2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

لدى الفرنسيين موعد تاريخي يوم 24 أبريل المقبل، لاختيار رئيسهم أو رئيستهم التي ستقود البلاد لخمس سنوات مقبلة، وذلك بعد تأهل كل من إيمانويل ماكرون، الرئيس الحالي المنتهية ولايته (28.1 في المائة) ومارين لوبان، مرشحة اليمين المتطرف، زعيمة حزب التجمع الوطني (23.3 في المائة)، خلال الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية.
وأمام الفرق الضئيل في نسبة التصويت بين المرشحين، ينتظر الفرنسيون كما باقي العالم ما ستسفر عنه النتائج النهائية والتي من شأنها الكشف عن ما إذا ستستمر الأوضاع على ما هو عليه في حالة استمرار ماكرون في الرئاسة لولاية ثانية، أو الكشف عن مؤشرات مستقبل فرنسا وعلاقاتها الخارجية مع باقي البلدان، ضمنها مستعمراتها الإفريقية، وعلى وجه الخصوص، المغرب، في حالة فوز اليمينية المتطرفة لوبان.
وفي هذا الصدد، أورد عبد النبي صبري، أستاذ العلاقات الدولية و القانون الدولي بجامعة محمد الخامس بالرباط أن تأهل ماكرون ولوبن إلى الجولة الثانية يعيد إلى الأذهان انتخابات سنة 2017 بين المرشحين المذكورين، مبرزا أن “حظوظ لوبان للفوز بالرئاسة أمر مستبعد و غير مستبعد في نفس الوقت وأن فوز ماكرون قد يكون صعبا للغاية، إلا أن في السياسة يمكن توقع أي شيء، خاصة أن الفارق في الأصوات في الجولة 1 قريب جدا”.
وأوضح صبري في تصريح لـ “آشكاين” قائلا “ماكرون له حظوظ للفوز من جديد هذه المرة، مع أن في السياسة كل شيء يبقى واردا، لكن إذا ما تكتل المرشحون الخاسرون ومنحوا الأصوات إلى زعيم حزب جمهورية إلى الأمام، الذي هو الرئيس الحالي ماكرون”، مسترسلا “هذا الأمر سيربك حسابات لوبان وتياراتها وأنصار اليمين المتطرف”.
وأضاف المتحدث “المرشحون الخاسرون يحرصون على عدم صعود تيار اليمين المتطرف لقيادة فرنسا، وأغلبهم دعوا إلى قطع الطريق على أقصى اليمين وقالوا إنه لا ينبغي أن يقود هذا البلد شخصية تنتمي إلى أقصي اليمين المتطرف.. و دعوا أنصارهم إلى التصويت على الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته مع استثناء بعض الأحزاب كاليمين المتطرف الذي ينتمي إليه إيريك زمور(7 في المائة) الذي دعا إلى التصويت إلى لوبان”
وسجل أيضا أن “حتى العامة من الفرنسيين سيختارون ماكرون الذي لعب على وترهم الحساس من خلال اقتراحه في حملته الانتخابية تخفيض الضرائب و تحقيق التشغيل الكامل لكافة اليد العاملة الفرنسية في غضون 5 أعوام إذا ما نجح في الانتخابات”.
وأشار صبري أن “من بين المميزات التي عرفتها هذه الإنتخابات، كون جميع المرشحين في الجولة 1 لم يحصلوا على النصاب القانوني 50 في المائة ليصبح أحدهم رئيسا لفرنسا “، مضيفا ” كما أن الكتلة الناخبة العربية والمسلمة والافريقية، كانت في حشود انتخابية أعلنت أنها ستصوت لحزب أقصى اليسار لجان ميلينشون الذي احتل المرتبة 3 في سابقة نظرا لأنه رفع شعار الدفاع عن مسلمي فرنسا في حملته الانتخابية ما مكن من حصده 20 في المائة من الأصوات”.
وفي حالة ما إذا فازت لوبان في الانتخابات، يقول أستاذ العلاقات الدولية، فإن التحالف الذي يقوده الغرب ومعه فرنسا سينهار، شارحا “في أمريكا اليوم، هناك محللون جيواستراتيجيون يعتبرون فوز لوبان نهاية التحالف الغربي ضد موسكو بمعنى أيضا فوز بوتين في فرنسا و ليس لوبان و أن السياسة الخارجية الفرنسية آنذاك ستنهل من السياسة الخارجية لبوتين”
وشدد قائلا “ثم الأكثر من ذلك ستكون للوبان سياسة متطرفة على مستوى الهجرة وعلى مستوى الإسلام”، مؤكدا “لكن الواضح في المجال الدولي هناك مسألة سياسية فيما يتعلق بالسياسة الخارجية التي هي سياسة دولة وليست سياسة حزب من الأحزاب”.
وتابع المتحدث ” ففرضا أن لوبان فازت بالرئاسة، فإذا ما لم تعتمد سياسة الخيط الناظم وأن تفرق بين سياسة حزب و سياسة خارجية للدولة و سيادة دولة، فستجد نفسها معزولة خاصة أن مواقفها سلبية حتى ضد الإتحاد الأوروبي، بحيث لاحظنا مؤخرا في حملتها الانتخابية أنها أعلنت عن توجهات ضد رفع علم الإتحاد الأوروبي في ساحة النصر إلى غير ذلك من التداعيات والتي قد تكون من بينها الخروج من الاتحاد الاوروبي”.
وبخصوص علاقات فرنسا مع مستعمراتها السابقة على المستوى الأفريقي و خاصة المغرب، في حالة فوز لوبان، أكد صبري، أن المغرب في كل الأحوال بلد مستقر يملك سيادته وقوة قراره ثم إن فرنسا لم تعد بالنسبة للمغرب ذلك التوجه الحقيقي، وهو ما جعله يعدد شركائه خارج دائرة الشركاء التقليديين، وبالتالي إذا اختارت فرنسا في عهد لوبان أن تحشر نفسها في خانة ضيقة فهي التي ستتحمل وزر أخطائها التي قد تصدر عنها والتي قد تكون سببا في خروج فرنسا من الساحة الأفريقية”.
وأشار المتحدث إلى أن “عددا من المسلمين والأفارقة من المهاجرين هم الذين بنوا فرنسا، فكيف يمكن التنكر في ظرف ما لهذه المسألة، وإذا كان الأمر كذلك فلن تكون فقط نهاية للوبان وإنما نهاية لفرنسا أيضا لأنها ستنعزل في الزاوية الضيقة من الجيوستراتيجية “.
صوتت على لوبين انا و عاءلتي و جميع أصدقائي
و صوف اصوت عليها أيضا انشالله خلال المرحلة المقبلة