2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
هل ستُـغيِّــر خـطوة الجزائر بعد زلزال الحوز مُستقبل علاقاتِها الدبلـوماسية مع المــغرب؟

ذكر بلاغٌ للرئاســـة الجزائرية يوم السبت الماضي، أن سلطات البلاد تتابع “ببالغ الأسى والحزن تداعيات الزلزال العنيف الذي أصاب عدة مناطق بالمملكة المغربية”، معلنة أنها “تتقدم بخالص التعازي وصادق المواساة لأسر الضحايا وللشعب المغربي الشقيق”، معربة عن استعدادها لتقديم “المساعدات الإنسانية وكل إمكانياتها المادية و البشرية تضامنا مع الشعب المغربي الشقيق، في حال طلب المغرب هذه المساعدة”، وأنها ستفـتح “مجالها الجوي أمام الرحلات الإنسانية و الطبية إلى المغرب”.
وبناء على الخطوة المذكورة و الصادرة عن سلطات الجارة الشرقية الجزائر يتساءل البعض هل ستكون لهذه الخطوة تأثير إيجابي على العلاقات الدبلوماسية والمقطوعة بين البلدين؟ أم هي مجرد مبادرة لرفع الحرج عليها و أنها لن تساهم في أي تطور إيجابي في مسار العلاقات بين البلدين الجارين؟
سلوك غير حضاري
تفاعلا مع ذلك، سجل الخبير العسكري والباحث في المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية، حسن سعود، أربع ملاحظات أساسية في خطوة سلطات الجزائر، تتمثل الأولى في عدم إشارة البلاغ الصادر عن رئاسة الجارة الشرقية إلى قيادة المملكة المغربية بخصوص واجب التعزية.
وقال سعودي في تصريح لـ”آشكاين”، لقد “إطلعت على مضمون الرسائل التي أرسلتها الجزائر إلى الصين و الولايات المتحدة الأمريكية على خلفية الكوارث الطبيعية التي شهدتها هذه البلدان، حيث تتم مخاطبة الدولة قبل التوجه إلى الشعب، لكن في رسالة التعزية الخاصة بالمغرب، تمت مخاطبة الشعب دون الإشارة إلى الدولة التي عمرت لأكثر من 14 قرنا، معتبرا أنه لا يمكن التفريق بين الشعب والدولة بالمملكة المغربية و مخاطبة الشعب كأن الدولة غير موجودة.

الملاحظة الثانية التي سجلها الخبير الإستراتيجي، تتعلق بإعلان الجزائر فتح مجالها الجوي أمام الرحلات الإنسانية والطبية إلى المغرب، حيث تساءل “لمن ستفتح هذه الأجواء التي إغلقت فقط في وجه الطيران المغربي؟”، مضيفا “هذه خطوة بدون معنى، وهؤلاء القوم لا يرجى منهم خير، فكيف لدولة عاجزة حتى عن إطفاء الحرائق أن تساعد المغرب في كارثة من قبيل الزلزال؟”.
وتتعلق الملاحظة الثالثة التي أوردها متحدث “آشكاين” بخصوص خطوة الرئاسة الجزائرية تجاه زلزال المغرب، بأن بلاغ التعزية الصادر عن رئاسة الجارة الشرقية موجه إلى الرأي العام الجزائري في الدرجة الأولى، ثم إلى الرأي العام الدولي لرفع الحرج على النظام الحاكم هناك، مبرزا أن إصدار بلاغ التعزية والمواساة بالصيغة والرسائل التي إطلعنا عليها هو سلوك غير حضاري.
وخلص سعود بالملاحظة الرابعة التي كشف من خلالها تناقض النظام القائم في الجزائر، مشيرا إلى أن هذه الأخيرة رفضت وسائل وإمكانيات متطورة قدمها لها المغرب من أجل الإسهام في إطفاء الحرائق المشتعلة في الجزائر، واليوم تعرب عن استعدادها للمساعدة في الزلزال، وهذا تناقض في خطاب و ممارسة النظام الجزائري.
الجزائر تلين موقفها
من جهة أخرى، يرى رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان محمد سالم عبد الفتاح، أن مثل هذه الكوارث التي عرفها المغرب قبل أيام، عادة ما تشكل فرصة و مبررا لتطبيع العلاقات وتسوية الخلافات بين الدول، خاصة أن الجوانب الإنسانية يمكن أن تشكل مدخلا لمعالجة مختلف القضايا السياسية، لكن فيما يتعلق بالحالة المغربية الجزائرية، فالوضع لم يخرج بعد من مربع القطيعة و قطع العلاقات.
ويرى عبد الفتاح في إفادته لصحيفة “آشكاين” الرقمية، أن هناك مجموعة من المؤشرات التي تؤكد تغير الموقف الجزائري، وإن لم يخرج عن دائرة القطيعة، فهو يتجه صوب خفض منسوب التوتر و التراجع عن لغة التصعيد على المستوى الرسمي، معتبرا أن تغيير وزير الخارجية رمطان العمامرة بأحمد عطاف من بين أهم المؤشرات التي تؤكد طرحه.

وقال رئيس المرصد الصحراوي للإعلام و حقوق الإنسان إن وزير الخارجية الحالي تعمد لغةً أقل تصعيدا عن سابقه و أكثر مهادنة، مضيفا أن الوساطات التي شهدتها القمة العربية المنعقدة بالجارة الشرقية أسهمت كذلك من جهتها في هذا المنحى الأقل توترا عن السابق، و جعلت الجزائر تلين موقفها نسبيا من أجل مشاركة المغرب في القمة المذكورة.
و يبرر متحدث “آشكاين” موقفه بأن الوساطات الدولية الأخرى من قبيل الولايات المتحدثة الأمريكية عبر استقبال وزير خارجية أمريكا نظيره الجــزائري و زيارة نائب مساعدة وزير الخارجية في شؤون الشرق الأدنى إلى الجارة الشرقية، أسهمت في تليين الموقف الجزائري تجاه المغرب نظرا للتحديات الأمنية بالمنطقة وصراعات القوى الدولية بها.
و خلص عبد الفتاح إلى التأكيد على أن هذه المؤشرات إلى جانب معطيات أخرى، جعلت الجزائر تلين موقفها تجاه المغرب ودفعتها للتفاعل مع المواقف الرزينة التي طالما أعلن عنها المغرب من خلال خطابات الملك محمد السادس.
الجزائر معربة عن استعدادها لتقديم “المساعدات الإنسانية للمغرب الشقيق.لمذا لم تقدم الجزائر المساعدة لشبان لدخلو مياهها الإقليمي بشكل خاطئ بالعكس قامت بإطلاق النار عليهم وقتلهم.الكبرنات لا يحبون المغاربة ولا يريدون مساعدتهم.كلامهم فقط لرفع الحرج عليهم امام العالم
الجزائر نظام لن يتغير إلا بزواله.