لماذا وإلى أين ؟

العجلاوي يكشف الرسائل الخفية في لقاء بوريطة بوزير الخارجية الأمريكية

أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، محادثات مع وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، على هامش مشاركته في أشغال الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي المناهض لـ“داعش”بروما، أمس الاثنين 28 يونيو الجاري .

وكان اللقاء مناسبة لتدارس مجموعة من القضايا التي تحدث عنها بلينكن في تغريدة على تويتر، حين كد أن حقوق الإنسان، بما في ذلك حرية الصحافة”، وكذا “التطورات في ليبيا ورغبة البلدين في رؤية الاستقرار والازدهار هناك”، إضافة إلى “المواعيد الثنائية المقبلة، وبعض القضايا الإقليمية التي يضطلع فيها المغرب، بفضل رؤية الملك، بدور مهم، لاسيما فيما يتعلق بالشرق الأوسط والأزمة الليبية”.

التغريدة المقتضبة لوزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن، فتحت الباب أمام مجموعة من التأويلات حول الرسائل المبطنة في تغريدته، والتي يمكن استنباطها من خلال هذا اللقاء.

وفي هذا السياق، أوضح الخبير في الشؤون الإفريقية، والأستاذ الباحث في مركز أفريقيا والشرق الأوسط للدراسات، الموساوي العجلاوي، أن اللقاء جاء على هامش لقاء روما المتعلق باجتماع التحالف الدولي ضد “داعش”، وسواء كلمة بوريطة في ذلك اللقاء، أو الحوار الذي دار بين بوريطة وبلينكن تمحورت حول ثلاث نقاط أساسية”.

أولا، يسترسل العجلاوي”الشراكة الاستراتيجية، والتي تعني ما هو سياسي اقتصادي مالي، وهذا تدخل مسألة الصحراء، فكأنما نقول مثلا الشراكة الاستراتيجية واتفاق جري الحرب بين البلدين، والنقاش الاستراتيجي المرتبط بالقضايا السياسية”.

وأكد العجلاوي في حديثه لـ”آشكاين”، على ان “القضايا السياسية الحالية، هي علاقة المغرب مع الاتحاد الأوروبي، مسألة الدور المغربي في أفريقيا، والاتفاق العسكري الذي أمضي في صيف 2020 ويسري لمدة عشر سنوات بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، وكل هذا يندرج في إطار العلاقات الاستراتيجية، والنقاش دار بالخصوص حول هذا الأمر”.

النقطة الثانية، يضيف العجلاوي “هي تدبير اللقاءات المبرمجة في الأيام والشهور المقبلة، وهذا معناه أن هناك برنامجا بين الجانبين، ولم يشر أي طرف على نوع هذه اللقاءات”، فيما المسألة الثالثة، يستدرك العجلاوي “مرتبطة بالوضع الإقليمي والقاري”.

وتابع محدثنا، انه “فيما يتعلق بالوضع الإقليمي، فهو مرتبط أساسا بليبيا وعلاقتها بأزمة الشرق الأوسط، والوضع القاري مرتبط بمسألة منطقة  الساحل والصحراء والحركات الجهادية التي بدأت تجثم  على الدول الإفريقية، وبالخصوص “الدولة الإسلامية” وجبهة نصرة الإسلام والمسلمين”، والمغرب له مقاربة خاصة في هذا الباب”.

وشدد الخبير في الشؤون الإفريقية نفسه، على ان “أمريكا تعتبر المغرب قاعدة أساسية لمواجهة التطرف، سواء من الناحية الأمنية أو العسكرية، وحتى على مستوى المقاربة المغربية في مكافحة التطرف، من خلال تكوين الأئمة والمرشدين وتهييء مادة فقهية لمواجهة فكر التطرف، ومسألة المصالحة التي تمت في السجون المغربية التي نتج عنها خروج عدد من المعتقلين والسلفيين”؛ موردا أن “كل هذه الأمور تهتم بها الولايات المتحدة الأمريكية وتعتبر المغرب والجزائر وتونس ومص  واجهة لمحاربة الإرهاب، في حين أعطت للمغرب دورا أساسيا”.

علاوة على ذلك فالنقاش بين بوريطة وبلينكن، شمل “ما يتعلق بالجانب العسكري، حيث أن مناورات الأسد الإفريقي انتهت للتو، إضافة إلى وجود مناورات أخرى في البحر الأسود، وكل هذه الأشياء تعطي، تقنيا، أن هناك حوار مستمر بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية”.

وفي ما يتعلق بإشارة بلينكن لحرية الصحافة وحقوق الإنسان في لقائه مع بوريطة، أكد العجلاوي على أن “هذه المسألة تكون دائما في مثل هذه النقاشات، لأن الولايات المتحدة الأمريكية  تصدر سنويا ملفا حول حقوق الإنسان والحرية الدنية والأشياء المتعلقة بهذه الأمور”.

ولفت العجلاوي الانتباه، إلى أن “هناك نقاش حاليا حول بعض الصحافيين المعتقلين في المغرب، وهناك شخصيات أمريكية وحتى من الحزب الديمقراطي تضغط على بلينكن من أجل فتح الملف مع بوريطة في ما يخص هؤلاء الصحافيين المعتقلين، والذين تتقول الدولة في ملفه إن المسألة في يد القضاء وهي مرتبطة بقضية حق العام ولا علاقة لها بصفتهم الصحفية  بل بجرم واتهامات على القضاء أن يفصل فيها”، مشددا على أن “هذا الأمر ليس له أهمية على مستوى القضايا الاستراتيجية بين المغرب وأمريكا”.

وخلص والأستاذ الباحث في مركز أفريقيا والشرق الأوسط للدراسات، الموساوي العجلاوي، إلى أن “سياسة بايدن تجلت مؤخرا، بناء على اللقاء الذي تم على مستوى حلف شمال أطلسي، في كون المغرب ورقة أساسية في خريطة الولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة النفوذ الصيني والروسي في إفريقيا”.

أحمد الهيبة صمداني – آشكاين  

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x