2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

تداولت وسائل إعلام وطنية ودولية تصريحا منسوبا لوزير العدل، عبد اللطيف وهبي، يرحب فيه بعرض الجزائر تقديم مساعدات للتخفيف من آثار الزلزال الذي ضرب مناطق بالمملكة، الجمعة، وأسفر عن مقتل و إصابة آلاف.
وحسب ما نقلته قناة العربية في نشرتها الإخبارية (الخامسة) يوم 11 شتنبر الجاري، فقد قال وهبي: “نرحب بالمساعدات الجزائرية لكن بالتنسيق مع وزارة الخارجية”.
تصريحات وهبي بخصوص الترحيب بالمساعدات الجزائرية انتشرت كالنار في الهشيم، وخلفت ردود فعل متباينة، أغلبها انتقدت وهبي ولامته على إعطاء تصريحات في موضوع بعيد كل البعد عن مجال اختصاصه أو القطاع الذي يشرف عليه، أي موضوع العلاقات الخارجية وخاصة مع الجارة الجزائر التي اتخذت مجموعة من الخطوات العدائية تُجاه المغرب، من قطعٍ للعلاقات الدبلوماسية وإغلاقٍ للمجال الجوي في وجه الطائرات الطائرات المغربية، فضلا عن الإقدام على اغتيال شبان مغاربة بالحدود البحرية.
رد جزائري رسمي مع تصريحات وهبي
ما إن تم تداول التصريحات المنسوبة لوهبي، حتى سارعت وكالة الأنباء الرسمية لنشر قصاصة مفادها أن “الجزائر خصصت 3 طائرات لنقل فريق إنقاذ يضم 93 فردا فضلا عن مساعدات إنسانية إلى المغرب، بعد الزلزال المدمر الذي وقع الجمعة وأودى بحياة نحو 2862 شخص، وذلك بانتظار الضوء الأخضر من المملكة”.
وقالت الوكالة الجزائرية، أمس الإثنين: “بعد إعلان وزير العدل المغربي قبول المساعدات الجزائرية، أمرت السلطات الجزائرية بتخصيص 3 طائرات للتوجه إلى المغرب”.
وأضافت “خصصت 2 من الطائرات لشحن الأدوية والأفرشة والخيم والمواد الغذائية، فيما ستقل الثالثة عناصر فريق التدخل بكل عتادهم من تجهيزات وكلاب مدربة على البحث والإنقاذ”.
تصريحات خطيرة جدا
تصريحات وحبي فجرت سيلا من التعاليق عبر منصات التواصل الاجتماعي، جلها منتقدة لما قاله.
من بين المتفاعلين، وبحدة، مع تصريحات وهبي، عبد الرحيم المنار اسليمي، رئيس المركز الأطلسي للدراسات الإستراتيجية والتحليل الأمني، والذي اعتبر أن هذه التصريحات “خطيرة جدا”، وأنه ” مطلوب من رئيس الحكومة أن يتدخل للتنبيه لخطورة ما يدلي به وزير في حكومته”.
متسائلا، ” هل أصبح وزير العدل وزيرا فوق كل الوزارات؟، ماهي الصفة التي يصرح بها لقناة العربية بكونه يقبل المساعدات الجزائرية؟”
وتابع اسليمي، منتقدا المسؤول الحكومي والأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، وهبي: “هل يعرف وزير العدل الدلالات السيكولوجية لبيان الجزائر أم لا ؟ هل يعرف أن هناك تواطؤاً إعلاميا فرنسيا جزائريا؟ هل يتابع وزير العدل سلوكيات النظام العسكري منذ حدث فاجعة الزلزال ؟ ألم يخبروه أن النظام العسكري احتفل بفرقة موسيقية على الحدود ساعات قليلة بعد ضربة الزلزال ؟ ألم يخبره أحد أن بعض وسائل التواصل الاجتماعي الجزائرية أطلقت فيها الزغاريد احتفالا بفاجعة المغاربة ؟”.
كما تساءل ذات المتحدث، عبر تدوينة فيسبوكية، مع وزير العدل حول “خطورة تصريحه لما قال: نطالب المواطنين بعدم الاقتراب من المباني القديمة جنوب البلاد، في وقت تقول فيه برقية تعزية الرئيس بوتين مايلي : ..الزلزال المدمر الذي ضرب المناطق الوسطى من بلادكم..”، مضيفا، “هل لازالت أقاليم الحوز و تارودانت ومحيطهما هي الأقاليم الجنوبية جغرافيا بعد استرجاع أقاليمنا الجنوبية ؟
انتقاد تصريح وهبي.. سلوك يقطر انتهازية وسادية !
“ليس دفاعا عن وهبي ولا ضدا في الجزائر، ولكننا إذا كنا سنتابع فاجعة الزلزال بالتعليق والنقد والمساءلة، فيبنبغي لنا أن نكون منصفين ومنسجمين مع أنفسنا”، يقول الصحافي مدير نشر يومية أخبار اليوم، المتوقفة عن الصدور، يونس مسكين.
وأضاف مسكين “أولا وهبي لم يقل إن المغرب وافق على استقبال المساعدات الجزائرية، بل قال كلاما دبلوماسيا عاما لا نتصور أن يقول رجل دولة كلاما غيره”. معتبرا أنه في جميع الأحوال، “الإخوة الذين يحكمون في الجزائر لا يحتاجون إلى تصريح ولا نصف تصريح للإقدام على الحماقات، ولو كانت النية حسنة والمشاعر صادقة فعلا، لبادرت الجزائر إلى رفع القطيعة الدبلوماسية المعلنة من طرف واحد، والتي تجعل سفارتي البلدين في عاصمتيهما، خارج الخدمة”.
وتابع “ما يهمي هنا أكثر هو شجاعة تسجيل الإيجابي مثلما نحرص على تسجيل السلبيات ونقدها”، مبرزا في تدوينة فيسبوكية أن عبد اللطيف وهبي، “وبصرف النظر عن مواقف كل منا منه ومن اختياراته السياسية ومواقفه وكيفية تدبيره لبعض الملفات، كمثل ملف مباراة المحاماة، كان الفاعل السياسي شبه الوحيد، الذي كسر جدار الصمت والانسحاب الجماعي من المشهد العام، وخرج في تصريحات للصحافة وقام بزيارة ميدانية إلى منطقة الزلزال….”، حسب صاحب التدوينة.
ويردف متسائلا : “يقوم (وهبي) بحملة انتخابية أو يزايد أو لا أعرف ماذا، ما هي السياسة وماذا ستكون المسؤولية العمومية إن لم تكن هي الخروج إلى الناس والنزول إلى الميدان في لحظات الأزمة والمعاناة؟!”
“علينا أن ننتبه إلى سلوكنا وخطابنا نحن أيضا كمجتمع”، يقول مسكين ويضيف: “لا يمكن أن نطالب السياسيين بالحديث والظهور والمشاركة، وما إن يطل علينا أحدهم حتى نهجم عليه ونحاول اقتياده نحو مذبح السلطة ونطالب برأسه وجلده وكوارعه. لا يمكن أن نسكت على هذا السلوك الذي يقطر انتهازية وسادية الذي عبر عنه البعض عندما قدمت الجزائر مسرحيتها، فراح بعضنا يجز رأس وهبي (رمزيا) ويعلقه على أبواب الأزمة”.
ويؤكد مسكين أنه “للرجل (وهبي) شرف المحاولة وكسر وهم الأعراف العتيقة وتقديمه الدليل على أن أحدا لا يصدر أوامر ولا تعليمات للوزراء بعدم الظهور لحظة الكوارث، وألا وجود لقاعدة تلزم بترك الملك وحده في صدارة المشهد، حاول وساهم، وقد يصيب وقد يخطئ، لكن علينا أن نتحلى بقدر من الإنصاف إذا كنا فعلا صادقين في المطالبة بطبقة سياسية قريبة ومتفاعلة”.
نفي مجهول
خلافا لتصريحاته التي صبت الزيت على العلاقات الجزائرية المغربية المتوترة، اختار وهبي هذه المرة نفي تلك التصريحات من وراء حجاب. وبهذا الخصوص نقلت منابر إعلامية وطنية، عن مصدر مجهول، قالت إنه مقرب من وزير العدل، عبد اللطيف وهبي، نفيه للتصريحات المنسوبة إليه بخصوص ترحيب المغرب بالمساعدات المقترحة من لدن الجزائر.
المصدر المقرب من وهبي قال في تصريحات متطابقة، إن تصريحات الوزير “تعرضت لتشويه كامل”، نافيا أي تواصل بينه (الوزير) وبين أي مسؤول جزائري بخصوص عرض المساعدة”، و أن “صلاحياته الحكومية لا تسمح له في الأصل، بأي تدخل في مجال خاص بوزارة الخارجية”.
دقة تابعة دقة وشكون يحد وهبي
هي ليست المرة الأولى التي يثير فيها وهبي جدلا واسعا بعد إطلاقه لتصريحات غير محسوبة، فهذا السياسي هو نفسه الذي خرج خلال فترة الحملة الانتخابية ليدلي بتصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية بكون المال الانتخابي يغرق المغرب ويتهم خصمه السابق، حزب التجمع الوطني للأحرار بإرشاء الناخبين، قبل أن يعود ليتحالف مع نفس الحزب بعد أيام فقط من هذا التصريح الذي نشر الغسيل الداخلي للخارج.
كما أن وهبي، ومنذ توليه حقيبته الوزارية، وهو في صدامات مع كل الهيئات المهنية بالقطاع الذي يشرف عليه، من قضاة ومحامين وكتاب ضبط وعدول وموثقين… قبل أن يصدم بفقراء المغرب بتصريح وصف بـ”المتعجرف والحكار للمغاربة، والمبخس لمجهودات التعليم العالي في المغرب”، عندما تباهى بكونه غني وقرا ولدو في كندا وماشي فالمغرب !!!
لكن تصريحات وهبي هذي المرة، وسقوطه في فخ سؤال صحفي ذكي، غير كل التصريحات، فالرجل ترامى على مجال محفوظ للملك، وتحدث في علاقات دولية لا دخل له فيها، والأكثر، منحه، بتصريحاته، فرصة للجار الشرقية من أجل إحراج الدبلوماسية المغربية، وإظهار المملكة المغربية على أنها هي الرافضة لأي تقارب جزائري مغربي، وذلك برفض الاستجابة لتقديم مساعدات في كارثة إنسانية !!
فهل ستكون خرجة وهبي هاته هي الضربة القاضية التي ستخرجه من نافذة التشكيلة الحكومية وتحالُف الأغلبية؟
وهبي كان يجب ان يكون خارج الحكومة من زمان اصلا وجوده بها كان خطءا من البداية مثله مثل الكثير هذا من جهة من جهة أخرى نزوله للميدان فهو نائب عن المنطقة ومن الواجب عليه ان يكون قريب من الساكنة وقد سبقه الى ذلك فاطمة المنصوري عمدة مراكش بصفتها هاته وليس بصفتها الوزارية