2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

بدأ المبعوث الأممي، ستافان دي ميستورا، جولة من الاتصالات في نيويورك، منذ أمس الثلاثاء وسيواصلها على مدار الأسوع الجاري، قصد إجراء ”مشاورات ثنائية غير رسمية”، بين الأطراف المعنية بنزاع الصحراء المفتعل، قبل تقديم تقريره نصف السنوي لمجلس الأمن، خلال شهر أبريل المقبل.
محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، يرى أن اللقاءات التي يعتزم دي مسيتورا عقدها مع الأطراف والجهات المهتمة بالملف، تأتي في سياق عديد التحولات التي تشهدها قضية الصحراء، لا سيما ”المكاسب والانتصارات العديدة”، التي راكمها المغرب مؤخرا، وفي مقدمتها تجديد الإعتراف الأمريكي، الموقف الاسباني المتقدم، إضافة إلى العديد من المواقف الدولية الوازنة الداعمة للمغرب.
وأوضح عبد الفتاح، ضمن حديثه لجريدة ”آشكاين”، أن مبادرة دي ميستورا، تأتي أيضا في سياق التطورات الميدانية التي تصب جلها في تكريس السيادة المغربية. كما تبرز الأدوار التي بات المشروع الإنفصالي يطلع بها، المهددة للأمن والاستقرار في المنطقة، وهي أدوار مرتبطة، وفق المتحدث دائما، بالجماعات المسلحة في مخيمات تندوف وانتشار الجريمة المنظمة في تلك المخيمات، والعلاقة الوطيدة بين المشروع الإنفصالي وانتشار الإرهاب في المنطقة.
وشدد محمد سالم عبد الفتاح، على أن ما يؤطر مشاورات دي ميستورا، هي القرارات الأممية الأخيرة، سيما القرار رقم 02/26 والقرار 54/26 الصادرين في أكتوبر 2021 و أكتوبر 2022 عن مجلس الأمن الدولي، وهما قراران ”شكلا منعرجا هاما في تعاطي الأمم المتحدة مع النزاع”، مبرزا أنهما يصبان في ”إطار العقلانية والواقعية” التي تتبناها الأمم المتحدة في حلحلة الملف، إذ تتقاطع مع المبادرة المغربية للحكم الذاتي التي تصفها بـ ”الجدية والمصداقية وذات الأولوية والأساس الجيد في مسار المفاوضات”.
ويبدو في المجمل، وفق المتحدث نفسه، أن تعاطي المجتمع الدولي مع الملف، بات ينبني على مبدأ احترام سيادة الدول ووحدتها الترابية، باعتباره نزاعا اقليميا ما بين طرفين رئيسين هما المغرب والجزائر في تجاوز للطروحات الإنفصالية الراديكالية التي لم يعد لها أي قبول في الأوساط الدولية.
وكان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك،أكد أن مشاورات دي ميستورا ستعقد، قبل الاحاطة المقبلة لمجلس الأمن، حول النزاع المفتعل، شهر أبريل المقبل.
وأوضح دوجاريك، خلال مؤتمر صحفي أمس الثلاثاء، أن المشاورات ستتم بمشاركة ممثلين عن كل من الجزائر وموريتانيا وأعضاء بـ ”مجموعة الأصدقاء”، التي تضم إسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية و روسيا والمملكة والمتحدة وفرنسا.