2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

لا يكاد وزيرة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، الناطق الرسمي باسم الحكومة، يخرج من ورطة حتى يجد نفسه في أخرى أكبر منها.
فبعد الانتقادات التي وجهت للوزير المكلف بالقطاع، سعيد أمزازي، بسبب مذكرته الموجهة إلى مديري الاكاديميات الجهوية بخصوص حذف مادة التربية الاسلامية من فرض المراقبة المستمرة الموحد من السنة الختامية لكل من السلك الابتدائي والسلك الثانوي الإعدادي، والتي دفعته دفعا إلى تعديل هذا المذكرة وإصدار بلاغ يؤكد من خلاله أنه لم يتم حذف عن التربية الإسلامية من الامتحانات الإشهادية، وجد أمزازي نفسه عرضة لانتقادات لا تقل لاذعة من سابقتها، وذلك بسبب ما اعتبر إقرار من بتفشي الريع في وزارته خلال فترة ولايته.
أمزازي اعتبر أنه “يعترف بكون نقاط المراقبة المستمرة كانت تشكل ريعا، وأن هناك الكثيرون داخل وزارته اغتنوا من وراء هذا الريع”، وذلك من خلال مشاركته لمقال صحفي وصف التعديلات الجديدة التي أدخلها أمزازي على امتحانات المراقبة المستمرة، قضاء على الريع.
“حقيقة استغرب ما يروجه وزير التربية الوطنية المنتهية ولايته، سعيد أمزازي، على صفحته الرسمية”، يقول الأستاذ الممارس والفاعل التربوي عبد الوهاب السحيمي، ويضيف “فإذا كان من ريع في نقط المراقبة المستمرة، فالمسؤول الأول عن هذا الريع عن الوزير أمزازي نفسه.”
وتساءل السحيمي في حديث مع “آشكاين”، حول الإقرار الضمني لأمزازي بكون نقاط المراقبة المستمرة تشكل ريعا “فأين هي لجان المراقبة الوزارية ولماذا لم يتم ضبط أي حالة قبلا؟ وأين كان أمزازي من محاربة هذا الريع قبل أربع سنوات؟ وألا يعتبر نشر هذه المعطيات اليوم ونحن على بعد أيام قليلة من مغادرته الحكومة تواطؤا مع هذا الريع الذي تغاضى عنه لمدة تزيد عن أربع سنوات؟
ويرى المتحدث نفسه أنه “إذا كان من ريع يجب الحديث عنه على مستوى نقط المراقبة المستمرة، فهو الحاصل في القطاع الخاص. لكن، للأسف ليست للوزير المعني الجرأة لوضع هذا التعليم تحت القانون”، معتبرا أن ما ينشره أمزازي “ضحك على الذقون، ولا يعدو أن يكون مجرد ادعاءات ومحاولة لتلميع صورته خاصة بعد النداءات الواسعة لعموم نساء ورجال التعليم المطالبة برحيله وعدم تعيينه مجددا على رأس الوزارة في الحكومة المقبلة”.
الوزير لا يحسن التعبير، ولا يميز بين الاستفادة والاغتناء، لا يمكن لأحد أن يصبح غنيا بفضل المراقبة المستمرة، قد يستغل الوضع، ويستفيد ماديا، ويضمن دخلا إضافيا، أما أن يصبح غنيا، فمن المستحيل، وأتحدى الوزير أن يقدم ولو مثالا واحدا لأستاذ أصبح غنيا بفضل المراقبة المستمرة.
والله العظيم أنا أستاذ أشتغل منذ ثلاثين سنة في القطاع وأؤكد كلام الوزير، ولو شءتم اتصلوا بي ومنكم بكل التفاصيل. التعليم في المغرب صار بؤرة للفساد والتحرش والغش… ما قاله الوزير ليس إلا غيضا من فيض.