عتيق يُبرز أهمية نشر الخارجية الأمريكية تقريرا عن المغرب بصحرائه

أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تقريرها السنوي حول وضعية حقوق الإنسان لسنة 2020، يوم أمس الثلاثاء 30 مارس الجاري، متضمنة فيه المغرب بكامل أقاليمه الجنوبية، مما يشير بحسب عدد من المراقبين أنها خطوة للتأكيد على أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تتراجع عن قرار الاعتراف بمغربية الصحراء، وأنها لم تعد تعترف باسم “الصحراء الغربية” المدرج في التقارير السابقة، وباتت تعتبر هذه المنطقة جزء لا يتجزأ من الحدود الترابية المغربية.

وسلط التقرير الضوء على واقع الحقوق والحريات بالمغرب، بالإشارة في عدد من صفحاته إلى وضعية حقوق الإنسان بالصحراء كجزء من المغرب، بعد أن كانت وزارة الخارجية الأمريكية تفصل في جميع تقاريرها السابقة منطقة الصحراء على المملكة المغربية.

وفي هذا السياق، قال عتيق السعيد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، إن “نشر وزارة الخارجية الأمريكية للمغرب بكل أقاليمه الجنوبية خلال تقريرها السنوي حول ممارسات حقوق الإنسان لسنة 2020، يشكل تأكيد صريح وواضح للاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء” مشيرا “بل أكثر من ذلك الولايات المتحدة الأمريكية بعد قرارها التاريخي بالاعتراف الرسمي، هي اليوم وبالموازاة مع ذلك تنتقل إلى مرحلة التفعيل والأجرأة على أرض الواقع جاعلة إياه نافذ المفعول في كل الإجراءات وكذا التقارير الرسمية لمختلف المؤسسات والمنظمات”.

“بذلك يكون قرار الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء مشهود له دوليا، وهذا هو لب وجوهر المرسوم السيادي، كون أي قرار تصاحبه عملية التفعيل” يزيد السعيد في حديثه مع “آشكاين” مؤكدا أن التغيير الذي حدث في لائحة هذه السنة، يجعل من اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية ينتقل من الصيغة الإدارية إلى تنزيله في جميع القرارات والمعاملات الدولية، وهي خطوة جديدة تبرهن للعالم تأكيد أمريكا على أن الولايات المتحدة الأمريكية حاسمة في قرارها، وأن الصحراء المغربية تحت سيادة المغرب مسألة تم الحسم فيها”.

ويزيد أستاذ العلوم السياسية أن “هذا التوجه لم يأتي عن فراغ كون الأقاليم الجنوبية أصبحت بفضل الرؤية المتبصرة للملك محمد السادس، حاضنة التنمية المستدامة وبوابة إفريقيا في شتى المجالات، وبالتالي هذا الاعتراف الأمريكي الذي تم تدوينه في تقارير رسمية يشكل تقدما في عملية تفعيل وتنزيل المرسوم السيادي الذي عبرت فيه الولايات المتحدة الأمريكية عن اعترافها الرسمي لمغربية الصحراء وما تحضى به من تحول تنموي متكامل عزز بهندسة الملك للنموذج التنموي للأقاليم الجنوبية”.

وتجدر الإشارة، في السياق ذاته أن الولايات المتحدة الأمريكية بعد قرار دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي السابق بخصوص الاعتراف بمغربية الصحراء، اعتمدت خريطة رسمية جديدة للمملكة تضم كافة أقاليم الصحراء المغربية، وذلك خلال مراسم أقيمت في سفارة واشنطن بالعاصمة الرباط.