2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
شقير: تولي روبيو المعروف بموقفه المتشدد من النظام الجزائري يسرع الطي النهائي لنزاع الصحراء

أعلن مجلس الشيوخ الأمريكي موافقته على تعيين السيناتور الجمهوري ماركو روبيو وزيراً للخارجية ضمن حكومة الرئيس دونالد ترامب.
وحصد روبيو، الذي يتمتع بخبرة طويلة كعضو في لجنتي العلاقات الخارجية والمخابرات بمجلس الشيوخ، دعم أغلبية الأعضاء المائة الذين يشكلون المجلس.
وتتجه أنظار المتتبعين للعلاقات المغربية الأمريكية، إلى تعيين ماركو روبيو في إدارة ترامب بمنصب وزير الخارجية ومواقفه في قضايا خارجية كقضية الصحراء وكيف ستكون العلاقة بين الدبلوماسية المغربية والأمريكية في عهده.
في هذا السياق، يرى الدكتور محمد شقير، يرى الخبير في العلاقات الدولية، أنه بعد فترة رئاسة بايدن التي لم تثمر سوى على تأكيد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء دون اتخاذ أي إجراءات أخرى لصالح المغرب. فكل المؤشرات التي رافقت عودة ترامب إلى الرئاسة تعد ايجابية في هذا السياق.
وشدد شقير، ضمن تصريح لجريدة ”آشكاين” على أن عودة ترامب يمكن أن تعكس إمكانية مواصلته ما التزم به من فتح قنصلية بالداخلة وتأسيس صندوق للاستثمار في المنطقة، لافتا أن ما يعزز هذا المنحى هو قيام وفد أمريكي مكون من أعضاء من الكونغرس ورجال الأعمال بزيارة مؤخرا إلى كل من العيون والداخلة للتعرف على فرص الاستثمار بهذه الأقاليم.
كما أن اختيار ترامب لوزير خارجية معروف باطلاعه على ملف الصحراء وكذا بمواقفه المتشددة اتجاه النظام الجزائري باعتباره عنصر لعدم الاستقرار في المنطقة، يضيف شقير، يقوى تحرك الإدارة الأمريكية المقبلة لاتخاذ قرار بفتح قنصلية بالداخلة مما سيؤدي إذا ما تحقق إلى إقناع دول أوربية وأسيوية وافريقية وازنة لفتح قنصلياتها بكل من العيون والداخلة، مما يكرس التسريع بطي ملف الصحراء خاصة إذا ما قامت بريطانيا بوصفها احد الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن يتوفر على حق الفيتو بالاعتراف بمغربية الصحراء.

أما المؤشر الثالث، يسترسل الباحث، فيتمثل بنشر وكالة الاستخبارات الأمريكية لخريطة المغرب مكتملة، ما يعتبر من جهة ردا على مساهمة الاستخبارات المغربية في القبض على متطرف أمريكي مؤخرا وفي نفس الوقت خطوة مؤثرة على صانع القرار الأمريكي بالإسراع باتخاذ إجراءات أكثر حسما في ظل وضع دولي تم فيه إضعاف كل من روسيا وإيران والقضاء على نظام بشار الأسد وهم كلهم كانوا حلفاء للنظام الجزائري الذي يعيش عزلة دبلوماسية في المنطقة خاصة في ظل تصاعد التوتر مع فرنسا بعدما اعترفت بمغربية الصحراء والتي تعتبر احد الأطراف الماسكة بخبايا وخفايا ملف الصحراء وتزيد توتراته مع مالي المساندة من طرف روسيا.
وخلص شقير إلى أن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في بداية عهد ترامب ستشهد بلا شك زخما قويا تمثل بالأساس في ما ورد في كلمة الرئيس ترامب التي ألقاها خلال مراسيم تنصيبه حيث اشاد بأهمية دور العاهل المغربي في عدة قضايا دولية خاصة حرب غزة.
وأكد أن العلاقات الاستراتيجية التي تجمع بين البلدين خاصة العسكرية والامنية ستؤدي إلى تمتين الشراكة بينهما والتي قد يلعب فيها وزير الخارجية وكذا مستشار ترامب ذو الأصول العربية دورا في تحريك هذا الزخم الدبلوماسي بين البلدين وإمكانية اعتماد إدارة ترامب على المغرب في إيجاد أي حل للقضية الفلسطينية بحكم العلاقات التي تجمع بين المغرب مع كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية.