حربُ البيانات تندلع بين بنكيران و المتضامنين مع جريدة “الأحداث المغربية”

اندلعت حرب البيانات بين الأمين العام لحزب العادلة والتنمية وجريدة الأحداث المغربية، إثر الهجوم الذي شنه  بنكيران على الصحيفة المذكورة، وذلك خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للمجلس الوطني للحزب.

بنكيران كان قد وصف جريدة “الأحداث المغربية”، خلال كلمته الافتتاحية بالمجلس الوطني لحزبه، السبت 19 فبراير الجاري، (وصفها) بـ”المتصهينة وأنها تستهدف حزب العدالة والتنمية من خلال منشوراتها” وهو الأمر الذي دفع بـ”النقابة الوطنية للصحافة المغربية” و”الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين” إلى إصدار بيانات تضامنية مع جريدة “الأحداث المغربية” .

نقابة الصحافيين تتضامن مع الأحداث المغربية

وبعد هذه الخرجة الأخيرة لبنكيران، خرجت النقابة الوطنية للصحافة المغربية تدين ما وصفته بـ”خطاب التحريض ضد الأحداث المغربية”، معربة عن “تفاجئها بالعبارات الحاطة من كرامة الصحافيين والصحافيات ومجموع العاملين في جريدة الأحداث المغربية التي تضمنها العرض السياسي الذي ألقاه بنكيران أمام دورة المجلس الوطني للحزب نهاية الأسبوع الماضي”.

واعتبرت النقابة  نفسها، في بيان تتوفر “آشكاين” نظير منه، أن “ما أقدم عليه بنكيران يعد تصرفا لا يليق بمسؤول سياسي، تحمل مسؤوليات كبيرة، كان يفترض فيه أن يقدم القدوة والنموذج فيما يتعلق بتعامل الطبقة السياسية مع وسائل الإعلام.

موردة، في بيانها، أن “جملة الأوصاف والاتهامات التي تضمنتها كلمة  بنكيران في حق الزملاء والزميلات في جريدة الأحداث المغربية تكتسي خطورة بالغة، فإنها تثير الانتباه إلى مزالق مثل هذا الخطاب التحريضي باعتباره دعوة صريحة للكراهية والعنف والترهيب”.

البيجيدي: لماذا لا تدافع النقابة عن الصحافيين الأحرار الذين يؤدون ضريبة الكلمة الحرة

من جانبه استنفر عبد الإله بنكيران الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية بعقد اجتماع استثنائي للرد على بيان النقابة الوطنية للصحافة المغربية، إذ أوضحت أمانة الحزب في بيان اللقاء، أنها “تلقت باستغراب كبير الحملة المسعورة التي شنتها جريدة “الأحداث المغربية” في اليوم الموالي لمجلسها الوطني”.

وأشارت إلى أنه “تبعتها – في سابقة من نوعها – كل من “الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين” و” النقابة الوطنية للصحافة المغربية” بإصدار بيانات ترد فيها على التقرير السياسي الذي تقدم به بن كيران في الجلسة الافتتاحية، بلغة بعيدة عن الأدوار المهنية التي من المفروض أن تضطلع بها الهيئات المذكورة”.

وأكدت أمانة “البيجيدي” على ما ذهب إليه بنكيران في كلمته بالقول إن “ما عبر عنه أمينها العام في حق جريدة “الأحداث المغربية” هي حقائق تؤكدها المواقف والكتابات المتواترة المنشورة على صفحاتها والتي تسوق فيها الجريدة للكيان الصهيوني في محاولات لتجميل وجهه العنصري والهمجي والترويج لرموزه ودعمها لمختلف مشاريع الهرولة والتطبيع التربوي والثقافي والاقتصادي والديني”.

مشددة على أن  “هذه حقائق لا تملك الجريدة الشجاعة للتبرئ منها ولجأت عوض ذلك للاحتماء ببعض الهيئات وهو ما يؤكد افتقارها للحجة للدفاع عن نفسها، واختيارها سياسة الهروب إلى الأمام عبر تكرار أسطوانة غريبة من الاتهامات التي يستنجد بها من يسخِّر هؤلاء في كل مرة يهزمهم الحزب ويفضح حقيقتهم وأجندتهم التخريبية”.

كما استغربت الأمانة العامة لـ”المصباح” من ما وصفته بـ”الانتقائية التي تتعامل بها الهيئات المذكورة لمؤازرة بعض المحسوبين على الصحافة، دون غيرهم من المؤسسات الإعلامية الجادة، والصحافيين الأحرار الذي يؤدي بعضهم ضريبة الكلمة الحرة، وتلكؤها في التذكير بأخلاقيات الصحافة وقواعد المهنة التي تداس على مرأى ومسمع من الجمعية والنقابة”.

تساءلت أمانة “البيجيدي”، في البيان نفسه “أين كانت النقابة يوم تعرض صحافييان من داخل مقر الإذاعة الوطنية لاتهامات خطيرة من طرف شخصية سياسية معروفة؟”، في إشارة إلى لقاء حضره الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ادريس لشكر، الذي وصف خلال لقائه المباشر الصحافيان الذين كانو يحاورونه بـ”المأجوران”.

وكان إدريس لشكر قد فقد أعصابه ووصف الصحافيين الصافي الناصري من الإذاعة الوطنية وعبد الحق بلشكر مدير موقع اليوم24، بـ”المأجورين” على خلفية إثارتهما موضوع الترشيحات داخل الحزب للظفر بالكتابة الأولى خلال المؤتمر المقبل، ومنها إثارة مبادرة تدعم القيادية حسناء أبوزيد لقيادة الحزب خلفا له، وذلك خلال استضافتهما له في برنامج “لقاء مع الصحافة”، يوم الاربعاء 24 نونبر 2021، بالإذاعة الوطنية.