2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

يعيش آلاف الطلبة العالقين في أوكرانيا حالة من الذعر والخوف التي من شأنها أن تؤثر على حياتهم فيما بعد، نظرا لهول وبشاعة ما يعيشونه من صور حية للقصف وتبادل النيران والهروب الجماعي صوب الحدود واختباء المئات تحت أقبية المنازل ومقتل العشرات من الأبرياء الذين حاولوا الإفلات بجلدهم.
هذه الصور التي يختبرونها قد تكون سببا لصدمات نفسية مستقبلية تستوجب متابعة ومواكبة بسيكولوجية، خصوصا في ظل انعدام أي رؤية واضحة حول مصير دراسة الطلبة المغاربة بأوكرانيا والذين يقدر عددهم بحوالي 8 ألاف طالب وطالبة.
وفي هذا الصدد، أوضح المحلل في علم الاجتماع النفسي، محسن بنزاكور أن ما يمر به هؤلاء الطلبة ليس بالهين إلا أنه من خلال تصريحات بعضهم على منصات السوشل ميديا وللقنوات أبانوا عن مدى قدرتهم للتحمل.
وأوضح بنزاكور في تصريح لـ “آشكاين” أن الإنسان عندما يعيش حالة الحرب كهذه لا تظهر عليه الصدمات النفسية في ذلك الوقت، بقدر ما تتغلب عليه غريزة البقاء على قيد الحياة والخروج سالما من تلك المنطقة.
وهو ما يحدث مع جميع من يعيش هذه الحرب، يردف المتحدث، بمعنى أن منهم من سيعانون مما يسمى بـ “الصدمة البعدية”، أي سواء بعد انتهاء الحرب أو بعد عودة المغاربة هناك إلى أرض الوطن، خصوصا إذا ما مروا بمشاهد مريعة.
واعتبر أن هذه الصدمة البعدية تختلف من شخص لآخر، كل حسب شخصيته وقدرة تحمله، موردا إذا كان المعني بالأمر شخصيته ضعيفة أو حساسة فقد يتأثر بشكل كبير، وهو ما يستلزم مواكبة نفسية له.
وشدد المحلل الاجتماعي النفسي أن الصدمة ستتضاعف بالنسبة للطلبة الذين أوشكوا على إنهاء دراستهم وتخرجهم هذا العام، بحيث سيبقون عالقين بين الماضي والحاضر في ظل مصير مجهول.
وأكد أنه بالنسبة لهؤلاء، فهم لا يحتاجون إلى متابعة نفسية وإنما لتدخل وقرار سياسي لإدماجهم واستقطابهم والإعتراف بهم وبمسارهم الدراسي الذي أوقفته الحرب الروسية على الأوكران.
وارتفعت حصيلة الطلبة الفارين من هول الحرب الروسية على الأراضي الأوكرانية إلى ما يناهز 2030 شخصا توجهوا عبر المعابر الحدودية إلى دول مجاورة لأوكرانيا، بحسب معطيات متداولة حول حصيلة المغاربة المغادرين الحدود الأوكرانية.