

أورد عبد الله البقالي، رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، أن فرنسا أحست بالإهانة بعدما غابت عن لائحة الدول الأربع (قطر والإمارات وإسبانيا و بريطانيا) التي قبلها المغرب من أجل مـــدِّ يد المساعدة على خلفية الزلزال الذي ضرب الحوز في 8 شتنبر الجاري.
وأوضح البقالي خلال استضافته في برنامج “آشكاين مع هشام” أن فرنسا لم تسْتسغ الأمر، لأنها تعتبر نفسها قوة عظمى، مشيرا إلى أنها تتعامل مع المغرب وكأنه لا يزال مستعمرة تابعة له، متناسية أن الأخير بلد ذو سيادة.
وأضاف المتحدث ” قضية المساعدات الدولية قضية بالغة التعقيد، عكس ما يعتقده البعض، إذ هناك شركات دولية تنتهز الكارثة وتستثمرها في الترويج لسلاحها و منتوجاتها، وهناك شركات للأدوية تستغل الكوارث لتجريب أنواع من أدويتها وهناك أوساط تعتمد أساليب السمسرة والوساطة في المتاجرة بمآسي الشعوب”.
وبالتالي، يوضح البقالي، من المفروض والواجب أن تحتاط الدولة في التعامل مع المساعدات الدولية، الملغومة وغير الملغومة منها، من أجل الحفاظ على سلامة شعبها، مبرزا “هناك بعض الدول تستخدم المساعدات الدولية بمنطق سياسي واضح ومن حق الدولة المعنية بالكارثة أن ترفض توظيف الحسابات السياسية في المساعدات الدولية”.
وتابع “وهناك دول تتعامل بمفهوم المنة والاستجداء، وهو مس بكرامة الشعوب والدول، ومن حق الدولة المعنية بالأمر أن تدقق في خلفية هذه العروض”، مؤكدا أن ما أقدمت عليه الحكومة المغربية يدخل في صلب اختصاصها”.
“التعامل في المساعدات الدولية يدخل في إطار مفهوم السيادة، وإذا كان لجهة و دولة لا تزال تعتقد أن المغرب لا يزال مستعمرة تابعة له، فهي لها عقلية متخلفة، علما أن المغرب لم يرفض العرض الفرنسي لأن لديه 60 طلب و أكثر من 100 طلب ما بين الدول والمنظمات الدولية في صدد التدقيق”، يردف البقالي.
وأعرب المتحدث عن استغرابه من توجيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لخطاب مباشر للمغاربة في خرق تام ل للأعراف الدبلوماسية، موردا قوله “أستغرب بشدة، بحيث لأول مرة أسمع و أرى رئيس دولة يوجه خطابا مباشرا لشعب آخر، هذا تصرف مشين يقلل من حجم و تاريخ وعظمة فرنسا ويضعفها، ويجب أن يدرس هذا الخطاب في مواد العلاقات الدولية”.
يذكر أن ماكرون، نشر مقطع فيديو عبر منصة إكس (تويتر سابقا)، والذي أشعل الجدل وأثار موجة استياء واسعة في الأوساط المغربية الأسبوع الماضي، إذ اعتبره كُــثر “حنينا إلى الحقبة الاستعمارية”.
جاء هذا الخطاب، في أعقاب عدم موافقة المملكة المغربية إلا على أربع طلبات رسمية للمساعدة في جهود الإنقاذ بعد الزلزال، حيث تضمن خطاب ماكرون رسائل تفيد أن فرنسا مستعدة للمساعدة، وأن المغرب هو الذي لم يؤشر على ذلك، كما أنه سجل بطريقة محتشمة أن المغرب بلد سيادي و له الحق في إخضاع اختياراته لسيادته هذه.
وكانت وزيرة الخارجية الفرنسية، كاثرين كولونا، قد أعلنت في حديث لإحدى القنوات الإخبارية، عن برمجة زيارة للرئيس ماكرون إلى المغرب، بدعوة من الملك محمد السادس.
وهو الأمر الذي لم يتأخر المغرب في الرد عليه، بحيث أفاد مصدر حكومي رسمي مغربي بأن زيارة الرئيس الفرنسي، للمغرب “ليست مدرجة في جدول الأعمال ولا مبرمجة”.
وعبر المصدر الحكومي الرسمي ذاته عن استغرابه لكون وزيرة الخارجية الفرنسية اتخذت “هذه المبادرة أحادية الجانب ومنحت لنفسها حرية إصدار إعلان غير متشاور بشأنه بخصوص استحقاق ثنائي هام”.