لماذا وإلى أين ؟

الأطفال في زمن كورونا.. ضحايا نفسيين مسكوت عنهم

في زمن تفشى فيه فيروس كورونا الذي يستهدف البشرية جمعاء، وأصبحت فيه الأخبار اليومية المتداولة، لا تتحدث في الغالب إلا عن نسب الإصابات الجديدة، وحالات الوفيات، وتأثر فيه الكبار نفسيا نتيجة القلق والخوف من خطر الإصابة، يعيش الأطفال الصغار في محاولة فهم هذا “العدو المجهول” ومحاولة التأقلم مع العادات الاجتماعية التي مست طفولتهم، من قبيل الدراسة عن بعد، وحرمانهم من اللعب الجماعي.

ومع بروز فيروس كورونا المتحور، وتحدث أعضاء المجموعة البريطانية عن وجود إشارات إلى أن “لهذه السلالة الجديدة ميلا لإصابة الأطفال” وهذا عكس ما توصلت له الدراسات بشأن السلالات السابقة من فيروس كورونا، بات خوف عدد من الآباء والأمهات واضحا، وقد يؤثر سلبا على نفسية أطفالهم.

وفي هذا السياق، قالت إيمان أولخير، طبيبة مختصة في نفسية الأطفال، إن “فترة بدايات ظهور حالات إصابة بفيروس كورونا في المغرب، وما تلاها من إلزامية الحجر الصحي، كانت لها تأثيرا سلبيا لدى الأطفال والمراهقين، إذ ظهرت عدد من حالات الاضطرابات النفسية”، مشيرة “وذلك يرجع للتوقف أساسا عن عدد من الأنشطة الممارسة بشكل طبيعي من قبل”.

وزادت أولخير، في حديثها مع “آشكاين” لـ”وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تأثير سلبي على نفسية هؤلاء الأطفال والمراهقين، بالنظر إلى ما يُنشر فيها من تخويف وتهويل من المرض، والخوف من الموت والفراق”، مؤكدة أن “هذه الفئة العمرية ليست لها الوعي الكافي، والنضج المتطلب لفهم الأمور وتحليلها بطريقة عقلانية صحيحة، وهي تتأثر بسرعة بالرسائل السلبية التي يوجهها لهم المجتمع”.

“زادت حالات الاكتئاب والقلق المزمن لدى الأطفال” تزيد الطبيبة المختصة في نفسية الأطفال، مؤكدة “وهذه الحالات لها إشارات مغايرة عما يظهر لدى الكبار، إذن تظهر بالأساس كاضطرابات في النوم، وفقدان الشهية، تراجع المستوى الدراسي، عسر الكلام “التأتأة”، التوتر الشديد، خاصة لحاملي الأمراض المزمنة من الأطفال، باتت لهم حركية زائدة، وتشتت في الانتباه، والعزلة، والتعبير عن الأفكار السوداوية”، مشيرة “وقد يتجه المراهقين بكثرة إلى الإدمان على الشاشات أو المواد المخدرة، من أجل التغلب على الحالة النفسية السيئة”.

وكحل لتجاوز الحالات النفسية السيئة للأطفال والمراهقين، أضافت أولخير “يمكن إصلاح كل هذه المشاكل النفسية، بتحسين نمط العيش الصحي مع احترام كافة أساليب الوقاية، والتفسير لهم بشكل مبسط لماذا نقوم بهذه الوسائل الوقائية، والحوار الإيجابي، والحديث عن كورونا بما يتوافق مع فهمهم، وتفادي ولوجهم إلى وسائل التواصل الاجتماعي”، مشيرة “يجب تذكير الأطفال بما هو إيجابي من الجائحة التي نعيشها، من قبيل تطور التكنولوجيا وأهمية العلم، وتقريب التواصل الأسري، وتوفر الوقت للقيام بعدد من الأنشطة المنزلية”، وختمت بالقول “يجب على الآباء أولا هم أنفسهم التفكير بإيجابية والابتعاد عن التوتر والقلق”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x