لماذا وإلى أين ؟

عودة ترامب ترعب حكام الجزائر وتمهد لحسم قضية الصحراء لصالح المغرب (محللان)

عاد دونالد ترامب، ليسكن البيت الأبيض من جديد، بعد أن تمكن من الفوز بالانتخابات الرائاسية الأمريكية، وفق النتائج غير الرسمية المعلن عنها صباح اليوم الأربعاء.

وفاز المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب، البالغ من العمر 78 سنة، بالانتخابات، ليصبح الرئيس الـ47 للولايات المتحدة الأميركية بحصوله على 277 صوتا مقابل 224 من أصوات المجمع الانتخابي، لمنافسته الديمقراطية كامالا هاريس.

في عهد ترامب، خلال ولايته الرئاسية الأولى، وبالضبط سنة 2020، وقع إعلانا يعترف عبره بمغربية الصحراء، واصفا مبادرة الحكم الذاتي التي يقدمها المغرب لهذا النزاع بـ ”الجادة والواقعية والأساس الوحيد لحل عادل ودائم لتحقيق السلام الدائم والازدهار”.

وتابع ترامب قائلا: “لقد اعترف المغرب بالولايات المتحدة عام 1777.. ومن ثم فمن المناسب أن نعترف بسيادتهم على الصحراء ”.

بعدها توالت اعترافات كبرى الدول بمغربية الصحراء، كان أخرها الموقف الفرنسي الذي ذهب في نفس التوجه.

لكن مراقبون، يرون أن إدارة الرئيس الأسبق جو بايدن، كان موقفها ”غامضا” أو على الأقل أن إدارة البيت الأبيض كانت حذرة، في عهد الديمقراطيين، في التعاطي مع قرار الاعتراف.

هل ستعود الحيوية للاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء في العهد الجديد لترامب؟ وهل يمكن أن تذهب إدارته إلى حد فتح سفارة لها في إحدى مدن الأقاليم للمملكة، وبشكل أخص بمدينة الداخلة، حيث فتحت العديد من الدول تمثيليات دبلوماسية لها هناك.

الإعلامي والمحلل السياسي مصطفى الطوسة

مصطفى الطوسة، الإعلامي والمحلل السياسي من باريس، يرى أن نجاح ترامب في الانتخابات ستكون له تداعيات على المنطقة المغاربية، ليس فقط لكون العلاقات المغربية الأميركية ستدخل في مرحلة جيدة من “الأحسن إلى الأحسن”.

الطوسة، متحدثا لجريدة ”آشكاين” حول الموضوع، يتوقع أن السياسة والمقاربة التي سيتبعها الجمهوريون في البيت الأبيض ستكون ”عاملا ضاغطا على النظام الجزائري الذي تجمعه علاقات سيئة من الولايات المتحدة”، مبرزا أن أمريكا ”لن تغفر للجزائر ألاعيبها في منطقة الساحل وعلاقتها المشبوهة مع المجموعات الإرهابية و انخراطها مع الجماعات المسلحة وعلاقتها المتينة مع النظام الإيراني”.

وشدد المتحدث على أن كل هذه الأسباب، تفرز توقعات من أن السياسة الأمريكية الجديدة في المنطقة المغاربية، ستكون ”صياغة ضغوط جديدة على النظام الجزائري من أجل إرغامه على الدخول في مفاوضات سياسية من أجل الوصول إلى حل نهائي لقضية الصحراء، وإرغامه أيضا على توضيح مواقفه وتحالفاته الدولية خصوصا علاقة النظام الجزائري مع إيران، والتي سمحت لها بالتوسع والهيمنة ونشر الإيديولوجية الإيرانية في شمال إفريقيا والساحل”. ووصف الطوسة هذا الهدف بأنه ”سياسي وإيديولوجي لا يخدم المصالح الأمريكية”.

وأوضح الطوسة أن الرئيس ترامب، كما هو معروف، له موقف حاد من النظام الإيراني، مشيرا إلى أن كل هذه المعطيات مجتمعة، ستجعل المقاربة الأمريكية الجديدة في منطقة مقاربة ”ضاغطة على النظام الجزائري”، كاشفا أن فوز ترامب بالانتخابات يعتبر ”كابوسا كبيرا” يخيم وسط لصناع القرار داخل قصر المرادية، لأنها ”يعلمون تماما أن مستقبل العلاقات الجزائرية الأمريكية على المحك وأن منطق الضغوط سيكون المقاربة المفضلة لترامب”.

لزرق: فوز ترامب يعزز الدعم الأمريكي لقضية الصحراء

في سياق متصل، قال رشيد لزرق، رئيس مركز شمال إفريقيا للدراسات والأبحاث وتقييم السياسات العمومية، إن فوز الجمهوريين التي تربطهم علاقة ”وطيدة” مع المغرب، قد يساهم، من حيث المبدأ، في ”جرأة أمريكية أكثر في حسم ملف الوحدة الترابية خاصة وأن الاعتراف الرئاسي كان في الوقت الأخير من عهد ترامب”.

وشدد على أن في عهد ترامب، أُتخذت مجموعة من الإجراءات، من بينها عزم إنشاء قنصلية الولايات المتحدة في مدينة الداخلة، ودعم استثمارات وكالة التنمية الأمريكية التي وعدت بخمسة مليارات دولار لتعزيز الوجود الأمريكي في منطقة إفريقيا الغربية، وتقديم الدعم في مكافحة الإرهاب والتنمية الاقتصادية.

رشيد لزرق أستاذ القانون الدستوري ورئيس مركز شمال إفريقيا للدراسات والأبحاث وتقييم السياسات العمومية

وأكد ذات الأستاذ الجامعي أن فوز ترامب “يصب ضمن التحولات الجيوسياسية التي تعرفها المنطقة، وفي ظل ما يشهده المحيط الدولي من متغيرات عديدة”، لافتا إلى  أن المغرب ”سينتقل من مرحلة تدبير قضية الوحدة الترابية إلى مرحلة حسمها عبر التوجه إلى سحب القضية من اللجنة الرابعة في الأمم المتحدة. وتحتاج هذه الخطوة إلى جهود دبلوماسية وتقديم حجج قانونية وواقعية”.

وقبل سلْك المغرب لهذه المسطرة، يشرح لزرق، لا بد من ”تقديم مطالبة رسمية إلى الأمانة العامة للأمم المتحدة. وضمن هذا التوجه، يعمل المغرب على حشد الدعم الدبلوماسي من الدول الأعضاء في الجمعية العامة، إذ يحتاج للحصول على أغلبية أصوات الدول الأعضاء في الجمعية العامة، أي ثلثي الدول الأعضاء الحاضرة والمصوتة”.

ويستند الطلب المغربي إلى ”حجج تاريخية وقانونية تؤكد أن القضية هي قضية وحدة ترابية. وبعد الحصول على الموافقة على القرار، يتم رفع القضية من جدول أعمال اللجنة الرابعة بشكل رسمي”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
MRE de Montpellier
المعلق(ة)
7 نوفمبر 2024 10:38

Bonjour il est urgent d’oublier les négociations, ou discussion concernant notre ZONE SUD ou notre TERRITOIRE du SUD on doit passer à autre chose? ne plus parler de négocier ni DE DISCUTER nous sommes sur notre territoire n’en déplaise à certains Nous devrions passer à ne plus dire le Sahara Marocain il faut dire le Sud Marocain OU LA ZONE SUD point barre ou l’extrême Sud Marocain

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x