2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

لعبت النساء دورا محوريا في حياة الرسول محمد (ص)، بدءا من زوجاته فبناته ثم حفيداته، وتجاوزن هذا الدور إلى المساهمة في انتشار الدعوة الإسلامية في الحقبة الأولى للإسلام، فكانت أول من آمنت بالنبي امرأة، وهي خديجة بنت خويلد، الزوجة الأولى للرسول.
قصص عديدة، ستحاول “آشكاين” سردها في هذه السلسلة الرمضانية التي اختير لها عنوان “النساء في حياة الرسول”، والتي من خلالها سيتم تسليط الضوء أيضا على الحياة العاطفية للنبي وكيفية تعامله مع زوجاته وتعاملهن معه، بالإضافة إلى علاقتهن ببعضهن البعض مع سبر أغوار حياتهن الإجتماعية والسياسية من خلال الإعتماد على عدد من المراجع كالأحاديث والقرآن و كتب التراث أو باحثين في تفاصيل تلك الحقبة الغابرة.
الحلقة 17: أحب بنات النبي ومايغضبها يغضبه
هي فاطمة بنت محمدٍ (ص) ابنته من زوجته خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصي، ويُشار إلى أنّ نسل الرسول لم يستمرّ إلّا عن طريق فاطمة الزهراء.
وُلِدت فاطمة قبل بعثة النبيّ بخمس سنواتٍ، في العام الذي أعادت فيه قريش بناء الكعبة، وعليه فقد كان عُمر النبيّ، حين ولادتها خمسة وثلاثين عاماً.
تزوجت بنت الرسول من عليّ بن أبي طالب بعد موافقة النبيّ، ولمّا سَمِعَ علي الجواب سجد شُكراً لله تعالى؛ لِما تفضّل الله وامتنّ به عليه من مصاهرته لنبيّه.
وشهد على زواجهما جمعٌ من الصحابة، منهم: أبو بكر الصدّيق، وعمر بن الخطّاب، وعثمان بن عفّان، وطلحة بن عُبيد الله، والزُّبير من المهاجرين، وغيرهم من أنصار الصحابة.
وكان الصدّيق والخطّاب قد خَطبا فاطمة قبل عليّ، إلّا أنّ النبيّ ردّهما ردّاً جميلاً، كأنّه أراد أن يخصّ عليّ بن أبي طالب بها.
وبحسب عدد من الروايات، فإن فاطمة كانت أحب بنات الرسول على قلبه بل أحب الناس إليه من أهل بيته، فكان يستقبلها في كل مرة تدخل إلى مجلسه بالوقوف وتقبيل رأسها ويجلسها في مجلسه، تكريماً لها، ولمنزلتها عنده، كما روى الإمام البخاريّ في صحيحه.
وعن الصحابيّ المسور بن مخرمة، عن النبي قال: (فاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي، فمَن أغْضَبَها أغْضَبَنِي)، كما أنّه كان يكره ما تكرهُه ابنته فاطمة.
وكان الرسول في كل مرة يعود فيها من غزواته أو من سفره إلى المدينة يدخل المسجد فيصلّي فيه ركعتين، ثم يزور بيت ابنته الكبرى، إذ قال كعب “(كان إذا قدِم مِن سفرٍ فعَل ذلك: دخَل المسجدَ فصلَّى فيه ركعتينِ)، ثمّ كان النبي -عليه السلام- يذهب إلى بيت ابنته فاطمة -رضي الله عنها-، ممّا يدلّ على شدّة حبّه ومودّته لها، وإكرامه إيّاها، وعلى مكانتها ومنزلتها -رضي الله عنها”.
وتقول الباحثة في الثراث الإسلامي، هالة الوردي إن فاطمة من كثرة حبها لوالدها وافقت على زواجها من علي رغم أنها لم ترغب به زوجا، ووافقت في الأخير لموافقة أبيها عليه.
ورزقت فاطمة بعددٍ من الأبناء والبنات، وهم الحسن، والحسين، ومُحسن وزينب، وأمّ كلثوم ويُشار إلى أنّ جميعهم كانوا من عليّ بن أبي طالب.
وشكلت وفاة الرسول محطة مفصلية في حياة فاطمة، تفاصيل أوفى في الحلقة المقبلة.
يتبع