2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

لا تزال سفينة “النسر الأبيض” راسية بميناء الناظور منذ أكثر من شهرين، وسط تساؤلات عديدة وغموض كبير بشأن طبيعة حمولتها والسبب الحقيقي وراء احتجازها.
السفينة التي كانت “آشكاين” تطرقت لاحتجازها من طرف سلطات الناظور في مقال سابق، كانت في رحلة بحرية من سيراليون إلى لبنان، اختفت من أجهزة التتبع بعدما أطفأت إشارتها قرب سواحل الرباط، لتظهر مرة أخرى في ميناء الناظور دون توضيحات رسمية من السلطات بشأن ظروف هذه الرحلة المثيرة للشكوك.
وحسب تقرير لصحيفة “لاراثون” الإسبانية، فإن ما يزيد من غموض القضية هو المعطيات التي تفيد بأن السفينة غيّرت اسمها سبع مرات منذ بنائها في أحواض بناء السفن بشنغهاي سنة 1991، وهي ممارسة تعتبر مشبوهة في الأوساط البحرية، وغالباً ما ترتبط بمحاولات التمويه وتضليل المتابعة الدولية.
وأوضح التقرير أن السفينة “النسر الأبيض” كانت تُعرف سابقًا بعدة أسماء مختلفة. ومن بين أسمائها السابقة: “Breadbox Falcon”، و”Saphir”، و”Baltimar Sirius”، و”Mekong Sirius”، و”IAL President”، و”Kirk Pride”، و”Moresby Chief”. هذا التعدد في الأسماء، رغم احتفاظها بنفس رقم التسجيل البحري (IMO 8812930)، يُعد سلوكًا غير معتاد ويُستخدم أحيانًا لإخفاء هوية السفن عن أنظمة التتبع والرقابة الدولية.
وأضافت الصحيفة، أنه ورغم تواتر الحديث عن أعطال فنية، فإن مصادر مطلعة تؤكد أن السفينة لم تُسحب إلى الميناء، كما أن ميناء الناظور لا يتوفر على ورشة إصلاح السفن، ما يضعف صحة هذه الفرضية.
وأشار التقرير إلى ارتباط محتمل للسفينة بعمليات تهريب مشبوهة، خاصة وأنها كانت موضوع تحقيقات سابقة على خلفية صلات محتملة بتجارة المخدرات. وفيما لم يتم إجراء تفتيش شامل لباطن السفينة حتى الآن، فلا زال طاقم السفينة، المكوّن في معظمه من جنسية فلبينية، على متنها دون السماح له بالنزول، رغم زيارة السفير الفلبيني لهم.
وفي غياب توضيحات رسمية، تقول الصحيفة أن الفرضيات حول الجهة المستهدفة من الشحنة تتعدد، حيث تشير بعض التحليلات إلى احتمال ارتباطها بجماعة حزب الله، في حين تربط أخرى السفينة بشبكة “موكرو مافيا” الإجرامية التي تنشط من هولندا، ومع استمرار الصمت الرسمي، تبقى “النسر الأبيض” قضية غامضة.