لماذا وإلى أين ؟

الـروائـي الحيرش: وزارة “بنسعيد” غير المثـقفة مسؤولـةٌ عن الثقــافة في الحُكومة المـغربية (حوار)

دوامـــة من الفضائح و سوء التسيير عرفتها وزارة بنسعيد خــلال الآونة الأخيرة، جعلت الشأن الثقافي بربوع المملكة يعاني من أسوء أيامه. وجهة الشمال ليست استثناءً، حيث لم يمر المعرض الجهوي للكتاب الذي نظم بمدينة القصر الكبير، الذي تشرف عليه وزارة الثقافة دون حضور الفضائح، حيث استنكر أحد الكُتّـــاب إقصاءه وإلغاء حفل توقيع كتابه من طرف جهات معينة، كما استنكر إقصاء كُتّــــاب الجهة من حضور وإحياء نشاط ثقافي خاص بالجهة.

وحول موضوع إقصاء الكتاب والفاعلين بالشأن الثقافي، من الأنشطة الثقافية المنظمة بالجهة، ارتأت “آشكاين” أن تستضيف في فقرة ضيف الأحد لهذا الأسبوع، كاتبا ينحدر من مدينة القصر الكبير بجهة الشمال، فاز بجائزة مرموقة قبل سنوات لكن دون تسجيل أي التفاتة نحوه ، لا من وزارة الثقافة ولا من أي من مندوبياتها الجهوية والإقليمية.

ضيفنا هذا الأسبوع، الروائي طه الحيرش، الفائز بجائزة كتارا للرواية العربية بالدوحة، في فئة الروايات غير المنشورة عن روايته “شجرة التفاح”، التي ترجمت للغتين الفرنسية والإنجليزية.

بداية، كيف يمكنك تقديم مسارك لقراء “آشكاين”؟

طه الحيرش، كاتب مغربي، حاز على جائزة كتارا للرواية العربية عن روايته “شجرة التفاح”.

حاز على الجائزة الأولى في الرواية التي تنظمها القناة الثانية دوزيم عن روايته “أزهار في تربة مالحة”. له رواية قيد الطبع بعنوان “بيليتيس”.

حاصل على دبلوم في كتابة السيناريو (روائي- وثائقي) من قناة الجزيرة. مؤسس جمعية “بصمات.كم” تعنى بالرواية البوليسية وتنشط داخل السجون المدنية بهدف تشجيع الشباب المعتقل على الابداع في مجال القصة والمسرح والرواية.

صدرت له مؤخرا رواية “ما تبقى من موتي”، هي الرواية الثالثة في سلسلة روايات متاهة الحروف بعد رواية “شجرة التفاح” ورواية “ملاك”.

طيب، لماذا يغيب طه الحيرش عن المواعيد الثقافية الوطنية والجهوية؟ هل هو غياب اختياري أم تغييب ؟

عن المواعيد الثقافية، جهوية كانت أو وطنية، لم يكن ذلك غيابا بقدر ما كان تغييبا، وربما أتجرأ فأقول إنه تغييب مقصود وإقصاء عن سبق إصرار و تخطيط، وهذا أمر لا يزعجني أو يقلقني، ماذا تنتظر من وزارة غير مثقفة مسؤولة عن الثقافة في حكومة مغربية؟

كما أنني لست الكاتب الوحيد أو الشاعر الوحيد الذي أقصي وغيب عن مواعيد ثقافية مهمة. هذه التصرفات اللامسؤولة هي “سيلفي” للمشهد الثقافي المغربي مع كامل الأسف.

لكن في المقابل، هذا التغييب المقصود والتجاهل الممنهج، له من الحسنات والمنافع ما قد ينسيك مثالب هذه الوزارة وسوء تدبيرها للشأن الثقافي، وكلنا على علم كيف تدار الأمور في الخفاء.

وكيف تقيم المشهد الثقافي بجهة الشمال؟

من تلك المنافع، أننا استطعنا تشكيل انطباع كاف عن هذه الوزارة المعنية بالثقافة وعن المؤسسات التي تفرخت عنها، وهو طبعا ليس انطباعا طيبا. كان لدينا أمل مع تعاقب الحكومات و تغيير الكراسي، أن تتغير الرؤى، وتتغير المفاهيم، لكن لا يوجد في القنافذ ما هو أملس، ولا تنتظر يوما زبدة من حليب الشجر.

ثاني هذه المنافع، هو أننا استطعنا كشف نفاق هؤلاء القنافذ، أقصد المسؤولين، فحين يأتيك تكريم أو استحقاق أو التفاتة من جهة خارج المغرب، فإن ذلك يرصد و يؤكد بالحجة الدامغة فساد مؤساساتنا التي مازالت تتعامل للأسف بعقلية معطوبة خربة.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x