2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
مدير معهد أبحاث قريب من ترامب يحصي أسباب تصنيف البوليساريو وكيلا للإرهاب

مازالت الأصوات الدولية تتعالى من أجل تصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية في منطقة شمال إفريقيا نظرا لترابطاتها مع المحور الإيراني.
فبعد السيناتور الأمريكي جو ويلسون الذي قرر تقديم مترح تشريعي للكونغرس الأمريكي لتصنيف الجبهة الإنفصالية كمنظمة إرهابية، جاء الدور على روبرت غرينواي مدير مركز أليسون للأمن القومي في هيريتيج فوندايشن، التي تعتبر بمثابة القاعدة الأيديولوجية لإدارة ترامب، ومدير الأمن القومي في مؤسسة التراث والمشارك في تأليف مشروع “إستر”، كما أنه مسؤول كبير سابق في مجلس الأمن القومي، وأدار سابقا معهد السلام التابع لاتفاقيات “أبراهام” الذي أسسه جاريد كوشنر.
أسباب تصنيف البوليساريو إرهابية
وكتب غرينواي مقالا مطولا عنونه بـ”لماذا يجب على الولايات المتحدة مواجهة جبهة البوليساريو، وكيلة الإرهاب؟”، نشرته صحيفة “دايلي سينيال“، أحصى فيه الأسباب التي تجعل الإدارة الأمريكية تصنف البوليساريو كوكيل للإرهاب.
وذكر المتحدث أنه في أبريل المنصرم، تعهد النائب الجمهوري عن ولاية كارولاينا الجنوبية، جو ويلسون، بتقديم تشريع يُصنّف جبهة البوليساريو، المدعومة من الجزائر، منظمةً إرهابية، وبذلك، وضع ويلسون اختبارًا حاسمًا لاستعداد واشنطن لمواجهة وكلاء الإرهاب المتحصنين على الجناح الجنوبي لحلف الناتو.
وأضاف أن مقاتلي البوليساريو يرسلون اليوم طائراتٍ مُسيّرة من النوع الإيراني، ويتشاركون ممراتٍ صحراوية مع قوافل إمداد وكلاء روسيا، ويفرضون ضرائب على طرق التهريب التي تُغذّي جهاديي الساحل، وكل هذا يحدث ضمن مدى صواريخ مضيق جبل طارق، أحد أخطر نقاط الاختناق البحرية في العالم.
ونبه إلى أن أمريكا قد تجاهلت هذا التهديد من قبل، ففي عام 1977، أسقطت صواريخ البوليساريو طائرتين تابعتين للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، مما أسفر عن مقتل خمسة أمريكيين – ولم ترد الولايات المتحدة بفرض عقوبات.
وتابع أن مشروع قانون ويلسون المُقترح، يُجبر واشنطن على الاختيار بين: إطالة أمد التساهل أو الاعتراف نهائيًا بجبهة البوليساريو كتهديد بالوكالة كما أصبحت.
ولفت الانتباه إلى أنه منذ حادثة عام 1977، تغيرت البيئة الاستراتيجية جذريًا، ففي نونبر 2020، انسحبت البوليساريو من جانب واحد من اتفاق وقف إطلاق النار في الصحراء الذي توسطت فيه الأمم المتحدة عام 1991 ثم أعلن قادتها المنطقة “منطقة حرب”؛ واستأنفوا هجماتهم الصاروخية على طول الجدار الرملي المغربي الذي يبلغ طوله 1700 كيلومتر؛ وحذروا من أن القنصليات وشركات الطيران والشركات الأجنبية “أهداف مشروع.
الجزائر ملاذ البوليساريو
وحسب المسؤول الأمريكي فإن تهديدات البوليساريو تستند إلى أساس الملاذ الجزائري، بالإضافة إلى ثلاثة ركائز مُعززة: المساعدة العسكرية الإيرانية، وشبكة نفوذ روسية متنامية، واقتصاد غير مشروع ناضج عبر الساحل يتداخل مع تدفقات تمويل الجهاديين.
وأشار إلى أن الملاذ الجزائري العريق يوفر الظروف المُمكّنة لذلك، حيث يعمل مكتب قيادة البوليساريو وعدة وحدات بحجم لواء من معسكرات حول تندوف، على الأراضي الجزائرية، بعيدًا عن متناول القوات المغربية والمراقبين الدوليين، كما يتيح هذا الملاذ الآمن للجماعة تخزين الذخائر، وتجربة أنظمة جديدة، وكسب رعاة خارجيين بأقل قدر من المخاطر.
وأبرز أن المساعدات العسكرية الجزائرية والإعانات المالية – التي تغطي كل شيء من ميزانيات جماعات الضغط في واشنطن إلى الأموال المخصصة – تُغطي العمليات الإدارية وكشوف الرواتب، والتي بدونها لا تستطيع الجماعة المتمردة الحفاظ على بنية تحتية مسلحة بهذا الحجم.
ترابط مع إيران
وأشار إلى أن إيران تلعب دورًا متزايد التوثيق في دعم البوليساريو، حيث يعود التقارب بينهما إلى عام 1980 على الأقل، عندما وقف مقاتلو البوليساريو أمام عدسات الكاميرات الدولية حاملين صورة آية الله روح الله الخميني، في محاولة مبكرة لكسب تأييد ثوري ورعاية إيرانية.
“التعاون العملياتي مُسجّل بالفعل”، يسترسل المتحدث “ففي عام 2018، ذكرت مجلة “جون أفريك” الفرنسية أن ثلاثة ضباط من حزب الله متواجدون كمدربين تناوبوا على تندوف.
تأييد أمريكي يلزمه تصنيف البوليساريو إرهابية
وأكد غرينواي أن إدارتا ترامب أيدتا خطة الحكم الذاتي المغربية باعتبارها “الحل الوحيد الممكن لحل قضية الصحراء. لكن هذا المسار الدبلوماسي يجب أن يُواكبه سياسة أمنية تُواجه واقع شبكة البوليساريو المسلحة والعنيفة، المُرتبطة الآن بشبكات إيرانية بالوكالة، ووسطاء النفوذ الروسي، وشبكات الإرهاب والتهريب على مستوى منطقة الساحل.
وقارن بين البوليساريو والحوثيين، مشيرا إلى أن سابقة الحوثيين تُظهر كيف يُمكن لحركة اعتُبرت في البداية تمردًا محليًا، إذا لم تُكبح جماحها، أن تتطور إلى قوة بالوكالة مُتكاملة، وإذا كانت واشنطن تنوي تأمين مصالحها الاستراتيجية طويلة الأمد في غرب البحر الأبيض المتوسط، فلا يُمكنها السماح لشمال أفريقيا باتباع هذا المسار، وبدلًا من ذلك، ينبغي عليها إدراج البوليساريو كـ”منظمة إرهابية عالمية” مُصنفة بشكل خاص بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224.
يُتيح هذا الأمر للحكومة الأمريكية، يضيف المتحدث، فرض عقوبات على الكيانات التي ترتكب أعمالًا إرهابية أو تُشكل خطرًا كبيرًا بارتكابها، وتجميد أصولها المرتبطة بالولايات المتحدة، وحظر معاملاتها في جميع أنحاء العالم.
وبحسبه، فتُرافق هذه القائمة، بدلًا من أن تحل محل، تدابير مكافحة الإرهاب الأخرى المعمول بها حاليًا، مما يمنح الولايات المتحدة سلطة قانونية لتجميد الأصول، وتقييد السفر، والإشارة إلى أن التهديدات الناشئة بالوكالة ستُواجه قبل أن تتفاقم.
وخلص إلى أنه في عام 1988، منحت واشنطن البوليساريو تصريحًا، متجاهلةً قدرتها على العنف باعتبارها هامشًا ثانويًا، محذرا من تكرار هذا الخطأ اليوم، الذي سيُدفع ثمنه بالأرواح والأموال، وبدلًا من ذلك، ينبغي على الولايات المتحدة مواجهة هذا التهديد مباشرةً بإدراج البوليساريو كوكيل إرهابي عالمي مُصنّف بشكل خاص”.