2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

قبل أيام أجرى رئيس الحكومة الاسبانية “بيدرو سانشيز” تعديلا على حكومته، شمل عدة وزارء، من بينهم وزيرة الخارجية “لايا كونزاليس”، التي أثارت الكثير من الجدل والانتقاد حول طريقة إدارتها للأزمة بين إسبانيا والمغرب، عقب استقبال اسبانيا لزعيم جبهة البوليساريو “ابراهيم غالي”، مما أدى إلى توتر غير مسبوق في العلاقات الثنائية بين المغرب واسبانيا.
واعتبر المغرب أن دخول “غالي” لإسبانيا بشكل سري وبهوية مزورة، يعتبر طعنة في الظهر وخرق لمبادئ الحوار والشراكة القائمة بين البلدين، وساهمت الوزيرة المقالة بقسط كبير من الأزمة بتصريحاتها الاستفزازية ضد المغرب، مما جعل العديد يربطون إقالتها، برغبة رئيس الحكومة الاسبانية، في عودة علاقات بلاده مع المغرب إلى سابق عهدها، خاصة وأن خلفها في وزارة الخارجية، أطلق تصريحات مطمئنة تجاه المغرب واعتبره بلدا جارا وعظيما، مما يفسر توجه مدريد نحو إصلاح ما أفسدته “لايا”.
غير أن المغرب لم يصدر لغاية الآن أي تصريح، أو تلميح حول هذا الموضوع، وضل ملتزما الصمت إلى اليوم رغم كل ما حدث، الأمر الدي فسره البعض بكون الصمت المغربي، إشارة إيجابية في اتجاه حلحلة الأزمة، بينما رآها أخرون ترقبا مغربيا لأفعال اسبانيا وليس لأقوالها.
وفي هذا السياق قال تاج الدين الحسيني استاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، في تصريح ل “آشكاين”، أن الصمت المغربي دليل على أن الأزمة لم تنته بعد، معتبرا أن تغيير الأشخاص لا يكفي، فالدولة باقية رغم تغير الاشخاص، والأزمة ليست مرتبطة بشخص الوزيرة، أو حتى باستقبال “ابراهيم غالي” بل هي مرتبطة بسلوك عدائي على عدة مستويات.
وأضاف الحسيني، أن استقبال “غالي” ليس سوى النقطة التي أفاضت الكأس، من أعمال وتصرفات عدائية كانت تقوم بها اسبانيا ضد المغرب، واصطفافها إلى جانب ألمانيا والجزائر، في ثالوث يسعى إلى الضرب في الوحدة الترابية للمملكة وزعزعة مواقفه، مشيرا إلى أن أسباب التوجه الإسباني تتجلى في سببين رئيسين، أولهما قيام المغرب بتحديد حدوده البحرية قبالة سواحل الكناري، واعتراف الحكومة الأمريكية بها كحدود بحرية مغربية وليست تابعة لجزر الكناري، وما يشكله ذلك من تعزيز للموارد المعدنية والطاقية للمغرب، وثانيهما الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء.
ولفت المحلل السياسي، ان هذا الثالوث صعد من مواقفه ضد المغرب، حيت قامت ألمانيا مباشرة بعد صدور قرار الرئيس الأمريكي باعتراف بلاده بسيادة المغرب على الصحراء، بدعوة مجلس الأمن الدولي للانعقاد بصفة مستعجلة لبحث الأمر، وعمدت إسبانيا لاستقبال “ابراهيم غالي”، بذلك الشكل.
ونوه المتحدث إلى أن وزير الخارجية الجديد، له احترام كبير وخبر الديبلوماسية جيدا، كما أن تصريحاته مشجعة، لكن ليس من مصلحة الديبلوماسية المغربية أن تستبق الأحداث، بل عليها أن تنتظر الأفعال، فإدا ضلت اسبانيا متشبثة بسياساتها ومواقفها القديمة من قبيل تقرير المصير وغير ذلك فالأزمة سيصعب تجاوزها، مشيرا إلى أن إسبانيا هي المستفيدة أكتر من عودة العلاقات بينها وبين المغرب إلى طبيعتها، بحكم عدة معطيات كونها الشريك التجاري الأول للمغرب، والمستثمر الثالث في المغرب، وكذا لاستفادتها الكبيرة من اتفاق الصيد البحري مع الاتحاد الأوربي، ومسائل محاربة الارهاب والجريمة المنظمة والهجرة السرية.