لماذا وإلى أين ؟

إستقبال موريتانيا لزعيم البوليساريو لا يؤثر على قضية الصحراء سياسيا (معتضد)

في خطوة سيكون لها ما بعدها على المستوى السياسي، استقبلت السلطات الموريتانية زعيم حركة البوليساريو الإنفصالية؛ إبراهيم غالي، لحضور احتفالات تنصيب الرئيس محمد الغزواني الذي انتخب لقيادة الجمهورية لولاية ثانية.

وخلال استقبال وفود ورؤساء الدول الذين حلوا بموريتانيا لحضور مراسيم تنصيب الرئيس الجديد (القديم)، كان زعيم جبهة البوليساريو الإنفصالية إبراهيم غالي، الذي انتقل بطائرة الرئاسة الجزائرية، من بين الذين تم استقبالهم من طرف الوزير الأول الموريتاني محمد ولد بلال مسعود.

تفاعلا مع ذلك، يرى الخبير في الشؤون السياسية و الإستراتيجية هشام معتضد، أن الاستقبال “الشكلي” لزعيم البوليساريو إبراهيم غالي في نواكشوط “لا يحمل أي قيمة سياسية حقيقية”، خاصة أنه يأتي في وقت يشهد فيه ملف الصحراء المغربية “تحولات استراتيجية ودعماً دولياً متزايداً للموقف المغربي، مما يجعل مثل هذه الاستقبالات تفتقر إلى أي تأثير جيوسياسي فعلي”.

ويعكس هذا الاستقبال، وفق معتضد الذي كان يتحدث لـ”آشكاين”، “غياب التجانس السياسي داخل القيادة الموريتانية”، مضيفا “يبدو أن هناك تبايناً واضحاً في مواقفها واستراتيجياتها تجاه القضايا الإقليمية، مما يؤثر على قدرتها في تبني مواقف موحدة وواضحة على الساحة الدولية”.

هشام معتضد ــ الخبير في الشؤون السياسية و الإستراتيجية

وأوضح المتحدث أن ملف الصحراء المغربية “أخذ منعطفاً سياسياً ودبلوماسياً كبيراً مع الاعترافات الدولية بمغربية الصحراء ودعم مبادرة الحكم الذاتي، وبالتالي، فإن هذا النوع من الاستقبالات لا يعدو كونه محاولة يائسة للحفاظ على تحالفات قديمة دون مراعاة للواقع السياسي الجديد”.

وتسعى القيادة الموريتانية، بحسب الخبير في الشؤون السياسية والإستراتيجية، لممارسة سياسة “الصداقة الشكلية” على حساب “البراغماتية السياسية”، مشيرا إلى أنها “مازالت عالقة في تدبير الملف من منظور متجاوز، وهذا التوجه يعوق قدرتها على التكيف مع التحولات الإقليمية والدولية التي تتطلب نهجاً أكثر واقعية وفعالية”.

يردف المتحدث، أن زعيم جبهة البوليساريو، من خلال الاستقبال، يحاول الترويج لقيمة سياسية مفقودة، ويسعى لإظهار أن الجبهة لا تزال تحظى بدعم إقليمي، إلا أن هذا الدعم يبدو هشاً وغير مؤثر في ظل التغيرات السياسية الدولية التي تصب في صالح المغرب.

ويؤكد المحلل السياسي أنه يجب على القيادة الموريتانية إعادة صياغة خريطة طريقها في تدبير علاقاتها مع الجبهة في إطار التحولات والتطورات التي يشهدها ملف الصحراء المغربية، مشددا على أنه من المهم أن تتبنى موريتانيا مقاربة براغماتية تضمن لها الاستفادة من الديناميات الجديدة وتجنب العزلة السياسية.

وخلص معتضد بالإشارة إلى أنه يجب على موريتانيا أن تدرك أن المرحلة الحالية التي تتطلب تعزيز العلاقات مع الأطراف الفاعلة والمؤثرة في المنطقة، وخاصة المغرب، بما يتماشى مع مصالحها الوطنية والإقليمية، لافتا إلى أن السياسة القائمة على المجاملات الشكلية لن تحقق الاستقرار والتنمية المستدامة التي تطمح إليها.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
فؤادي رزق
المعلق(ة)
1 أغسطس 2024 12:58

يجب محاصرة جمهورية الفقر والتخلف. انها جزءمن المملكة المغربية يجب إعادتها إلى حصن المملكة عاجلا وليس آجلا.
جمهورية منافقة تعيش على خير المملكة وتحالف مع الانفصاليين. يجب إعادة ترميعهاورئييها المهبول.

وطني
المعلق(ة)
1 أغسطس 2024 12:46

يجب إيقاف الصادرات فورا على هذه الدولة التي كانت بالأمس القريب تابعة للدولة الشريفة. والله مابغات تحشم وراها عيقت بزاف.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x