2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، القائد أو المفتش العام السابق لجهاز شرطة “البوليساريو”، الذي حل بالمغرب لزيارة والده، ليعود منه مدافعا عن مقترح الحكم الذاتي، الذي اقترحه المغرب لحل مشكل الصحراء، وظل يدافع عنه أينما حل وارتحل، رغم كل الضغوط والعقبات التي وضعتها البوليساريو أمامه، ظل الرجل مدافعا شرسا على مواقفه الجديدة، يرى أن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، بديل من شأنه إنهاء صراع عمر لعقود وخلف الكثير من المآسي والآلام لشعوب المنطقة.
ولد مصطفى سلمى ولد سيدي مولود سنة 1968 بمدينة السمارة، واختطفته عناصر من “البوليساريو” هو وأمه وعدد من أفراد أسرته وقبيلته، على إثر هجوم نفذته على مدنية السمارة يوم 6 أكتوبر 1976، لينقل قسرا الى مخيمات تندوف بالجزائر، و ينتمي لقبيلة الرقيبات لبيهات، التي تعد من أكبر القبائل الصحراوية.
بعد حوالي 30 سنة من الفراق القسري حل مصطفى سلمى الذي صار يشغل منصب المفتش العام لشرطة البوليساريو ، بالمغرب ذات يوم من سنة 2010، لزيارة والده سلمة بن سيدي مولود، شيخ قبيلة و احد أعيان مدينة السمارة، ويشغل وظيفة رجل سلطة برتبة قائد ممتاز، وبعد العودة اختار الشخص مراجعة مواقفه السابقة، والترويج للمقترح المغربي القاضي، بمنح الصحراويين حكما ذاتيا تحت السيادة المغربية، كحل نهائي لمشكل الصحراء، معتبرا المقترح الصيغة الوحيدة التي يمكن بها حل النزاع بصيغة لا غالب ولا مغلوب، ولم شمل العائلات الصحراوية المشتتة بين حواضر الصحراء وقراها ومخيمات “الحمادة” بالجزائر.
كان رد فعل البوليساريو والجزائر عنيفا وقويا، ضد هذا التحول في مواقف الرجل، الذي كان يشغل منصبا حساسا في “دولة الجبهة”، حيت منعته من العودة للمخيمات ولقاء والدته وابنائه الخمسة، مما اضطره إلى الاعتصام أمام مكتب مفوضية شؤون اللاجئين الأممية بالعاصمة المورتانية انواكشوط.
خاض ولد سيدي مولود صراعا كبيرا ضد الاطروحات البالية لقيادة البوليساريو كما سماها، خاصة بعد إعلانها “استئناف الكفاح المسلح”، والعودة للحرب ضد المغرب، معتبرا ذلك مجرد رقصة في الهواء، لن تفيذ الجبهة ولا الصحراويين في شيء، بل ستزيد من عزلتهم، وستقوي حضور المغرب، خاصة بعد تأمين معبر الكركرات الحدودي مع موريتانيا ، وتوسيع الجدار الرملي شرقا، الى تخوم الحدود الجزائرية، لمنع أي تسلل لعناصر البوليساريو للمناطق المغربية.
تابعت عددا من الخرجات الإعلامية للرجل، وأجدني أعترف له بالكثير من النباهة والتحليل الرصين، لواقع المعركة الضارية بين البوليساريو والجزائر من جهة والمغرب من جهة أخرى، سياسيا وإعلاميا وحتى عسكريا بعد عملية الكركرات، وكان يتصدى دوما لبيانات “الأقصاف”، التي يذيعها إعلام البوليساريو والجزائر، ويقدم بالوثائق والأدلة، وحجج الخابر بالمنطقة والأحداث ما يفند إدعائاتها، وكثيرا ما أحرج ولد سيدي مولود عناصر “البوليساريو” على الهواء وأمام الملأ، وقدم الحقائق كما هي، واعتبر غير ما مرة أن أهم حدث وقع في المنطقة، مند حرب 75 هو تأمين المغرب لمعبر الكركرات، الذي شكل محطة مفصلية في بسط المغرب لسيادته المطلقة على الصحراء، وتكسير أوهام البوليساريو بل وذهب حد القول إن تداعيات العملية ونتائجها، أهم وأكبر من قرار الإدارة الأمريكية اعترافها بسيادة المغرب على الصحراء.
كان حضور مصطفى سلمى في مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة فاسيبوك مؤثرا، وله متابعين بالآلاف، يتفاعلون مع كل تدوينة وتحليل يقدمه لأحداث المنطقة، وينال التقدير كثيرا، كما ينال السخط من مناصري توجهات الجبهة، لكن منذ مدة توقف الرجل عن التدوين، وبالضبط منذ 13 من ماي الماضي، بعدما “بارك لابنته عيد الفطر، متأسفا وحزينا على فراقه لأهله من جديد، متعهدا على الصمود حتى اللقاء بهم”.
غموض يلف مصير ولد سيدي مولود المثير للجدل، وتوقفه عن التفاعل في وسائل التواصل الاجتماعي مند ما يزيد عن شهرين، يثير تساؤلات بل وقلق متتبعيه، وهو الذي ألفنا حضوره بيننا، في كل اللحظات، بآرائه وتحليلاته ونقاشاته، فإلى أين ذهب الرجل؟، وما هو مصيره، خاصة وأنه ملاحق دائما من طرف البوليساريو وعناصرها اينما حل وارتحل؟.
شكرا كثيرا كثيرا لاشكاين على اثارة هذا الموضوع واتمنى ان يبقى تحت اجندتكم للبحث في الموضوع واثارة الراي العام في العالم كله حول هذه القضية المهمة جدا جدا. كل التحيات!