لماذا وإلى أين ؟

البجوقي يرصد الرسائل الخفية لرفض المغرب دخول شاحنات بضائع من سبتة ومليلية

تباينت الروايات حول الأسباب الكامنة وراء عدم إعادة فتح المعابر الحدودية على مستوى سبتة ومليلية المحتلتين، رغم الاتفاق الموقع بين الرباط ومدريد، قبل حوالي ثلاث سنوات، خلال الزيارة التي قام بها سانشيز إلى المغرب.

ففي حين، تشير مصادر إلى أن عدم فتح المعبرين في الوقت المحدد،  يعود إلى “أسباب تقنية بحتة”، عقب إعادة شاحنتين كانتا تنويان الدخول إلى المغرب، خلال الأسبوع الجاري،  إلا أن وسائل إعلام إسبانية، ومنها  صحيفة “لاراثون”، أفادت بأن المغرب يبحث عن تحقيق مكاسب سياسية إضافية، أبرزها الاعتراف الصريح بمغربية الصحراء.

الباحث والمتخصص في الشأن الإسباني، عبد الحميد البجوقي، استبعد أن ترتبط القضية، في جانب منها، بقضية الصحراء، كما تذهب الوسيلة الإعلامية الإسبانية المعروفة بدفاعها عن مغربية الصحراء، حتى قبل الموقف التاريخي  لحكومة بيدرو سانشيز من القضية.

عبد الحميد البجوقي، الكاتب والإعلامي المغربي المتخصص في العلاقات المغربية الإسبانية

وأوضح البجوقي، في حديث لجريدة ”آشكاين” أن مدريد  قدمت أقصى ما يمكن أن تعطيه في اعترافها بمغربية الصحراء، بقرار جريء لحكومة سانشيز سنة في 18 مارس 2022، حين أعلنت بشكل رسمي عن هذا الاعتراف.

ورغم أن ذات الخبير في العلاقات الإسبانية يستبعد أن يكون لقرار استمرار إغلاق المعابر الحدود الجمركية، أي علاقة بالاعتراف ”الصريح” بمغربية الصحراء، شدد في المقابل على أن المسألة ذات ”عمق سياسي”، بحكم أن جميع القضايا بين البلدين تتخذ عادة هذا البعد على مر التاريخ.

واستحضر البجوقي في السياق ذاته بعض الملفات الشائكة التي لا تزال عالقة بين البلدين، مثل المطلب المُلح للمغرب بإدارة المجال الجوي في الصحراء الذي لا تزال إسبانيا تسيطر عليه، ثم مسألة  ترسيم الحدود البحرية بين الأقاليم الجنوبية للمملكة وجزر الكناري.

وأبرز الخبير المغربي أن قضية إعادة فتح الحدود لها جوانب ”تقنية” بالضرورة، بحكم أن المغرب لن يقبل بعودة التهريب، كما كان الحال عليه في السابق، بأي شكل من الأشكال.

 وكانت مصادر إعلامية إسبانية، قد أفادت بأن السلطات المغربية رفضت، أول أمس الأربعاء، عبور شاحنتين محملتين بالبضائع من مليلية وسبتة المحتلتين عبر المعابر الحدودية بني انصار وباب سبتة.

وقد استمرت العملية وفق المصادر، لساعات، دون أن يتم فتح الأختام أو قبول الشحنات، مما أحبط الجهود الرامية إلى فتح الجمارك التجارية بين المغرب والمدينتين، بعد حوالي ثمانية سنوات من التوقف.

وكان من المقرر أن يشكل عبور الشاحنتين خطوة رمزية نحو تدشين جمارك تجارية جديدة بين الثغرين المحتلين ومدينتي الفنيدق والناظور، تعكس تفاهمات دبلوماسية تم التوصل إليها خلال مفاوضات استمرت لثلاث سنوات. إلا أن “مشاكل تقنية”، تشير المصادر، تم الإعلان عنها رسميًا عرقلت العملية، مما أعاد الجهود المبذولة إلى نقطة البداية.

في مليلية، تم تجهيز شاحنة محملة بالأواني المنزلية، لكنها أُجبرت على العودة بعد رفض سلطات الناظور قبول حمولتها. أما في سبتة، فقد تم تجهيز شاحنة صغيرة لنقل منتجات التنظيف، لكنها لم تتمكن من اجتياز المعبر الحدودي بعد إبلاغ الشركة الناقلة بضرورة استخدام شاحنة مغايرة بمواصفات محددة.

وأوضحت المصادر، أنه وبالرغم من التنسيق المسبق بين الجانبين وتبادل المعلومات، إلا أن العملية باءت بالفشل. وأكدت المصادر أن الشاحنتين اللتين وصلتا إلى جهة الجمارك المغربية بالمعبرين لم تُفحصا ولم يُسمح لها بتفريغ حمولتها، مما أدى إلى إعادتها.

ووفق التقارير الإسبانية، نقلا عن مصادر حكومية في مدريد؛ عبّرت عن استيائها من هذه التطورات، حيث كان من المنتظر أن يُعلن وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، عن نجاح فتح الجمارك التجارية خلال يوم أمس. إلا أن النتائج السلبية ألغت أي تصريح رسمي، فيما عادت القضية إلى طاولة الدبلوماسية للتحقيق في أسباب الإخفاق.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
أستاذ من خارج الحدود.
المعلق(ة)
10 يناير 2025 21:11

أين حكومتنا من كل هذا المد والجزر.منذ مدة ونحن لا نسمع الا للجانب الاسباني مع العلم أن المسألة فيها المغرب واسبانيا.من يوضح للرأي العام الموقف الرسمي للمملكة .

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x