لماذا وإلى أين ؟

الغـارديان البريطانية ترسمُ سيناريوهاتٍ مــروعة عن مُستقبل الذكـاء الاصــطناعي

أكَّـدت صحيفة الغارديان البريطانية في افتتاحيتها لعدد اليوم السبت، أنه على الرغم من الفوائد الكبيرة التي قد يجنيها البشر من الذكاء الاصطناعي، مثل تطوير الأدوية التي تنقذ الحياة، لا يزال استخدام هذا النوع من التكنولوجيا ينطوي على الكثير من التحديات والمخاطر.

واعتبرت أنه على الرغم من أن التقدم في هذا القطاع مستمر دون توقف وله فوائد يتوالى ظهورها طوال الوقت، لا أحد يعرف إلى أين يمكن أن يأخذ العالم وفي أي اتجاه قد يقود الجميع.

وحذرت الصحيفة من أن “الذكاء الإصطناعي يتقدم كالحصان الجامح و تسير عملية تطوير هذا النوع من التقنيات بسرعة هائلة لا يواكبها حتى المتخصصون في القطاع. ونوهت إلى أن حوالي 1000 من خبراء الذكاء الاصطناعي، الذي يستخدم عبر برامج وتطبيقات مثل ChatGPT-4 وMidjourney، وقعوا خطاباً مفتوحاً للمطالبة بوقف مؤقت لتطوير التكنولوجيا من هذا النوع”، محذرين من أن الباحثين في هذا القطاع إذا لم يتوقفوا عن التطوير لفترة، فقد يتحول الأمر برمته إلى “سباق خارج عن السيطرة”.

كما لفتت إلى أن إيطاليا أعلنت بعد إصدار هذا الخطاب بيوم واحد حظر استخدام ChatGPT-4، لتكون الدولة الأوروبية الأولى التي تتخذ هذا القرار. واعتبرت الصحيفة أنه من دون شك، سوف يستغرق الأمر وقتا طويلا حتى يُمرر قانون شامل يتضمن ضوابط وقواعد لاستخدام الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، وهو الوقت الذي لا تتوقع الغارديان أن تتطوع شركة OpenAI، المطورة لتطبيق ChatGPT-4، وتتوقف عن تطوير تطبيقها حتى يتجاوزها المنافسون.

وشددت الغارديان على أن هناك ما هو أهم من ذلك، والذي وصفته “بالسيناريوهات المروعة” التي تتضمن إمكانية أن ترفض تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوقف عن العمل حال إعطاء الإنسان تعليمات لها بذلك. وأشارت أيضا إلى التحديات الأخلاقية التي يضعها هذا النوع من التكنولوجيا مثل آلاف المقالات المقلدة والمزيفة التي تنتشر الآن على الإنترنت، والاستشهاد بمقالات غير موجودة أصلاً.

كما أشارت الصحيفة إلى مخاطر أخرى تتضمن إمكانية أن ينتهي الأمر بمزاعم الذكاء الإصطناعي إلى المحكمة، علاوة على تحدٍّ آخــر يتمثل في حرمان الكثير من المحترفين في قطاعات عدة من وظائفهم بعد الإستغناء عنهم والاستعانة بتطبيقات من هذا النوع.

وأكدت “الغارديان” أنه رغم صعوبة سن القوانين و القواعد التي تحكم استخدام هذا النوع من التكنولوجيا، إلا أن هناك حاجة ماسة إليها.

و حذرت الصحيفة من أنه بينما يعرب عمالقة التكنولوجيا عن مخاوفهم حيال الذكاء الإصطناعي، إلا أنهم يقللون عدد موظفي القيم بتلك الشركات، مما يدل على أنها لا تبذل أي جهد يُذكر في هذا الاتجاه.

واعتبرت أنه مع أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي قد تكون مفيدة في إحداث توازن بين مصالح الشركات، إلا أنه “سوف يكون من الصعوبة بمكان أن تعالج تلك التطبيقات التهديدات المحتملة للعدالة الإجتماعية و الأمن العام”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x