لماذا وإلى أين ؟

الإبراهيمي يعلق على مشروع إنتاج المغرب لملايين جرعات اللقاح شهريا

ثمن البروفيسور عز الدين الإبراهيمي، مدير مختبر البيوتكنولوجيا بجامعة محمد الخامس، وعضو اللجنة العلمية لكوفيد19، مشروع إنتاج اللقاحات بالمغرب والذي أعطى الملك إنطلاقته قبل حوالي أسبوع، مبرزا بالقول “شكرا صاحب الجلالة، أسعدتنا بهذه اللحظة البيوتكنولوجية التاريخية”.

وأورد الإبراهيمي قائلا “كان بإمكاني أن أتحدث عن تونس ومحنتها… و عن ارتفاع الاصابات بالمغرب … و دلتا و المناعة … و جديد الدراسات حول البروتوكولات العلاجية المستعملة بالمغرب…. لكن لا يمكنني كمواطن و مدير لمختبر للبيوتكنولجيا أن أفوت هذه اللحظة التاريخية بمناسبة توقيع مجموعة من الشراكات لتصنيع اللقاحات أمام جلالة الملك…. و لايسعني إلا أن أهنئ جلالته على هذا اليوم التاريخي و بكل المقاييس”.

وأضاف أثمن الحدث ” كرؤية ملكية استراتجية ذات أفق واسع للدخول بالمغرب إلى عالم اقتصاد المعرفة الصحي و الدوائي …. أظن أن الرؤية الملكية المتبصرة لتطوير و تصنيع اللقاحات و الادوية البيوتكنولوجية تتطلب وقفة و قراءة في ثناياها من طرف الجميع و لا سيما أنها ستغير المغرب ….و أنا أزن ماأقول….”.

وتابع المتحدث “يجب ثانيا أن نثمن القراءة الملكية الاستباقية للوضعية الوبائية و الصحية للعالم … فهذا القرن سيكون قرن أزمات صحية …. أحببنا أم كرهنا… و كما رأينا خلال هذه الأزمة فكل الدول ستكون مرهونة بمدى استعدادها لمواجهة هاته الأزمات و مدى مناعة سيادتها الصحية…. ولا سيما إذا كان وباء محليا…. “.

وسجل الإبراهيمي أن هذا المشروع لا يرنو فقط إلى الاجابة الآنية عن الحاجيات المغربية من لقاحات ضد كوفيد 19 في ظل أزمة ستدوم لسنين عالميا… بل على المدى المتوسط صناعة كل اللقاحات الأخرى و البدائل الحيوية Biosimilaires …. و كذلك تطوير هذه المنتجات العلاجية البيوطبية بالمغرب…. من حقنا أن نطمح إلى منتوجات مغربية مئة بالمئة وبال”Made in Morocco” في هذا المجال….. و في القريب العاجل إن شاء الله”.

كثيرون يظنون أن هذه الخطط و الشراكات الموقعة أمام الملك نتيجة لحظة، يورد المتحدث قبل أن يسترسل، بل هو نتاج انخراط شخصي و فعلي في تطوير خطة و رؤية استباقية متكاملة و مندمجة ليكون المغرب رائدا في مجال البيوتكنولوجيا الطبية.

وتابع “لنعد و إلى كرونولوجيا الأشياء… بالطبع و في مواجهة الجائحة، شعرنا كباحثين بمرارة العاجزين و نحن نذعن في شهر مارس 2020 بأن المغرب لن يستطيع حالا لا تطوير و لا إنتاج اللقاح…. و كم قسى الجمهور العريض على الباحثين في الميدان و قتها…. و لكن صاحب الجلالة و كأب حنون انخرط شخصيا حتى لا يتكرر هذا الجواب مرة أخرى…. و بتوصيات من جلالته انخرط المغرب في خلق بيئة بحثية و صناعية حاضنة لهذا المشروع الرائد”.

” و في عالم يعيش حالة اللايقين الوبائي…. انخرط المغرب في اليقظة الجينومية منذ شهر ماي 2020 و التي مكنت من إعطاء الضوء الاخضر للتجارب السريرة بالمغرب …. و التي مكنت بدورها من إخراج الترسانة القانونية و الاطار الاخلاقي الموازي للمشروع…. كان بإمكان المغرب أن يشتري اللقاح الصيني فقط و لكن جلالته أكد على ضرورة نقل الفنيات و التقنيات التصنيعية للبلد”، يشدد المتحدث.

و المغرب، يسترسل الإبراهيمي، ينخرط في ملحمة التلقيح الجماعي، الملك و فريقه الاستشاري عمل ليس فقط على تطوير الرؤية و الاستراتيجية بل خطة تنفيذية لهذه الارادة المولوية للتأسيس ل”تنين إفريقي في ميدان البيوتكنولوجيا” في ظرف الخمس سنوات المقبلة إن شاء الله….و تشمل الخطط ميادين البحث والتطوير والإنتاج وتسويق كل المنتجات البيو طبية التي نحن في حاجة إليها و تموقع المغرب كرائد جهوي و قاري و لم لا عالمي”.

واعتبر عضو اللجنة العلمية أن “الرؤية الملكية تطمح إلى ضمان الاستقلال الصحي لبلدنا…. فالأمن الصحي هو عنوان هذا القرن و لا يمكن تحجيم هذه الرؤية فقط في حالة الطوارئ فيما يتعلق بـ Covid-19 …. فالأمر أكبر بكثير و يتعداه إلى تهيئة السياق والظروف اللازمة لرفع قدراتنا وقدرات قارتنا إفريقيا… فأنا إفريقي حتى النخاع و أؤمن بالرؤية الملكية في أن إشعاع المغرب و خلاصه في تعاون جنوب جنوب في إفريقيا و في جميع الميادين….”

وأكد الإبراهييمي على أنه “من حقنا أن نطمح أن يكون المغرب رائدا إفريقيا…. و يمكننا كإفريقيين أن نصبح مستقلين و في أقرب وقت ممكن فيما يتعلق بإنتاج اللقاحات والعلاجات البيولوجية و توئما للصناعات الدوائية الكميائية التي قطع فيها المغرب أشواطًا كبيرة….و مهما كانت الكلفة…. فالأمن الصحي القاري و حياة المغاربة و الافارقة لا ثمن لها…”، وفق تعبيره.

ويذكر أن الملك محمد السادس، ترأس يوم الاثنين الماضي، توقيع ثلاث اتفاقيات مع الصين لإنتاج خمسة ملايين جرعة من لقاح كوفيد-19 شهريا باستثمارات حجمها 500 مليون دولار “لتعزيز الاكتفاء الذاتي.. والسيادة الصحية للمملكة”.

وقال بيان للحكومة إن الملك محمد السادس شهد في قصره بمدينة فاس “حفل إطلاق وتوقيع اتفاقيات تتعلق بمشروع تصنيع وتعبئة اللقاح المضاد لكوفيد-19، ولقاحات أخرى بالمغرب”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
المصطفى
المعلق(ة)
الرد على  مغربي صحراوي عربي امازبغي
12 يوليو 2021 18:46

كلام جميل لكن لا أحد أخبرنا لحد الآن جدول وساعة الشروع في الإنتاج الفعلي للقاح هل في غضون شهور أم سنوات وهل المغرب يتوفر على بنية أساسية بيوتكنلوجية يستند عليها أم يجب أولا توفير هذه البينية بالإضافة للكوادر التقنية وإن كانت الحالة الأخيرة كم يتطلب ذلك من الوقت…حين نستمع للتعليقات بخال إليك أن الشروع في إنتاج اللقاحات بالمغرب سيكون في غضون أيام…

مغربي صحراوي عربي امازبغي
المعلق(ة)
12 يوليو 2021 16:09

انا احب هذا الاستاذ في الله فمنذ بداية هاته الجائحة وانا اتابع تحليلاته العلمية والعمل بنصائحه القيمة اللهم كثر من أمثاله.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x