2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
هل هناك صلة بين جدري القردة والبوشويكة والمثلية؟ (خبير يُجيب)

لم يتعاف العالم بشكل كلي من تداعيات جائحة كورونا، حتى أطل علينا مرض جدري القردة، القديم الجديد، الذي اعلنت منظمة الصحة العالمية أن تفشيه في الكونغو وأماكن أخرى في أفريقيا حالة طوارئ صحية عالمية، مع تأكيد حالات إصابة بين الأطفال والبالغين في أكثر من 12 دولة، وانتشار سلالة جديدة من الفيروس في الوقت الذي تتوفر القارة على جرعات قليلة من اللقاح.
هذا الانتشار في “قارتنا السمراء” يثير القلق بشأن تداعيات وخطورة هذا المرض، كما يطرح تساؤلات عريضة عما إن كان المرض وانتشاره يدعوان للقلق، وهل المغرب من بين الدول المهددة بوصول حالات مصابة إليه وما السبيل للتعرف عليه والوقاية منه.
ماذا تعني حالة الطوارئ الصحية العامة؟
وشرح الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، هذا الأمر بكون “الدول التي لا يوجد فيها هذا الفيروس من المحتمل أن يصل إليها، كما يستلزم تظافر الجهود العلمية والمالية والبشرية، كي نتمكن من محاصرة الفيروس في مكانه، ما يعني أن الدول المصابة عليها أن تتوفر على الوسائل العلمية والتقنية والبشرية كي يجروا تحاليل واختبارات ويقوموا بعزل المصابين وتطبيبهم، إضافة إلى استعمال الأدوية واللقاحات التي لم تصل إلى إفريقيا نهائيا، لذلك حذرت منظمة الصحة العالمية من ضرورة الانتباه لهذه الدول الإفريقية لمنع الانتشار العالمي لهذا المرض”.
هل المغرب مهدد
وشدد حمضي، في تصريح معمم، على أن “المغرب مثله مثل باقي الدول الأخرى، فبما أن حالة الطوارئ عالمية فيمكن أن تظهر فيه حالات مصابة، ما يعني أنه مطالب بالمشاركة في هذا المجهود العالمي”.
كما يجب على المغرب يضيف حمضي “تحسيس المواطنين والمهنيين الصحيين بالمرض، كي يستعد لأي اكتشاف محتمل لحلات بالبلاد، علاوة على المراقبة واليقظة والاستعداد التقني والتحاليل، وتحيين البروتوكولات لمثل هذه احالات”.
وخلص إلى أنه “بناء على إرشادات منظمة الصحة العالمية، وتطور الوضعية الوبائية، وعلى ضوء المعطيات التي ستتوفر، سيقوم المغرب بإجراءاته لحماية الساكنة، للمساهمة في المجهود لمحاصرة الوباء في مكانه، والتقليل منه في مكانه قبل انتشاره عالميا”.
أسباب القلق
وفي هذا الصدد، أوضح الخبير في النظم الصحية، الطيب حمضي، أن “المعروف أن هذا الفيروس قديم، لكنه كان منتشرا في بعض مناطق غرب إفريقيا في المناطق الغابوية، ويظهر على الأشخاص الذين يتعاملون مع الحيوانات أو يأكلون لحومها أو يعيشون معها، ما يعني أنه كان محدودا عالميا، حيث انتشر عالميا في سنة 2022 بين الرجال الذين لهم علاقات جنسية بينهم، وتم التحكم في هذا الوباء، لكن في الأشهر الأخيرة ظهرت بعض الأشياء المقلقة”.

وأوضح حمضي، أن “السلالة التي ظهرت في الشهور الأخيرة قليلة تحمل الرمز “1B”، لا تنتشر فقط بين من لهم علاقات جنسية بين الرجال، بل حتى علاقات عادية، وبين الأطفال، وبين الأسر وعن طريق العلاقات الجنسية عموما، بل حتى عن طريق احتكاك جلد الإنسان مع بعضه، أو سوائل الإنسان التي تلامس جلد شخص آخر، أو مواد ملوثة من شخص مصاب تنتقل لشخص آخر، ما يعني أن انتشار المرض أصبح بطريقة أسهل”.
ثاني شيء يدعوا للقلق، يضيف حمضي، هو أن “هذه السلالة الجديدة تظهر أنها تحدث طفرات جديدة بوتيرة سريعة أكثر من السلالات السابقة، كما أن هذه الجديدة لها درجة إماتة(تقتل) أكثر من سابقاتها، إذ هناك 5 بالمئة من الحالات الخطيرة لدى البالغين و10 بالمئة من الأطفال، ما يعطيها نسبة إماتة تبلغ 3 بالمئة وهو رقم مرتفع رغم أنه أولي”.
وما يدعو للقلق أيضا، حسب المتحدث، هو أن هذا المرض “لم يعد محصورا فقط في الغابات الإفريقية بل دخل المدن الإفريقية التي تتوفر على مطارات وقطارات ووسائل نقل متعددة، وهو ما جعل التخوف مطروحا من انتشاره، حيث انتشر في الدول المجاورة لبلد المنشأ”.
وضعية انتشاره
في هذا الإطار بين حمضي أن “هذا المرض كان في جمهورية الكونغو الديموقراطية وبعض الدول المجاورة لها، وفي المناطق الريفية وداخل الغابات، والآن انتشر في 15 دولة إفريقية ضمنها دول لم يصل إليها من قبل، وهذا جزء آخر من القلق بشأن هذا المرض”.
أعراضه
وتتجلى أعرضا المرض يستطرد حمضي في كون “هذا المرض له أعراض أقل من مرض الجذري الذي قضينا عليه كبشرية سنة 1980، ولكن أعراضه أقوى من مرض بوشويكة التي تتشابه معه في الجلد”.
ويبدأ المرض، حسب الخبير الصحي بـ”آلام الرأس والمفاصل، وظهور بعض الغدد في جسم الإنسان، والقشعريرة، كما يظهر طفح جلدي من خلال كريات صغيرة ملوءة بالماء، ينتشر في جسم الإنسان ووجهه ويديه والجسم بأكمله حتى في أعضائه التناسلية”.
وأشار إلى أن “هذه العلامات الجلدية في السلالات السابقة التي ظهرت سنة 2022 كانت تهم المناطق التناسلية فقط، لكن السلالة الحالية فهي تظهر في الجسم ككل، ويمكنها الوصول إلى عيني الإنسان المصاب”.
خطورة المرض
وأكد المتحدث أن “المرض يمكن أن يؤدي لعدة مضاعفات صحية يمكن أن توصل للوفيات، حيث أن التقديرات الحالية تشير إلى أن 3 بالمئة من المصابين يمكنهم أن يكونوا حالات وفيات، لكن هذا الرقم هو عبارة عن تقرير أولي، والأخير دائما يكون أكبر من التقرير الحقيقي عندما نتعرف على المرض أكثر”.
كما تكمن خطورة هذا المرض يسترسل حمضي، في “كون طرق انتشاره غير مضبوطة بشكل دقيق، ما يعني أن هذا المرض مازالت له فرصة للانتشار أكثر، وكلما انتشر أكثر كلما زادت خطورته أكثر”.
هل المرض جديد؟
في هذا السياق، أجاب حمضي بقوله إن “هذا المرض تم اكتشافه سنة 1958، في مختبر في الدانمارك، حيث جلبوا قردة من إفريقيا لإجراء التجارب، واكتشف الفيروس بهذه القردة، وكان أول إنسان أصيب بهذا الفيروس، كان سنة 1970 بالكونغو، وبقي في الدول المتواجدة في غرب ووسط إفريقيا داخل الغابات والأدغال، والمناطق البعيدة، وإلى غاية 2022 انتشر في فئات الرجال الذين لديهم علاقات جنسية مثلية، والآن وقع تحور جديد وصارت هناك سلالة جديدة تنتشر أكثر من سابقاتها”.
اللقاحات والأدوية
وبين حمضي أن “اللقاحات المتوافرة لحدود الآن، هي اللقاحات التي يستعملها الإنسان ضد مرض الجدري الذي قتل ملايين البشر وأعطى تشوهات لدى ملايين الأشخاص عبر التاريخ، إلى أن تم الإعلان عن نهاية المرض سنة 1980 ولم يبق هذا الفيروس وتوقف استعمال اللقاح، في حين بقيت بعض المختبرات تنتج لقاحات احتياطية في بعض الدول، بغرض استعمالها من طرف مهنيي المختبرات الذين يلقَّحون ضد هذه الأمراض ، لكونهم يشتغلون في بيئة تحمل هذه الفيسروسات”.
وحسب المتحدث فقد تم “سنة 2022 استعمال بعض اللقاحات الموجة ضد الجدري، مع نجاح 85 بالمئة في الحماية ضد جدري القردة”، مشيرا إلى أن “هذا اللقاح استعملته الدول الغنية بينما الدول الفقيرة لم تصلها هذه اللقاحات، واستمر الفيروس في الانتشار في الدول الإفريقية، بينما تم التحكم فيه في الدول الغنية سنة 2022”.
وبخصوص الأدوية المستعملة، قال حمضي إن “هناك بعض الأدوية المستعملة ضد جدري القردة، لكن هناك عدة أدوية تنتظر الترخيص لاستعمالها في مثل هذه الحالات”.
الأصل في هذا المرض هو الشذوذ ومخالفة الفطرة،فكان لهم عقاب الله بالمرصاد، والآن رغم انتشاره ومعرفة سببه الأصلي،نشاهد العديد من الدول تصميم اذانها وتستميت لتشجيع الشذوذ تحت اسماء وعبارات براقة خادعة ولايلتفتون لهذه الرسائل السماوية العظيمة التي تروم الهداية والعظة والتنبيه والإرشاد إلا بعد فوات الأوان.