي التي باتت تلجأ للمستشفى”، مردفا “الناس الآن تعايشت مع كورونا، لأن المسألة طالت، غير أنه لا يجب علينا الإهمال في اعتماد التدابير الاحترازية بشكل كبير، خاصة مع ظهور حالات جديدة في السلالة الجديدة في عدد من البلدان”.

وزاد كروم، “هناك عدد من الإيحاءات بأنه في منتصف شهر يناير الآتي، سيتم انطلاق عملية التلقيح في المغرب، ونتمنى أن تعود حينها الحياة إلى طبيعتها”، متحدثا في السياق ذاته عن تعامل وسائل الإعلام في نشر الأخبار المتعلقة بالوضعية الوبائية، قائلا “كان للإعلام دور قوي في التعريف بالفيروس، خاصة في فترة الحجر الصحي المنزلي، عبر محاربة الأخبار الزائفة، كان له الدور الأساسي كذلك في نشر الوعي”.

محدودية الجانب القانوني

من جهته، عزيز غالي، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، قال إن “الجانب الجزري في المغرب المتعلق بتسجيل المخالفات بالنسبة لحالات عدم ارتداء الكمامة أو خرق حالة الطوارئ الصحية، أبان عن محدوديته”، مشيرا “في مثل هذه النوعية من الإجراءات كان يجب القيام بعملية توعية المواطنين، وهو الشيء الذي نفتقر إليه”.

وأشار غالي، في السياق ذاته، إلى أن “مندوب السجون تحدث عن 100 ألف سجين اعتقل كنتيجة لخروقات مرتبطة بالوضعية الوبائية، ورغما عن ذلك لا زلنا نرى مواطنين لا ترتدي الكمامة، ومواطنين تخرق الطوارئ الصحية، إذن هناك خلل، ويجب التفكير في طرق أخرى أفضل”، مؤكدا على أهمية “التوعية، لأن المواطن يجب عليه أن يكون واعي، فهناك حالات لأشخاص حاملة للفيروس وتخرج للشوارع، هناك خلل في التواصل في نشر التوعية”.

وأضاف غالي، في حديثه مع “آشكاين” “يجب إشراك الجميع في عملية التوعية، وهنا يجب استحضار دور جمعيات المجتمع المدني، ودور الإعلام، الذي كان عليه العمل على الإقناع العلمي بأهمية الكمامة وليس بـ”الغوات”، وهناك مثال بسيط هنا، أن عدد الإصابات هذه السنة بالإنفلونزا المنزلية كانت قليلة، وذلك كنتيجة لارتداء الكمامة، هذا هو دورها الذي يجب الحديث عنه”، مردفا “كذلك كان يجب على الأئمة في المساجد نشر التوعية، والأساتذة”.

نفتقر للوعي والنقاش العلمي

وبالحديث عن المناطق القروية بالمغرب، أكد غالي، “كان يجب على جمعيات المجتمع المدني التي تتكلم في كل شيء أن تتعبأ لنشر الوعي بخصوص خطورة الوباء، كذلك هو الأمر بالنسبة للجمعيات النسائية”، مضيفا “تم بيان الفشل في تدبير الوضعية الوبائية، خاصة في الأحياء الشعبية، كذلك هناك عدد من الرسائل الخاطئة التي تُرسلها الحكومة، وهو أن اللقاء حلا سحريا للوباء”، مشيرا “يجب على الناس أن تُدرك أنه عندما تحصل على الجرعة الأولى من اللقاح لن تكون محميا إلا بعد مرور ستة أسابيع، بمعنى يجب عليها الحرص أكثر على احترام التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة”.

وأشار غالي، في السياق ذاته بأنه في شأن اعتقال ناشري الأخبار الزائفة فهناك من هم في الحكومة وصرحوا بمعلومات غير صحيحة، “العثماني كان قال فقط أزمة موسمية وستمر”، مضيفا “حين نتكلم على التباعد الاجتماعي، ونجد حزب مثل العدالة والتنمية يعمل على تجمعات حزبية، مثل هذه الرسائل هي التي تشكل مشاكل، وليس الأشخاص الذين ينشرون أخبارا عن جهل”، مؤكدا “يجب التركيز على عدد من الركائز لتجاوز الوضعية الوبائية بالنقاش المبني على أسس علمية، وليس فقط النقاش من أجل قول “دير الكمامة” ثم تظهر هناك تجمعات لمسؤولين دون احترام للتدابير، يجب أن يكون لدينا توحيد في الطرح، بأسلوب مقنع”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x