2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

لعبت النساء دورا محوريا في حياة الرسول محمد (ص)، بدءا من زوجاته فبناته ثم حفيداته، وتجاوزن هذا الدور إلى المساهمة في انتشار الدعوى الإسلامية في الحقبة الأولى للإسلام، فكانت أول من آمنت بالنبي امرأة، وهي خذيجة بنت خويلد، الزوجة الأولى للرسول.
قصص عديدة، ستحاول “آشكاين” سردها في هذه السلسلة الرمضانية التي اختير لها عنوان “النساء في حياة الرسول”، والتي من خلالها سيتم تسليط الضوء أيضا على الحياة العاطفية للنبي وكيفية تعامله مع زوجاته وتعاملهن معه، بالإضافة إلى علاقتهن ببعضهن البعض مع سبر أغوار حياتهن الاجتماعية والسياسية من خلال الاعتماد على عدد من المراجع كالأحاديث والقرآن وكتب الثراث أو باحثين في تفاصيل الزمن الغابر.
الحلقة 18: وفاة الرسول وسره لابنته فاطمة
شكلت وفاة الرسول في العام الحادي عشر للهجرة محطة مفضلية في تاريخ الإسلام، حيث حزن لموته أتباعه من المسلمين وتأثر بهذه الوفاة جميع أقربائه وقريباته من نسائه وبناته، وكانت فاطمة من أشد الناس في بيته الذين قهرهم موت النبي خصوصا وأنها تحدثت معه خلال احتضاره.
دخلت فاطمة التي تعد الابنة الوحيدة للرسول التي بقيت على قيد الحياة، آنذاك، على النبي في آخر لحظات حياته، وبعد أن أكرمها، ورحّب بها، وأجلسها إلى جانبه، أسرَّ لها حديثاً فبكت، ثمّ أسرَّ لها مرةً أخرى فضحكت؛ وذلك أنّه أخبرها في الأولى أنّه ميّتٌ، وفي الثانية أنّها أوّل أهله لحاقاً به.
وفي ذلك روى البخاري عن عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت (أَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي كَأنَّ مِشْيَتَهَا مَشْيُ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَرْحَبًا بابْنَتي ثُمَّ أجْلَسَهَا عن يَمِينِهِ، أوْ عن شِمَالِهِ، ثُمَّ أسَرَّ إلَيْهَا حَدِيثًا فَبَكَتْ، فَقُلتُ لَهَا: لِمَ تَبْكِينَ؟ ثُمَّ أسَرَّ إلَيْهَا حَدِيثًا فَضَحِكَتْ، فَقُلتُ: ما رَأَيْتُ كَاليَومِ فَرَحًا أقْرَبَ مِن حُزْنٍ، فَسَأَلْتُهَا عَمَّا قالَ: فَقالَتْ: ما كُنْتُ لِأُفْشِيَ سِرَّ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، حتَّى قُبِضَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَسَأَلْتُهَا.
فَقالَتْ: أسَرَّ إلَيَّ: إنَّ جِبْرِيلَ كانَ يُعَارِضُنِي القُرْآنَ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً، وإنَّه عَارَضَنِي العَامَ مَرَّتَيْنِ، ولَا أُرَاهُ إلَّا حَضَرَ أجَلِي، وإنَّكِ أوَّلُ أهْلِ بَيْتي لَحَاقًا بي. فَبَكَيْتُ، فَقالَ: أما تَرْضَيْنَ أنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ أهْلِ الجَنَّةِ، أوْ نِسَاءِ المُؤْمِنِينَ فَضَحِكْتُ لذلكَ).
تقول الباحثة في الثراث الاسلامي، هالة الوردي إن فاطمة ماتت مقهورة على أبيها بعد أن تجرعت مرارة رحيله وما تلى ذلك من فوضى بين المسلمين والصحابة قصد اختيار خليفة الرسول.
وكانت توصف بابنة أبيها نظرا لأنها كانت تشبهه في الكثير من الخصال على رأسها التواضع والخشوع والصبر والوقار، وتعد من النساء في العائلة النبوية اللواتي ابتلين بالكثير من المصائب، بدءا من وفاة أمّها وأخواتها رقيّة، فأمّ كلثوم، فزينب في حياتها.
بل عاشت فاطمةـ تردف الوردي، في برنامج “الفلك الممنوع” في مشاكل عدة بعد رحيل النبي، خصوصا عند خلافة الصحابي أبو بكر الصديق، والد أم المؤمنين عائشة، كما تعرضت للكثير من المضايقات على يد الصحابي عمر بن الخطاب والد أم المؤمنين، حفصة، إلا أنها واجهت كل ذلك بكل ما أوتيت من قوة وصبر وتحدي.
تفاصيل عن المضايقات التي تعرضت لها ابنة الرسول ستكون موضوع الحلقة المقبلة إلى جانب التطرأ إلى خطبة الفدكية، التي تعتبر من أشهر الخطب في تاريخ الإسلام ألقتها فاطمة.
يتبع
المؤرخون لا يتحدثون كثيرا عن فاطمة هي تعرضت لنكبتين الاولى حرمانها من الارث والثانية زواج علي عليها.