لماذا وإلى أين ؟

هكذا يواجه المغرب الإرهاب بمنطقة الساحل الافريقي (بنحمو)

مع توالي خطر الجريمة المنظمة العابرة للحدود، وتنامي نشاط الجماعات الإرهابية بمنطقة الساحل الافريقي، أصبح من الضروري أن يباشر المغرب في لعب دور أساسي بتنسيق مع دول المنطقة، لتحقيق الاستقرار وتعزيز فرص التنمية، فضلا عن حماية الأمن القومي من أي تهديد قد يتربص به؛ إذ تعد حدود المغرب الجغرافية في تماس مباشر مع منطقة الساحل الافريقي.

وتعاني منطقة الساحل من عدم الاستقرار ومن صراعات داخلية، وعنف مستمر، مما أدى إلى تردي الأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية، وجعلها من أكثر مناطق افريقيا احتضانا للإرهاب الدولي، وأرضا خصبة للجماعات المسلحة، رغم كونها تزخر بثروات مهمة كالنفط والغاز الطبيعي واليورانيوم.

وفي هذا السياق، قال محمد بنحمو، خبير دولي في قضايا الأمن والإرهاب ومدير المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، إن “المغرب يقوم بدور كبير دوليا وإقليميا في مكافحة الإرهاب، سواء من خلال التعاون مع دول الساحل والصحراء، أو من خلال مشاركته في مختلف المراحل المرتبطة بمكافحة الإرهاب، وتبادل الخبرات أو المعلومات، وتتبع الجماعات المتطرفة مؤكدا أن “منطقة الساحل والصحراء تشكل عمقا استراتيجيا بالنسبة للمغرب، وهو مهتم كثيرا بالأوضاح الأمنية بالمنطقة ويساهم بشكل إيجابي كلما سنحت الفرصة لذلك”.

وزاد بنحمو، في حديثه مع “آشكاين” بأن “المغرب لا يعتبر متدخلا في المنطقة، فهو يشتغل في إطار التعاون والشراكة مع هذه الدول، وهو في سعيه إلى مواجهة الخطر الإرهابي في المنطقة، فضلا عن كونه يؤمن أمنه القومي”، مشيرا في السياق ذاته إلى أن “فرنسا لها مصالح في المنطقة وهي تسعى للحضور العسكري في هاته المنطقة، من خلال كل من عملية سيرفال أو برخان وعدد من التحركات العسكرية، أكيد أن هذا العمل إلا جانب دول المنطقة له آثار إيجابية لكن في نفس الوقت أصبح الوجود الفردي يواجه بعدم الرضى من طرف عدد من الأطراف”.

وعن التكلفة المالية للمغرب في منطقة الساحل الإفريقي التي تقع في مساحة شبه جافة بين الصحراء الكبرى في الشمال والسافانا في الجنوب، وتمتد غرباً من السنغال عبر موريتانيا، ومالي، وبوركينا فاسو، والنيجر، وشمال نيجيريا، وتشاد، والسودان حتى إثيوبيا شرقا، يوضح بنحمو أن “العملية لا ينظر إليها من زاوية العبء المالي، بقدر ما ينظر إليها من زاوية التعاون للحفاظ على الأمن الجماعي”.

أما عن مبررات الجماعات الإرهابية المتواجدة في المنطقة، فيشير مدير المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، أنها “تجد في منطقة الساحل وجنوب الصحراء ملاذا لها، إذ أنها منطقة شاسعة وقاحلة وتمنح فرصا كثيرة للاختفاء، وتأطير وتكوين وتدريب المقاتلين، إذ أن المنطقة تعاني من ضعف دولها وعدم قدرتهم على حماية أمن ترابها، وحدودها الرخوة، فضلا عن المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها هذه المناطق” مؤكدا أن كل هذه الاعتبارات تجعل “المنطقة حاضنة للتنظيمات الإرهابية والإجرامية”.

“التحديات الأمنية بمنطقة الساحل وجنوب الصحراء هي تحديات كبيرة” يزيد بنحمو في سياق حديثه مع “آشكاين” مردفا “التدخلات الأجنبية رهينة بعدم قدرة الجيوش والقوات الأمنية لدول المنطقة من أن تقوم بهذه المسؤولية، وإن التدخلات الأممية بحاجة إلى أن تؤطر بشكل جديد، وأن تندرج في توسع يجعلها أكثر تنسيق”.

وتجدر الإشارة إلى أن المغرب وفي ظل تفشي جائحة كورونا، قد أرسل عددا من المساعدات الطبية لأزيد من 20 دولة إفريقية، بينها دول من الساحل الافريقي، من قبيل تشاد، وموريتانيا، والسنغال، وبوركينا فاسو، والنيجر، وذلك في سياق تفعيل المبادرة التي أطلقها الملك محمد السادس بتاريخ 13 أبريل 2020، للتأكيد على التزام الرباط تجاه البلدان الافريقية ضمن إطار التعاون جنوب-جنوب.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x