2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
ضدا على القيم النبيلة التي من المفترض أن ترافقها، تحولت لعبة كرة القدم إلى ميدان لانتاج الحقد والكراهية وتكريس العنصرية.
على المستوى الوطني صارت اللعبة التي يعشقها الملايين، مجالا للعراك والعنف وإحداث الشغب والفوضى، بعد أن كانت تنتج الفرجة والمتعة.
هذه المتغيرات السلبية، لا تقتصر فقط على المغرب، فهناك ما هو أفضع في أوروبا التي تحولت ملاعبها إلى وسيلة لإنتاج العنصرية، أما على المستوى الإقليمي فأصبحت العداوة والحقد والضغينة، منتشرة بين الشعوب بسبب لعبة إسمها كرة القدم.
للوقوف حول أسباب هذه الظاهرة وبعض الحلول الممكنة، أجرت جريدة “آشكاين” ضمن فقرة ” ضيف السبت”، حوارا من ثلاثة أسئلة، مع المحلل الرياضي والاعلامي المغربي، هشام رمرم، هذا نصه:
– لماذا تحولت كرة القدم عموماً من لعبة للم شمل الشعوب إلى مصدر لإنتاج الحقد والتفرقة؟
هناك العديد من الدراسات في مجموعة من الميادين، تشير إلى أن ما يميز المجتمع هو ظاهرة الانتماء، أنا انتمي إلى فريق إلى منتخب إلى كذا…، ويخلق هذا الانتماء بالضرورة كون الآخر لديه بدوره انتماء، ما يخلق اصطداما بين الانتماءات، ولكن هذا لا يعني اللجوء إلى العنف أو رفض الآخر، وهو ما يقع حالياً إذ هناك فئات ترفض الآخر وتتعصب لانتائمهم. والرياضة أججت هذا الوضع عبر الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي. هناك أيضاً من يستغل المسألة سياسيا ليربي الحقد وسط الناس.
_ ما هي الحلول التي تراها مناسبة لهذه الظاهرة؟
في نظري الحلول تكمن في تربية الأجيال القادمة على ثقافة القبول بالآخر بغض النظر عن الاختلاف في الانتماء. ويبدأ الوضع من الأمور البسيطة والصغيرة، سواء الانتماء الايديولوجي او أي انتماء معين حزبيا كان أو ثقافي أو رياضي، ويجب أن تركز التربية على أن الاخر من حقه كذلك التواجد مهما اختلفنا معه في هذا الانتماء. من حقنا أن يكون هناك اختلاف لكن بعيداً عن العنف وألا يكون الدافع هو الاقصاء.
هل ترون أن المقاربة العقابية الممنهجة حالياً لمواجهة الظاهرة فعالة؟
يتم معالجة المشكل حين يصل مداه إلى ممارسة العنف، ومن الطبيعي حينها أن تتدخل السلطة الأمنية والقضائية، إذ لن يقف متفرجا في ظل وجود العنف الذي يتطلب بالضرورة التدخل، وستطال مؤاخذات الجهازين اذا لم يتدخلا، من قبل الجميع.
الغائب الأكبر لمواجهة الظاهرة هي المقاربة الإجتماعية والتربوية والنفسية، وهي التي تحدثث عنها سابقا، وهناك من يفرغ احباطاته داخل المجتمع من خلال انتمائه الرياضي.
هذا الوضع لا يتعلق فقط بالمغرب بل بشكل عام، لأن الرياضة فيها التنافس ومنطق الربح والعواطف، لذلك تتحول إلى مجال لتفريغ ما هو محبط في الفرد اجتماعيا واقتصاديا وسياسياً، فالرياضة صارت حاضنة لتفريغ هذه الاحباطات.
أما الحل فهو نفسي اجتماعي تربوي، وعلى كل المؤسسات ان تقوم بدورها بدءا من المدرسة، العائلة، وجميع المؤسسات الأخرى، ويكون دورها مستقبلا هو تربية الأجيال على الاختلاف وقبول الآخر، وأن رفض الآخر لا يعني إقصائه، وأن الانتماء يربي فقط رغبة شخصية داخلية.
ما يقال عن الكرة والرياضة بصفة عامة من كونها تخلق العداءات وتنمي الحقد على الآخر، ليس بصحيح 100%، وإنما يتوقف على توظيف الرياضة وكرة القدم بشكل خاص توظيفا سياسيا كما تعود البعض ان يوظف الدين واللون او العرق اواللغة لنفس الاهداف العدائية ،لكن ونحن اليوم في خظم الاحتفال بكاس افريقيا نرى كيف خلق الحدث تقاربا بين شعوب لم تكن تعرف بعضها عن قرب وكيف التحم الجميع في جو من الفرحة والاستمتاع والاكتشاف المتبادل للثقافة والطبخ والموسيقى، وكيف تم انضاج شعور متبادل بالانتماء لافريقيا بين انصار الفرق ، وقد ظهر هذا في في التعاطي الملفت مع انتصار المغرب في كاس العالم وظهر حاليا في تحقيق تاهل الكوط ديفوار على يد المغرب، لكن هذا التفاعل الرائع اظهر سلبية اخرى وهي الكشف عن سلوك متخلف عند مناصرين اخرين ينظرون الى دول الجنوب بنوع من الدونية والاحتقار تكمن في تشبعهم بثقافة انطوائية مستلبة تقوم على هوية منغلقة متعالية ومركزية لا ترى في من يخالفها إلا مصدرا للشر والبؤس، لذالك فالمشكل لا يمكن في الرياضة بحد داتها بل في توظيفها والخلفية الثقافية التي نرى بها الاشياء.