لماذا وإلى أين ؟

الغالي يرصدُ خلفيات الغضب الفرنسي من عدم اسْتجابة المغرب لطلبِ باريس تقْـديم مساعدات في زلزال الحوز

آثار عدم تفاعل الرباط مع رغبة باريس تقديم يد المساعدة، إثر الزلزال المدمر الذي خلف حصيلة ثقيلة من القتلى والجرحى، (أثار) حفيظة دوائر فرنسية، ظهر جليا عبر العديد من التقارير الإعلامية المحلية التي خصصت حيزا مهما لهذه القضية.

وذهبت تقارير إعلام فرنسية أبعد من ذلك، حين ربطت عدم استجابة المغرب لطلب الإغاثة، إلى وجود أزمة دبلوماسية بين البلدين.

ورغم أن المغرب قبل المساعدات إلى حدود صباح الثلاثاء 12 شتنبر، من أربع دول فقط، و هي إسبانيا و قطر و المملكة المتحدة والإمارات دون غيرها، وذلك “وفق تقييم دقيق الاحتياجات”، حسب بلاغ لوزارة الداخلية، إلا أن الجدل تمحور حول فرنسا دون غيرها من الدول الأخرى، التي رحبت بقرار السلطات المغربية، مبدية رغبتها في تقديم المساعدة متى احتاجت المملكة إلى ذلك.

في هذا الصدد، قال الدكتور محمد الغالي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش، إن المغرب “لم يرفض ولم يطلب أي مساعدات من أي جهة كيفما كانت”.

وأوضح ذات الخبير في العلاقات الدولية، ضمن تصريح لجريدة “آشكاين”، أن المملكة المغربية “قادرة على أن تجابه كل المخاطر” عقب فاجعة الزلزال المدمر التي لحق بها.

وشدد الغالي على أن المغرب “لم يتسرع”، حيث كانت هناك جلسة عمل ترأسها الملك والتي تم بموجبها تحديد خارطة الطريق لكيفية “التعامل مع المنحة”.

وأكد أن الملك، قدم خلال نهاية جلسة العمل التي عقدت، “شكره الجزيل لعدد من الدول الصديقة والشقيقة التي عبرت عن تضامنها مع الشعب المغربي في هذا الظرف، حيث أبدت العديد منها استعدادها لتقديم المساعدة في هاته الظروف الاستثنائية.”

وأبرز أن المغرب أكد على وجوب تقييم الوضع لتحديد الحاجيات، مبرزا أن هناك ما تستطيع المملكة القيام به، وحتى وإن كانت هناك مساعدة من الدول الشقيقة والصديقة، فيجب أن تكون نوعية و ذات قيمة مضافة.

في سياق متصل، كشف الغالي أن الطرف الفرنسي “لم يستوعب جيدا أن المغرب بلد ذو سيادة قادر على إدارة وتدبير أموره”، مؤكدا أن الرباط هي من “تحدد طبيعة المساعدات التي تحتاجها وليس الطرف الآخر من يفرض طبيعتها”.

وأبرز أن المغرب طرح المسألة بأسلوب سلس، في حين أن الدول التي فهمت الرسالة الملكية، فهي قدمت مساعدات نوعية من خلال فرق بحث و إنقاذ و آليات جد متطورة، كما الشأن بالنسبة لدولة الإمارات و قطر و السعودية و إسبانيا.

وأشار المتحدث إلى أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لم ينزعج من الخطاب المغربي، بل عبر عن تضامنه و بأن الولايات المتحدة الأمريكية مستعدة لتقديم أشكال الدعم التي تحتاجها المملكة.

ودعا الغالي فرنسا بأن تغير من منطق رؤيتها للمملكة المغربية، فليست هي من “يفرض الشكل و لا نمط المساعدة”، بل يجب أن “تخضع” لخريطة الطريق التي حددتها جلسة العمل التي ترأسها الملك و بلاغ الديوان الملكي في هذا الصدد، وأيضا الاجراءات التي قامت بها الحكومة لتفعيل وتنزيل مخرجاتها.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x