لماذا وإلى أين ؟

“نساء في حياة الرسول”.. زواج النبي من يهودية أعتقها من السبي (ح 12)

لعبت النساء دورا محوريا في حياة الرسول محمد (ص)، بدءا من زوجاته فبناته ثم حفيداته، وتجاوزن هذا الدور إلى المساهمة في انتشار الدعوة الإسلامية في الحقبة الأولى للإسلام، فكانت أول من آمنت بالنبي امرأة، وهي خديجة بنت خويلد، الزوجة الأولى للرسول.

قصص عديدة، ستحاول “آشكاين” سردها في هذه السلسلة الرمضانية التي اختير لها عنوان “النساء في حياة الرسول”، والتي من خلالها سيتم تسليط الضوء أيضا على الحياة العاطفية للنبي وكيفية تعامله مع زوجاته وتعاملهن معه، بالإضافة إلى علاقتهن ببعضهن البعض مع سبر أغوار حياتهن الإجتماعية والسياسية من خلال الإعتماد على عدد من المراجع كالأحاديث والقرآن وكتب الثراث أو باحثين في تفاصيل.

الحلقة الثانية عشر: صفية بنت حيي

صفيّة بنتُ حُيَيّ بن أخطّب بن سعية بن ثعلبة بن عبيد بن كعب بن الخزرج، زوجة من زوجات الرسول وهي من بني إسرائيل من سبط، كانت امرأةً جميلةً نبيهةً سيّدةً من سيّدات قومها وعاقلاتهن، تزوجت قبل النبي من سلامة القرظي وهو رجل يهوديّ يقال له سلام بن مشكم، قبل مجيء الإسلام إليها فمكث زوجًا لها مدّة ثمّ تركها.

تزوجت بعد ذلك، من كنانة بن أبي الحقيق وبقي عليها حتّى مات في غزوة خيبر، التي هزم فيها المسلمون اليهود. ذات ليلة رأت في المنام قبل مماته كأنّ القمر نزل من السّماء وسقط في حجرها، فحدّتت زوجها بذلك، فلمّا علِم غضب غضبًا شديدًا ولطمها في وجهها وقال: “أتتمنّين ملك يثرب أن يصير بعلك؟” يقصد بذلك رسول الرسول.

رؤيتها تحققت بعدما وقعت أسيرة عند المسلمين عندما فتحوا خيبر في السنة السابعة للهجرة، فكانت صفية من بين سبايا الغزوة، فجاء رجل يسمّى دحية الكلبي يطلب من الرسول جاريةً، فقال له الرسول: (اذهَبْ فخُذْ جاريةً، فأَخَذَ صفيةَ بنتَ حُيَيٍّ، فجَاء رجلٌ إلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا نبيَ اللهِ، أَعْطَيْتَ دحيةَ صفيةَ بنتَ حُيَيٍّ، سيدةَ قريظةَ والنضيرِ، لا تَصْلُحْ إلّا لك، قال: ادعوه به، فجاءَ بها، فلما نظَرَ إليها النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- قال: خُذْ جاريةً مِن السَّبْيِ غيرَها، قال: فأَعَتَقَها النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- وتَزَوَّجَها).

وبحسب الروايات، فلم تحصل أي علاقة بين الرسول وبينها إلّا بعد انقضاء عدّتها؛ استبراءً لرحمها، وكذلك لم تحصل أي علاقة بينهما حتى أعلنت صفية إسلامها، وكان مهرها إعتاقها ثمّ اتخاذها زوجةً له، بل وإنه لم يبني بها إلا بعد أن جلس إليها ذات يوم وذكر لها مفصِّلاً ما حلّ به وبالمسلمين من أذى اليهود، وقومها تحديداً، وبقي يخبرها عمّا حلّ بقومها حتى زال همّها وحزنها، فلم يعاشرها الرسول وهي مبغضة له أبداً، حيث قالت صفية في ذلك: (وكان رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- مِن أبغضِ النَّاسِ إليَّ قتَل زوجي وأبي وأخي، فما زال يعتذرُ إليَّ ويقولُ: إنَّ أباك ألَّب عليَّ العربَ وفعَل وفعَل، حتَّى ذهَب ذلك مِن نفسي).

وتقول الباحثة في الثراث الإسلامي، هالة الوردي، إن الرسول كان يتعامل مع النساء بكثير من الطيبة والرحمة لدرجة أنه تعامل مع صفية بالمثل، خصوصا عندما حضرت معه إلى المدينة المنورة أبدى تضامنه مع صفية بطريقة جميلة عندما سقطت عن الناقة وضحك عليها الناس، حيث ساعدها على النهوض وضمها إليه ومشيا معا رفقا بها وحالها، كما أنه كان يجعل من ركبته متّكأً لها لتصعد إلى الدّابة، وكان يخيّرها في أمرها لتختار ما تريد.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
Khadouri
المعلق(ة)
16 أبريل 2022 14:25

خرافات احاديث البوخاري وغيرهم هل الرسول والصحابة كانوا يقاتلون من اجل سبي النساء ام من اجل نشر الدعوة الاسلامية

متابع
المعلق(ة)
16 أبريل 2022 07:33

هل من فاهم يفهمنا؟؟؟ “فجاء الرجل يطلب من الرسول (ص) جارية ، فقال له إذهب وخذها..”
أين حقوق المراة هنا؟ من قال أن هذه الجارية راضية على قرار الرسول (ص)

” فقال: يا نبيَ اللهِ، أَعْطَيْتَ دحيةَ صفيةَ بنتَ حُيَيٍّ، سيدةَ قريظةَ والنضيرِ، لا تَصْلُحْ إلّا لك؟ ”
عندما يكون إمان الشخص قوي ب الله ومقرب إلى الله هل يعقل أن يتاجر في النساء ( أو الجاريات) ،

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x