2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
فوز ولد الغزواني بولاية ثانية في ظل مستجدات مؤثرة سيكون لصالح المغرب (الشيات)

حسم الرئيس المنتهية ولايته، محمد ولد الشيخ الغزواني، الشوط الأول من الانتخابات الرئاسية الموريتانية، لصالحه، متصدرا النتائج التي أعلنت عنها الجهات الرسمية المختصة.
وأعلنت اللجنة الوطنية للإنتخابات الرئاسية الموريتانية، اكتمال فرز نتائج تصويت الإنتخابات الرئاسية التي شهدتها موريتانيا، يوم السبت 29 يونيو 2024، وفوز المترشح محمد ولد الشيخ الغزواني بنسبة 56.12 بالمائة من أصوات الناخبين بالبلاد.
وعلى ضوء ذلك، يرتقب تنصيب ولد الغزواني رئيسا للبلاد لولاية ثانية وأخيرة طبقا للدستور الموريتاني، وهو ما جعل متابعي الشأن السياسي المغاربي يتساءلون عما إن كان فوز ولد الغزواني سيقود موريتانيا إلى الخروج مما تصفه بـ”الحياد الإيجابي” في ملف الصحراء المغربية، وتغيير موقفها لصالح المغرب كما فعلت دول أخرى.
وفي هذا السياق، أوضح أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، خالد الشيات، أن “إعادة انتخاب ولد الغزواني على رأس الرئاسة الموريتانية، سيكون استمرارا لنفس النهج الذي كان سابقا، وهناك احتمالية كبيرة لتبني سياسة مماثلة للتي كان يقوم بها ولد الغزواني، على مستويات اقتصادية واجتماعية وعلى مستوى السياسات الداخلية”.

ولفت الشيات الانتباه، في حديثه لـ”آشكاين”، إلى “وجود معطيات مؤثرة في السياسات الموريتانية، وتتعلق باستخراج وتسويق البترول، في الحقول الخاصة أو تلك المشتركة مع السنغال، مما يضمن موارد مالية جديدة، وهي الموارد التي تعد موريتانيا في حاجة ماسة إليها، ما يجعلها قادرة على عدم الارتهان بالمقررات الخارجية والاستقلالية في اتخاذ القرارات”.
ويرى الخبير في العلاقات الدولية، أن “هذه المرحلة ستتسم بقدرة موريتانيا على التخلص من وصاية الكثير من الدول، خاصة دول الجوار، وعلى رأسها الجزائر التي تتعامل مع موريتانيا على أنها حديقة خلفية لها، وتريد أن تفرض عليها نمطا اقتصادية وتجاريا للتحكم بالمقدرات الموريتانية”.
ونبه إلى أن “ما سيحسم الموقف في قادم الأيام، هو الطريقة التي ستختار بها موريتانيا على المستوى الاستراتيجي، وما إن كانت ستبقى في نفس النهج مع الجزائر التي تريدها أن تلعب دورا مؤقتا في نزاعها مع المغرب، أم ستنخرط في التوجهات المغربية، الأطلسية خاصة، مما يعني أنها ستكون قوة اقتصادية، مع قدرتها على تسويق الغاز والبترول الموريتاني”.
وخلص إلى أن “البنية الموريتانية الجديدة سيكون فيها تحول طفيف لصالح المغرب، بشكل تدريجي وصغير، لكن ليست في اختيارات سياسية نهائية، إذ ستكون هناك تحولات تستطيع من خلالها موريتانيا أن تستشف السياسة المناسبة فيما يتعلق بالتوازن بين المغرب وموريتانيا، وعدم الانسياق نحو اتجاه دون آخر، والبقاء على نفس اللعبة، بتقارب أكبر مع المغرب باعتباره يستجيب للخطة والتطلعات الاستراتيجية الموريتانية”.