لماذا وإلى أين ؟

من يكون أمير عبدو صانع “المعجزة” الموريتانية؟

ببرودة أعصابه وابتسامته المعهودة، رد مدرب المنتخب الموريتاني لكرة القدم، أمير عبدو، الاثنين، على أسئلة عدد من الإعلاميين الذين قلل بعضهم من احتمال بلوغ موريتانيا ثمن نهائي “الكان”، مؤكدا أن فريقه “سيفعل المستحيل للتأهل إلى الدور القادم”.

وكذلك كان، انتفض “المرابطون” في مباراتهم أول أمس ضد المنتخب الجزائري وحسموا بطاقة التأهل إلى الدور المقبل من المنافسات بهدف وحيد وقعه اللاعب محمد ديلاهي يالي في الدقيقة 37.

وبهذا الفوز تتأهل موريتانيا إلى الدور المقبل لاحتلالها المركز الثالث في مجموعتها، وتضرب موعدا مع منتخب الرأس الأخضر في دور الثمن، بينما تغادر الجزائر، بطلة نسخة 2019، المنافسات في المركز الرابع برصيد نقطتين.

فمن يكون أمير عبدو، المدرب الشهير باسم “سيميوني أفريقيا”؟

ولد أمير عبدو (51 عاما) في الثامن من يوليو عام 1972 في مدينة مرسيليا جنوب فرنسا، وعلى خلاف بعض كبار المدربين في القارة الأفريقية لم يحترف عبدو كرة القدم ولم تتسابق كبار الاندية الفرنسية للحصول على خدماته.

يمكن تصنيف القمري الحامل للجنسية الفرنسية ضمن مدربي كرة القدم المغمورين، فحتى موقع “ترانسفر ماركيت”، الرائد في تقييم وتتبع مسار اللاعبين والمدربين لم يتضمن أي معطيات توضح مسار هذا الرجل قبل تدريب نادي أوجين الفرنسي، أحد الأندية الممارسة في الأقسام الدنيا الفرنسية عام 2010.

وفي عام 2012 انتقل عبدو لتدريب نادي غولفيش سانت بول وهو أيضا من الأندية الصغيرة في فرنسا المنافسة في الدوريات المحلية الصغيرة واستمر في الإشراف على النادي إلى حدود يناير عام 2014 حين عين رسميا مدربا لمنتخب جزر القمر.

مرحلة البناء

لم تكن مسيرة عبدو على رأس الإدارة التقنية لمنتخب بلاده سهلة، إذ لم تكن رياضة كرة القدم شعبية في أرخبيل هذه الجزر الواقعة في عمق المحيط الهندي والبالغ عدد سكانها نحو 900 ألف نسمة.

ووصف عبدو في تصريحات صحافية الأيام الأولى لإشرافه على تدريب منتخب بلاده بـ”الصعبة”، لافتا إلى أنه قضى ليال دون نوم يفكر في وصفة سحرية لإيجاد مكان لمنتخب بلاده وسط كبار منتخبات القارة.

في هذا السياق، ذكر القمري أنه وجد صعوبات مادية لتأمين مباريات المنتخب، حتى أنه كان يدفع من ماله جيبه لإقامة مباريات وإعداد منتخبه للمنافسات القارية.

إلى جانب ذلك، كان عبدو يسافر من حين لآخر إلى فرنسا لإقناع اللاعبين هناك من أصول قمرية للانضمام إلى المنتخب، وقال في هذا السياق إنه وجد صعوبات لإقناع الكثير منهم.

ومع توالي الأشهر والسنوات، نجح عبدو في زرع الحماس في لاعبيه وفي تحبيب لعبة كرة القدم لمواطنيه، وانتقل تصنيف جزر القمر من المركز 193 عالميا عام 2014 إلى المركز 127 في تصنيف “الفيفا” بحلول نهاية عام 2017.

التنافس على الكان

فشل عبدو في انتزاع بطاقة التأهل رفقة بلاده إلى نهائيات كأس إفريقيا عام 2017، كما فشل في التأهل إلى النهائيات نفسها عام 2019، لكنه واصل مع ذلك العمل مع منتخب بلاده مستعينا بحماسه وبجديد فن التدريب.

كان عبدو يعتمد في إعداد منتخب بلاده على أساليب مختلفة في التدريب كتحليل الفيديو، وهي تقنية كانت إلى وقت قريب مقتصرة على المنتخبات والأندية الأوروبية.

وفي عام 2021، قاد القمر منتخب بلاده إلى التأهل إلى “الكان” لأول مرة في تاريخه، بل صنع انجازا تاريخيا آخر حين تمكن القمريون من انتزاع بطاقة التأهل إلى الدور الثاني من المنافسات.

المرابطون

موازاة مع إشرافه على منتخب بلاده، كان القمري يشرف أيضا على تدريب نادي أفسي نواذيبو منذ عام 2020، وحقق مع النادي البرتقالي بطولة الدوري المحلي الموريتاني أشهر بعد تعيينه.

وفي مارس عام 2022، أعلنت الاتحادية الموريتانية لكرة القدم، إقالة ديدييه غوميز من تدريب المنتخب الأول، وتعيين عبدو خلفا له.

وقالت في بيان حينها إن تعيين عبدو يندرج ضمن “إجراءات فورية” لإعادة تأهيل وهيكلة كرة القدم في البلاد، خاصة وأن المدرب الأول ودع منافسات كأس إفريقيا بـ3 هزائم ودون تسجيل أي أهداف.

يشتهر عبدو بخطته 4.4.2 وبالاعتماد على دفاع المنطقة وعلى الهجمات المرتدة السريعة، وهو أسلوب شبيه بأسلوب الأرجنتيني دييغو سيميوني، مدرب نادي أتلتيكو مدريد الإسباني.

وفي حوار مع موقع الاتحاد الإفريقي لكرة القدم شهر أكتوبر الماضي، عبر أمير عبدو عن سعادته بالإشراف على المنتخب الموريتاني، واعدا حينها بتحقيق نتائج جيدة في نهائيات كأس أفريقيا.

وقال حينها “ستكون هذه ثالث مشاركة لموريتانيا في كأس أمم إفريقيا (…) سيكون لموريتانيا مستقبل رائع. يجب علينا الآن أن نظل ثابتين، ونشارك في منافسة كأس أمم إفريقيا للمرة الثالثة، وعلينا أن نواصل العمل لنشارك للمرة الرابعة والخامسة وما إلى ذلك. ويجب أن تواصل موريتانيا تنفيذ مشاريعها. لقد حققنا هدفا واحدا، ويجب أن نواصل تحقيق أهداف أخرى”.

وتابع معلقا على الخبرة الذي راكمها في السنوات الأخيرة “لقد تراجعت خطوة كبيرة إلى الوراء. لقد تعلمت الكثير من جزر القمر وهذا خدمني. الآن أنا أكثر صرامة في ما أريد القيام به الآن، في الإدارة وفي العلاقة التي يمكنني أن أقيمها مع اللاعبين”.

عن أصوات مغاربية

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

2 1 صوت
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

2 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
نصرالله حسن
المعلق(ة)
27 يناير 2024 15:44

توفيق لي مملكة مغربية كأس لنا ان شاءالله

Nasser
المعلق(ة)
25 يناير 2024 19:42

Ce déferlement de haine vis à vis de l’Algérie me laisse sans voix.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x