2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
المغرب يطلق تجربة رائدة لتربية أسماك “الدوراد” بسيدي إفني (صور)

في خطوة علمية واعدة تدفع نحو تنويع مصادر الثروة البحرية وضمان استدامتها، أطلق المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري مشروعًا تجريبيًا لتربية أسماك “الدوراد” (Sparus aurata) في عرض سواحل سيدي إفني، باستخدام الأقفاص العائمة كوسيلة للاستزراع البحري ضمن بيئتها الطبيعية.
المشروع، الذي انطلق فعليًا بتشغيل وحدتين من أصل أربع وحدات مبرمجة، يمثل أولى المبادرات العلمية التطبيقية في مجال “البيسوكولتور” (تربية الأسماك في الأقفاص البحرية) بالمنطقة. وقد تم تزويد الأقفاص بنحو 250 ألف من صغار سمك الدوراد، تم استقدامها من فرنسا في عملية نقل دقيقة تراعي شروط السلامة البيولوجية وجودة الكائنات المستزرعة، في تجربة تخضع لمتابعة علمية وتقنية مشددة.

وشهدت سواحل سيدي إفني عملية إنزال الصغار داخل الأقفاص بواسطة سفينة البحث العلمي “أمان”، تحت إشراف طاقم متكامل من الباحثين والأطباء البيطريين والمراقبين البيئيين، لضمان احترام المعايير الدولية في مجال الاستزراع البحري.
ويُنتظر من هذا المشروع التجريبي أن يوفر معطيات دقيقة حول مردودية تربية هذا النوع من الأسماك في البيئة المحلية، خصوصًا من حيث معدلات النمو ونسب البقاء ومدى تأقلم الدوراد مع الخصائص البيئية البحرية في سيدي إفني، من درجة حرارة وملوحة وجودة مياه وتيارات بحرية.
هذا المشروع يعكس رؤية استراتيجية أوسع، يسعى من خلالها المغرب إلى توسيع رقعة الاستزراع البحري، وتثمين السواحل المغربية كرافعة للاقتصاد الأزرق وتوفير فرص استثمار وتشغيل جديدة في هذا القطاع الحيوي.
ويأتي هذا التوجه في وقت يتعزز فيه الوعي العالمي بأهمية استدامة الموارد البحرية، وضرورة تقليص الضغط على المصايد الطبيعية، ما يجعل من تربية الأحياء المائية خيارًا استراتيجيًا في ضمان الأمن الغذائي وتطوير اقتصاديات المناطق الساحلية.
ويخطو المغرب بثبات نحو تكريس مكانته كمركز إقليمي للاستزراع المستدام، من خلال دعم مشاريع ريادية من هذا النوع، وتشجيع المستثمرين على الانخراط فيها، عبر تسهيلات وتحفيزات موجهة لهذا القطاع الواعد.
