لماذا وإلى أين ؟

عاطلو رمضان .. “الراجل عيبو فجيبو”

آشكاين/وسيم الفائق

يأتي شهر رمضان مرة كل سنة، مُحَملا برموز مقدسة، بطقوس دينية و عادات شعبية، شهر يستثمره المسلمون في العبادة والتقرب من الله، والإكثار من الطاعات، بينما يستغله آخرون لمضاعفة مداخيلهم من أعمال تجارية، مستفيدين من تهافت الناس على الأسواق، وهوس الإستهلاك المفرط. و في هذا الشهر كذلك، يفقد بعض الناس عملهم، وآخرون تغلق أبواب رزقهم المعتادة، فيما تصبح أنشطة أخرين محظورة، و تفرض على العاملين والعاملات بها “العطالة”.

“عاطلو رمضان”، سلسلة رمضانية ارتأت جريدة “آشكاين” أن تسلط من خلالها الضوء على فئة من الأشخاص يضطرون إلى التخلي عن أعمالهم التي يزاولونها طوال السنة خلال شهر رمضان، سلسلة تحاول رصد واقع هذه الفئة خلال رمضان، وذلك من خلال شهادات حية.

هل يستوي الذين يَعْمَلون والذين لا يَعْمَلون؟

“في الحقيقة لا يمكن أن يستوي العامل مع العاطل عن العمل، ولا يُنظر للأجير صاحب المدخول الشهري، بنفس النظرة التي يُنظر بها للمعطل ذي الجيوب الفارغة، العامل المفروضة عليه البطالة في رمضان، لا يرقى لقيمة المستخدم كيفما كانت طبيعة عمله، أو ليس العمل مصدر المال؟ وما المال إلا قيمة المرء وكرامته، فإن غاب عنه شيء منه غُيبت كرامته و نال منه الذل والمهانة كل مُنال”، هذه أفكار حاول أن يبلغنا إياها أحد المشاركين في هذه السلسلة.

يستشهد نور الدين بالمثل الشعبي قائلا: “الراجل عيبو غير فجيبو”، يؤمن إيمانا جازما بهذه العبارة، مؤكدا لنا أنه دون عمله يصير حقا “عيبا”، وأن الفقر وحاجة الرجل إلى الآخرين هي عين “العار”، وهذا بالضبط مصير من لا يعمل في رمضان، خصوصا أولئك الذين ألفوا مدخولا شهريا يجيرون به أنفسهم من مضاء البأس وشدة الافتقار، أو من يُعتمد عليه ليعيل أهله وأسرته على احتمال أعباء الحياة.

وحتى الذين يعملون، يضيف نور الدين، لا يستوون، رغم عملهم في مجال مشترك، نحن لا نتلقى نفس الصفعة، و لا يصيبنا القدر نفسه، نذوق نحن من العذاب أشده، أما أصحاب الأعراس الفاخرة، والإحتفالات المهيبة، و أصحاب المقاولات الكبرى والشركات الضخمة، فلا أحد يشعر منهم بشيء من هذا الذي أُصَدِّعُ به رأسك.

يضيف صاحبنا حديثه، و الدم يزدحم في وجهه من شدة الغضب: “تختلف مداخيلنا من مشروع لآخر، أَوَ تظن أننا سواسية؟، لا، لا يستوي ماسح الأحذية مع الخراز، ومهما حقق الخراز من مداخيل، فحتما لن يصل إلى ثراء مدير شركة لصناعة الأحذية، كذلكم الحال بالنسبة لنا، لسنا جميعا في الهوى سوى”.

يشبه لنا نور الدين، فترة جلوسه في البيت دون عمل يلهيه عن ضجره بالأمكنة و مرور الأيام الثقال، بزمن الحجر الصحي، إبان فترة اجتياح فيروس كورونا العالم، يقول: “إنني أشعر، عندما أضطر إلى الجلوس في البيت دون عمل أو شأن أنصرف لقضائه، كالمريض الذي ألزمه مرضه الفراش، أو كما كنا جميعا خلال زمن فيروس كورونا”.

يُتبع…

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
12 أبريل 2023 21:51

الرجل عيبو إما في جيبو ولا في سليبو.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x