لماذا وإلى أين ؟

مبروكي: الساعة الإضافية كانت وراء عودة شغب الملاعب (حوار)

لا يمكن أن يمر شهر واحد بالبطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، دون أن تلتقط عدسات الكاميرا لقطات من الشغب في مدرجات الملاعب، فتارة نشاهد الشغب منحصرا بين الجماهير، وتارة بين الجماهير والسلطات الأمنية. ولمقاربة هذه الظاهرة السوسيولوجية حاورت “اَشكاين” الدكتور جواد المبروكي، الخبير في التحليل النفسي للمجتمع المغربي والعربي.

مرحبا أستاذ جواد، ما سبب عودة ظاهرة شغب الملاعب للمدرجات في الأسبوع الأخير؟

في البداية أود أن أشكر الموقع الإخباري المتميز “اَشكاين” على الإستضافة، جوابا على السؤال المطروح، في الأصل هي لم تغب لكي تعود. كل ما في الأمر هو الخوف من العقوبات ودخول الظاهرة في حالة نوم فقط لتستيقظ في حين آخر. مع الأسف العقوبات لا تصحح فشل التربية والتعليم .

هل لعودة هذه الظاهرة إرتباط بإحتجاجات التلاميذ ؟

بطبيعة الحال أظن أن هناك علاقة مباشرة حيث الشباب يعيشون تحت ضغوطات كثيرة وهم مثل القنابل المستعدة للإنفجار كلما أتيحت الفرصة، وخروج الشباب إلى الشوارع ليس بدافع “الساعة” ولكن أتيحت هذه الفرصة للتعبير عن الضغوطات التي تمارس عليهم بشكل غير عادل.

ما رأيكم أستاذ المبروكي في طريقة تدبير الشغب الرياضي بالمغرب؟

التدابير تكون دائما مخططة على المدى القريب والمتوسط والبعيد لكي تكون ناجحة. ومع الأسف كل ما ألاحظه، وأتمنى أن أكون مخطئا، هي تدابير قريبة المدى فقط “سياسة التّْرْقاع” وبطبيعة الحال لا يمكننا الإستغناء عنها وليس لدينا اختيار آخر في هذا الحين بالضبط وتتجلى في ممارسة السلطة والقانون على المشاغبين.

أما التدابير على المدى المتوسط والبعيد تهتم بشأن التربية والتعليم والعمل مع الشباب وتنظيم ورشات تشاورية وتكوينية وكذلك الإستماع إلى الشباب والطلب منهم  اقتراح الحلول الوقائية ولدي اليقين وبالتجربة أن الحلول هي في قبضة الشباب، أما المُسيرون، دورهم يتجلى في جمع الإقتراحات وترجمتها في أرض الواقع عبر سلسلة من البرامج التربوية.

كيف تقاربون هذه الظاهرة سوسيولوجيا؟ وهل الأمر يتعلق بإحتجاج جماهيري بطريقة خاصة أم أنه شغب من طرف فئة لعوامل معينة؟

سوسيولوجيا يبقى الشغب مجموعة من الرسائل الموجهة إلى المسؤولين (الآباء والتعليم والسلطة) وأهم رسالة هي “نحن في أزمة وعذاب، ساعدونا لأننا في خطر وعلى وشك الهلاك”، والرسالة الأخرى “مجتمعنا في خطر والدليل هو سلوكنا”.

بطبيعة الحال الملاعب هي فضاءات تسمح قانونيا بالتجمع حيث تظهر وتبرز أعراض الأمراض الاجتماعية عبر الشغب.

لا أعتقد أن الأمر يتعلق بفئة معينة وهذا انكار لواقعنا وتجاهل لخطر الأوباء الاجتماعية. وغياب قراءة صحيحة للمجتمع وتشخيص خاطئ للورم الاجتماعي هو شيء خطير لأنه ينتج علاجا خاطأ.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x