2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

حسام عبد الكريم*
لا بد من الإقرار أن إعدام سيد قطب كان من أكبر أخطاء جمال عبد الناصر خلال سنوات حكمه الـ 18 ومن أكثرها ضرراً . فسيد قطب في النهاية, سواء اتفقنا معه أو لا , كان مفكراً كبيراً , بل وعملاقاً , وتشهد له مؤلفاته الكثيرة وأهمها كتاب التفسير المميز” في ظلال القرآن ” بأنه كان رجل قلم ومبادئ وفكر, وليس رجل تنظيمات مسلحة ولا مخطط انقلابات عسكرية . وبالتالي كان ينبغي التعامل معه على هذا الاساس حتى لو كان معارضا للنظام أو كان أنصاره منخرطين في مواجهات وعداوةٍ مع عبد الناصر وحكمهِ.
فكان خطأ عبد الناصر فادحاً حين خرج عن طوره وقرر الاصغاء للمخابرات وأجهزة الأمن وتقارير المباحث التي لا ترضى حتى تقضي على أعداء النظام قضاء مبرما ,,,, فكانت الضحية المفكر الكبير سيد قطب رحمه الله.
صحيح أن كلامه عن “جاهلية القرن العشرين” وخصوصا في كتاب ” معالم في الطريق” به قدر كبير من التطرف في الحكم على النظام والمجتمع, وأن كثيراً من التكفيريين والغلاة استندوا الى افكار سيد قطب عن “الحاكمية لله” في ممارساتهم الارهابية , إلا أن ذلك ليس مبررا مقبولاً لإعدام الرجل.
وللأمانة نشير إلى أن جهاز المخابرات المصري قدم للرئيس عبد الناصر ملفاً كاملاً ومفصلاً عن تنظيم اخواني سري ألقي القبض عليه عام 1965 وكيف ان اعضاءه الـ 66 يتبعون سيد قطب وكانوا يخططون لعمليات مسلحة ضد النظام وتفجير في منطقة القناطر ولاغتيال رئيس الجمهورية وعدد من كبار المسؤولين, أي أن الملف مكتمل الاركان من من الناحية القانونية والشكلية مما أدى الى صدور حكم الاعدام بحق 7 منهم من قبل محكمة امن الدولة العليا,,, ولكن الرئيس عبد الناصر, بخبرته وبصيرته, كان المفروض أن يتروّى قبل أن يصدّق على الحكم, إلّا انه لم يفعل وسمح بالتنفيذ.
محبتنا لعبد الناصر تنبع من ايجابياته لا من سلبياته, وتأييدنا له يعود لانجازاته ولمواقفه من “اسرائيل” وانحيازه للفقراء, ولا يعني الاعجاب بأخطائه وزلاته. نكرر اننا ضد اعدام المفكرين والكتاب بشكل مطلق, ومن حيث المبدأ, ومهما كانت توجهاتهم وآراؤهم.
كاتب وباحث من الاردن*
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها.