أبطال من ذهب: جمال بن صديق .. خليفة بدر هاري ووارث سره
خلال شهر رمضان الجاري، سيكون لقراء ومتتبعي الموقع الإعلامي “آشكاين”، موعد يومي مع سلسة “أبطال من ذهب”، والتي ستكشف أسرارا عن أبطال مغاربة في رياضات فردية مختلفة؛ خاصة منها القتالية، حيث ستركز السلسلة على أبطال رفعوا راية المغرب عاليا و آخرين سجلوا أسماءهم في تاريخ الإنجازات الرياضية بمداد من ذهب.
الحلقة الثانية: جمال بن صديق .. خليفة بدر هاري في عرش الكيك البوكسينغ المغربي
النشأة والإنجازات
يعتبر جمال بن صديق من بين أكثر الرياضيين المغاربة الذين لا يفارقهم العلم المغربي أين ما حل وارتحل، خاصة أنه مؤمن بأن ما يقوم به في رياضة الكيك بوكسينغ هو من أجل بلده المغرب وشعبه قبل أن يكون إنجازا ذاتيا، ويطمح أن يكون يتربع على عرش الكيك بوكسينغ العالمي، فمن يكون المغربي الذي صنفته “Combat Press” على أنه من بين العشرة الأوائل في الوزن الثقيل في رياضة الكيك بوكسينغ عالميا بين سبتمبر 2015 ويوليو 2021؟
ولد بن صديق ونشأ في أنتويرب البلجيكة، هاجر والداه إلى بلجيكا من قرية آيت حديفة شمال المغرب تم نقله إلى صالة ألعاب الكيك بوكسينغ في سن التاسعة من قبل والده، الذي كان يخشى أن يكون للحياة في الشوارع تأثير سلبي على ابنه في سن المراهقة. وقد نشأ بن صديق في حي بورغيرهوت رفقة ستة إخوة.
بن صديق كان يحلم بن يصبح لاعب كرة قدم محترف، إلا أن كبر حجمه وتفوقه في رياضة الكيك بوكسينغ جعله يغير مسارها إلى هذه الرياضة ويحترفها، ليصبح اليوم من أهم الأسماء المعروقة عالميا في الكيك بوكسينغ، كيف لا؟ وهو الفائز بجائزة أشهر منظمة لرياضة الكيكبوكسينغ “كلوري” للوزن الثقيل سنة 2018.
حقق جمال بن صديق ذو 31 ربيعا رصيدا احترافيا محترما في رياضة الكيك بوكسينغ، حيث يتوفر على 42 نزالا احترافيا فاز منها بـ36 نزالا، منها 29 نزالا بالضربة القاضية. ويعتبر اليوم من بين المنافسين الكبار على بطولة العالم في الوزن الثقيل بمنظمة “كلوري”، حيث يصنف ثانيا بعد البطل ريكو فيرهوفن والمصنف رقم 1 أنطونيو بلازبات.
السجن والسرطان
شأنه شأن أغلب النجوم، حياتهم لا تكون عادية عادة، بل تخترقها أحداث مأساوية تكاد تعصف بهم. فجمال بن صديق أصيب في مرحلة المراهقة برصاصة في شجار شوارع ببلجيكا، إلا أنه نجى من الموت، وفي سنة 2012 اجتاز البطل المغربي أكبر معركة في حياته وكانت خارج الحلبة، حيث أصيب بسرطان الغدة الدرقية.
حاول بن صديق أن يخفي مرضه عن الناس؛ خاصة عائلته الصغيرة، حيث أنه لم يكن مستعدا لترك القتال، وجعل والداه ومدربه يجهلان مرضه، فأكمل مساره بعد الفوز بقتالين كبيرين، قبل أن يخضع للعملية الجراحيةو وعندها تراجع مستواه وابتعد على القتال لمدة ليست بالقصيرة.
بعد ذلك، تجاوز بن صديق المرض، وعاد إلى هوايته في إسقاط خصومه داخل الحلبة، إلى أن “أسقطته” الشرطة داخل السجن، حيث ألقي القبض عليه في 10 مارس 2021 بأنتويرب ببلجيكا في عملية كبرى استهدفت الجريمة المنظمة في بلجيكا وهولندا، وتمت الإشارة إلى بن صديق على أنه البائع لأجهزة التشفير المؤمنة.
وفي 12 مارس من سنة 2021، أمرت غرفة مجلس ميكلين بسجن بن صديق لمدة 30 يومًا. قدم محاميه استئنافًا على الفور، لتقضي محكمة الاستئناف بسجنه لثلاثة أشهر ونصف.
البطل المقبل لـ”كلوري”
استطاع بن صديق أن يهزم السرطان وينتصر على الأفكار السلبية التي راودته داخل السجن، وعاد ليمتع جماهيره داخل الحلبة، حيث حقق بعد خروجه من السجن انتصارات على خصوم مصنفين في المراتب الأولى في منظمة “كلوري”، وهو ما أهله لخوض نزال المنافسة على اللقب ضد الهلندي ريكو فيرهوفن.
يتفق المحللون لرياضة الكيك بوكسينغ، على أن جمال بن صديق كان هو الفائز على المستوى الأداء في نزاله على اللقب ضد فيرهوفن، إلا أن عاملين كان ضده في الدقائق الاخيرة من النزال، يتمثل الأول في عدم توقيف النزال من قبل الحكم لأن الهولندي فيرهوفن أصيب بإصابة خطيرة على مستوى العين، وهو ما كان يستوجب وقف المباراة، بالإضافة إلى انهيار بن صديق على المستوى البدني.
وبالرغم من خسارته لنزال اللقب، إلا أن المراقبون يرشحون بن صديق للإطاحة بفيرهوفن من عرش الكيك بوكسينغ عالميا، كيف لا؟ وهو الذي يمتلك يد يمنى توصف بـ”المدمرة”، ويعتبر من بين أكثر المقاتلين الذين حسموا بنزالاتهم بالضربة القاضية، وهو ما يجعله يهدد لقب الهولندي فيرهوفن.
أما على المستوى المغربي، فالعديد من الرياضيين يرشحون جمال بن صديق لإكمال المسيرة التي بدأها بدر هاري في رفع العلم المغربي في مختلف المحافل الدولية، خاصة أنه يمتلك كل الإمكانيات لذلك، الأمر الذي جعل البعض يصفه بـ”خليفة بدر هاري في عرش الكيك البوكسينغ المغربي”.
